بداية نارية في كأس العالم للأندية.. الهلال يستعد لكتابة المجد تحت قيادة إينزاغي

يتوجه فريق الهلال السعودي إلى بطولة كأس العالم للأندية 2025، حاملًا آمال جماهيره في تعويض موسم محلي لم يحقق فيه أي لقب، لكنه يطوي هذه الصفحة بطموح متجدد وسعي للظهور القوي على الساحة العالمية، في نسخة موسعة ومليئة بالتحديات تضم كبار أندية العالم.
ورغم خيبة الأمل التي رافقت موسمه المحلي، حيث اكتفى بالمركز الثاني في دوري روشن السعودي، والخروج من نصف نهائي دوري أبطال آسيا، إلا أن الهلال يدخل المعترك العالمي بتشكيلة مدججة بالنجوم وخبرة سابقة في مثل هذه المحافل، تجعله خصمًا يُحسب له ألف حساب.
إقرأ ايضاً:غداً تبدأ اختبارات نهاية العام.. والتعليم توضح تفاصيل هامة للطلاب"عطل مفاجئ" لجوجل كلاود يوثر على خدمات إنترنت ضخمة
وتأتي مشاركة الهلال بصفته بطل دوري أبطال آسيا 2021، ليخوض رابع ظهور له في كأس العالم للأندية، بعد أن سجل حضوره المميز في نسخة 2022، حين وصل إلى النهائي وخاض مواجهة تاريخية ضد ريال مدريد انتهت بنتيجة 5-3 لصالح الفريق الإسباني.
النسخة القادمة من البطولة ستحمل طابعًا خاصًا للهلال، حيث يدخلها تحت قيادة المدرب الإيطالي سيموني إينزاغي، الذي تعاقد معه النادي مؤخرًا بعد أن قاد إنتر ميلان لنهائي دوري أبطال أوروبا، ليكون بذلك أحد أبرز الأسماء الفنية في البطولة المرتقبة.
وسيخوض الهلال مبارياته ضمن المجموعة الثامنة، حيث يبدأ مشواره في 18 يونيو بمواجهة نارية أمام ريال مدريد، ثم يلتقي سالزبورغ النمساوي في 22 يونيو، قبل أن يختتم دور المجموعات بمواجهة باتشوكا المكسيكي في 26 يونيو.
ورغم حداثة عهد إينزاغي مع الفريق، إلا أن التوقعات تشير إلى أنه لن يُقدم على تغييرات كبيرة في أسلوب اللعب، بل سيعتمد على الهيكل الأساسي للفريق، مع إدخال لمسته الفنية المعهودة في التنظيم الدفاعي والتحولات الهجومية السريعة.
وتعول الجماهير الهلالية كثيرًا على نجم الفريق سالم الدوسري، الذي قدم موسمًا استثنائيًا وتُوّج هدافًا لدوري أبطال آسيا برصيد 10 أهداف، في حين سيكون الدعم الهجومي متواصلًا من المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش ولاعب الوسط الصربي سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش والجناح البرازيلي مالكوم.
ويمثل مونديال الأندية بالنسبة للهلال فرصة للرد الكروي وإثبات الذات، خصوصًا بعد موسم محبط على المستوى المحلي، حيث يرى الفريق أن هذه البطولة العالمية هي المنصة المثالية لإعادة الاعتبار وتأكيد القوة الزرقاء خارج الحدود.
ويدرك الهلاليون أن البطولة ستكون مليئة بالصعوبات، لكنهم يراهنون على تجاربهم السابقة، وعلى التماسك الفني داخل الفريق، إلى جانب القيادة الجديدة التي من المنتظر أن تُحدث حافزًا معنويًا كبيرًا لدى اللاعبين.
وفي الوقت الذي تنظر فيه الأندية المنافسة إلى الهلال كخصم عنيد وذو شخصية آسيوية قوية، فإن عشاق الفريق يعقدون آمالهم على تحقيق إنجاز يتجاوز نسخة 2022، حين لفت الأنظار بأداء هجومي شرس أمام أبطال أوروبا.
كما أن هذه النسخة الموسعة من مونديال الأندية تمنح الهلال فرصة أكبر لإثبات نفسه، وسط تمثيل آسيوي محدود، وهو ما يعزز من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق اللاعبين والجهاز الفني، في ظل تطلعات جماهيرية لا ترضى بغير المنافسة على القمة.
ولا تقتصر أهمية المشاركة على الجانب الرياضي فقط، بل تمثل أيضًا بعدًا تسويقيًا وجماهيريًا مهمًا للنادي، الذي يسعى لتعزيز حضوره العالمي، وجذب أنظار المتابعين في قارات عدة عبر هذه المشاركة الدولية الفريدة.
وفي ضوء هذه المعطيات، يتأهب الهلال لخوض واحدة من أقوى بطولاته خارج الحدود، محملًا بآمال كبيرة من جمهوره، الذي اعتاد رؤية فريقه في قلب المنافسات، ويأمل في أن يكون مونديال الأندية 2025 بداية لعودة الهيبة الزرقاء.
وتبقى الأنظار شاخصة نحو ملعب أولى المواجهات، حيث ستكون البداية أمام ريال مدريد اختبارًا صعبًا لكنه محفّز، قد يرسم ملامح مسار الهلال في البطولة ويحدد مدى قدرته على المضي قدمًا نحو حلم طال انتظاره.
وبين ثقل الإرث التاريخي للفريق وطموحات المستقبل، يقف الهلال على أعتاب تحدٍّ جديد، باحثًا عن كتابة صفحة ذهبية أخرى في تاريخه، تُضاف إلى سجل إنجازاته وتُرسّخ مكانته كأحد أعمدة كرة القدم الآسيوية والعالمية.