هزة أرضية في الخليج تثير التساؤلات .. هل السعودية تأثرت بها؟

رصدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية مساء الجمعة 13 يونيو 2025، هزة أرضية في منطقة الخليج العربي، أثارت تساؤلات حول النشاط الزلزالي في المياه الإقليمية للمنطقة، والحدث لم يكن عنيفًا، لكنه كافٍ لإثارة اهتمام المختصين والجمهور على حد سواء.
وكانت الهزة الأرضية، التي تم رصدها في تمام الساعة 21:50:17، وبلغت قوتها 3.7 درجة على مقياس ريختر، وعلى الرغم من أنها لم تُخلّف أضرارًا مادية أو بشرية، إلا أنها اعتُبرت مؤشرًا جيولوجيًا هامًا يُضاف إلى سجل الظواهر الزلزالية في المنطقة.
إقرأ ايضاً:انهيار سوق الاسهم الكويتي وتراجع حاد رغم ارتفاع اسعار النفط عالمياًعاجل: سهم الأبحاث يرتفع بشكل حاد و سهم ام بي سي (mbc) ينهار في تداول
وقد كانت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية على أهبة الاستعداد، وتمكنت من تسجيل تفاصيل الهزة بدقة، مما يعكس التطور الملحوظ في قدرات الرصد والمراقبة الزلزالية داخل المملكة.
وبحسب المختصين، فإن الزلازل التي تقع في قاع الخليج تُعد أمرًا طبيعيًا نسبيًا نظرًا للطبيعة الجيولوجية المعقدة لتلك المنطقة، والتي تشهد بين الحين والآخر تحركات في الصفائح التكتونية دون أن تُحدث بالضرورة تأثيرات على السواحل القريبة.
ولا تعد هذه الهزات المتوسطة استثنائية في بيئة الخليج العربي، لكنها تُسلّط الضوء على أهمية الرصد المستمر والتوعية المجتمعية بشأن كيفية التعامل مع مثل هذه الظواهر، حتى وإن بدت غير مقلقة في ظاهرها.
وحتى اللحظة، لم تُسجّل بلاغات من الجهات الرسمية في دول الخليج تفيد بشعور السكان بهذه الهزة، مما يشير إلى أن مركزها كان على عمق بعيد نوعًا ما عن المناطق المأهولة.
وأكدت هيئة المساحة الجيولوجية في بيانها أن نشاطها لا يقتصر على الرصد فقط، بل يشمل التحليل المستمر للبيانات وتحديث خرائط المخاطر الزلزالية، في خطوة تهدف إلى رفع مستوى الجاهزية لأي احتمالات مستقبلية.
وأشار البيان الصادر إلى أن هذه الهزة لا تدعو إلى القلق، لكنها تُذكّر بأهمية الالتزام بمعايير السلامة الإنشائية، خصوصًا في المنشآت القريبة من السواحل، نظرًا لكون تلك المناطق قد تكون الأكثر تأثرًا في حال حدوث هزات أكبر مستقبلًا.
والمثير في توقيت الزلزال أنه جاء بعد أيام قليلة من مناورات بحرية كانت تُجرى في بعض مناطق الخليج، مما أثار تكهنات غير علمية على منصات التواصل حول علاقة محتملة بين الأنشطة البحرية والهزة، وهو ما نفاه المختصون بشكل قاطع.
ويؤكد الجيولوجيون أن الزلازل الطبيعية تنجم عن تفاعلات تكتونية عميقة لا يمكن التنبؤ بها بسهولة، ولا علاقة لها بالحركة السطحية أو النشاط الإنساني في الغالب، خاصة إذا كانت بقوة منخفضة مثل هذه.
وتُعتبر منطقة الخليج العربي من المناطق ذات النشاط الزلزالي المحدود مقارنة بمناطق مثل إيران أو تركيا، إلا أنها ليست خالية تمامًا من الاحتمالات، مما يستدعي تحديث الدراسات الجيولوجية دوريًا.
وفي السنوات الأخيرة، استثمرت المملكة بشكل كبير في تطوير قدرات المراقبة الزلزالية، مما مكّن الجهات المعنية من رصد أدق الهزات، حتى تلك التي لا يشعر بها الإنسان، وهو تطور يعزز من أمان البنية التحتية ويُحسّن من التخطيط المدني.
والخبر وإن بدا عابرًا للبعض، إلا أنه يُعيد إلى الأذهان أهمية التثقيف المجتمعي حول الكوارث الطبيعية، وضرورة وجود خطط استجابة سريعة تواكب السيناريوهات المحتملة، لا سيما مع التوسع العمراني المتزايد في مناطق قريبة من السواحل.
ويختتم المتابعون الجيولوجيون تحليلاتهم بالتأكيد على أن ما حدث مساء الجمعة ليس مدعاة للذعر، بل فرصة لإعادة النظر في مدى جاهزية المنطقة لأي طارئ محتمل، وهو ما تضعه هيئة المساحة الجيولوجية على رأس أولوياتها في المرحلة المقبلة.
ورغم أن الهزة لم تترك أثراً محسوساً لدى سكان المناطق الساحلية، إلا أن وجودها في هذا التوقيت يفتح باب التساؤل حول مدى استعداد البنية التحتية الحيوية، كالموانئ ومحطات الطاقة، للتعامل مع مثل هذه الاهتزازات المفاجئة، ولو على مستوى فني دقيق.
كما يتوقع أن تُصدر الجهات المختصة في المنطقة تقارير فنية وتحليلية في الأيام القادمة، تتناول تفاصيل أكثر عن موقع الهزة، وعمقها، واحتمالات تكرارها، وهي خطوات معتادة تعكس الحذر المؤسسي تجاه الظواهر الطبيعية، مهما كانت درجتها.