بهذا العرض المغري .. النصر يخطط لمفاجأة كبرى وبيولي على حافة الرحيل

تتجه الأنظار مجددًا نحو العاصمة الرياض، حيث تدور في الكواليس تحركات حثيثة داخل أروقة نادي النصر السعودي، في محاولة لإحداث تغيير كبير على المستوى الفني، بعد موسم لم يلبِّ طموحات الجماهير الصفراء، حيث يطفو اسم جديد على السطح، وتجهيزات تسير بصمت حتى الآن.
وتؤكد التقارير القادمة من مصادر قريبة من إدارة نادي النصر، أن النادي دخل في مفاوضات رسمية مع الإيطالي لوتشيانو سباليتي، في خطوة تبدو كأنها محاولة أخيرة لإنقاذ مشروع ضخم بدأ منذ موسمين ولم يحقق أهدافه المعلنة.
إقرأ ايضاً:ميسي يقود إنتر ميامي في افتتاح مونديال الأندية بأميركاسهم ارامكو توقعات بارتفاع كبير غداً الأحد
حيث أن سباليتي، الذي حقق المعجزة مع نابولي في موسم 2022-2023 وقاد الفريق لحصد لقب الدوري الإيطالي بعد غياب طويل، بات الآن على رادار النصر بعرض مغرٍ يتجاوز 18 مليون يورو سنويًا، مما يجعله أحد أعلى المدربين أجرًا في المنطقة.
ولا يبدو العرض السعودي عاديًا بأي حال، بل هو مغلّف بإغراءات رياضية ومالية معًا، في نادٍ يضم أسماء عالمية بحجم كريستيانو رونالدو، ويسعى جاهدًا لاستعادة الهيبة المفقودة على المستويين المحلي والقاري.
وقد جاء قرار إدارة النصر بالبحث عن بديل لبيولي بعد سلسلة من الإخفاقات التي بدأت تتكرر بشكل لا يمكن تجاهله، حيث خرج الفريق من الموسم الجاري صفر اليدين، دون ألقاب، رغم الكتيبة المدججة بالنجوم.
ولم يُخفِ الجمهور النصراوي استياءه من الأداء الباهت للفريق في المحطات الحاسمة، وسرعان ما تحولت حالة الصمت إلى مطالبات واسعة بضرورة التغيير، وهي الضغوط التي يبدو أن الإدارة التقطتها سريعًا.
ولم يتمكن بيولي، الذي جاء إلى النصر وسط ترحيب حذر، من كسب ثقة المدرج، وظل يُنظر إليه كخيار مؤقت، وربما هذا ما جعل الرغبة في التغيير مسألة وقت لا أكثر، خصوصًا بعد أن فشل في فرض هوية واضحة للفريق.
ويحمل العرض المقدم لسباليتي في طياته رسالة مفادها أن النصر لا يريد التراجع خطوة إلى الوراء، بل ينوي التقدم بخيارات من الصف الأول، سواء على صعيد الأسماء أو الطموحات الفنية المرتبطة بها.
وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من سباليتي أو ممثليه، لكن المقربين منه يؤكدون أنه يدرس العرض بجدية، خاصة في ظل الفرصة المتاحة لقيادة فريق طموح في دوري يزداد بريقه، ويحظى بمتابعة عالمية متزايدة.
وأما بيولي، فرغم عدم صدور بيان وداع رسمي، فإن المؤشرات جميعها تؤكد أن مهمته في النصر انتهت فعليًا، وأن الإعلان عن خروجه قد يكون مسألة توقيت إداري لا أكثر، بعد أن أصبح الموقف داخل النادي شبه محسوم.
وليست المفاوضات مع سباليتي مجرد رغبة في تغيير الاسم الفني، بل تعكس تحولًا في طريقة تفكير الإدارة النصراوية، التي تبحث الآن عن مدرب قادر على خلق منظومة طويلة الأمد، لا مجرد تحقيق بطولة عابرة.
وتتابع الجماهير، من جانبها، الأخبار بشغف وحذر في آنٍ واحد، فمن جهة، تتوق لرؤية فريقها يقوده اسم عالمي بثقل سباليتي، ومن جهة أخرى، تخشى من تكرار سيناريو التجارب الفاشلة السابقة التي أكلت من عمر المشروع النصراوي كثيرًا.
والرهان هذه المرة أكبر من مجرد تغيير مدرب، بل هو محاولة لإنقاذ فكرة، وإعادة توجيه سفينة النصر نحو ميناء البطولات، خاصة أن المنافسة تزداد شراسة على جميع الأصعدة في الدوري السعودي الذي لم يعد يقبل بأنصاف الحلول.
والساعات المقبلة قد تحمل مفاجآت، وربما إعلانًا رسميًا يضع نهاية لمشوار بيولي، وبداية لمغامرة جديدة مع سباليتي، الذي إن قبل العرض، فسيكون أمام تحدٍ كبير لا ينجح فيه سوى من يملك شيئًا من الجنون وشغف الانتصار.
ولا تُعد خطوة التعاقد مع سباليتي مجرد صفقة تدريبية تقليدية، بل هي رسالة واضحة مفادها أن النصر بات مستعدًا للمنافسة على أعلى مستوى، ويبحث عن عقلية أوروبية متقدمة يمكنها مزج الانضباط التكتيكي بالواقعية الهجومية التي يطلبها جمهور الشمس.
وفي حال إتمام الصفقة، سيكون سباليتي هو ثالث مدرب إيطالي يتولى قيادة النصر خلال ثلاثة مواسم، مما يطرح تساؤلات حول مدى استقرار المشروع الفني للنادي، وهل سيكون الرجل القادم هو من سيمنح نادي النصر أخيرًا ما فشل الآخرون في تحقيقه.