وداع يترك بصمة.. منفذ عرعر يشهد مغادرة أول الحجاج العراقيين

بقلوب يملؤها الشكر والامتنان، وبوجوه تشع بنور الإيمان، بدأت أفواج ضيوف الرحمن من جمهورية العراق الشقيقة رحلة العودة إلى ديارهم، بعد أن منّ الله عليهم بأداء فريضة الحج في أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والخشوع.
كان منفذ جديدة عرعر، اليوم، شاهداً على لحظات الوداع التي حملت في طياتها الكثير من المشاعر الصادقة، حيث غادرت الدفعة الأولى من الحجاج بعد أن أتموا مناسكهم بيسر وطمأنينة.
إقرأ ايضاً:الضمان الاجتماعي يوضح: من يستفيد ومن يستثنى من التمكين؟أسعار النفط ترتفع بجنون بعد تصعيد "إسرائيل وإيران"
لم يكن هذا الوداع مجرد إجراء روتيني، بل كان تتويجاً لجهود مضنية بذلتها المملكة العربية السعودية، ممثلة في جميع قطاعاتها، لضمان راحة الحجاج وسلامتهم منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم، ولقد كانت الاستعدادات في منفذ جديدة عرعر على أهبة الاستعداد، حيث رفعت كافة الجهات الحكومية والأمنية والصحية والإسعافية والخدمية والجمركية جاهزيتها القصوى.
هذه الجاهزية لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج خطة تنظيمية شاملة، أُعدّت بعناية فائقة، لضمان انسيابية حركة المغادرة وتقديم أفضل الخدمات للحجاج، ولقد عملت هذه الجهات على مدار الساعة، بتنسيق وتكامل، لإنهاء إجراءات الحجاج بسلاسة، وتقديم كل ما يلزم لضمان عودتهم سالمين غانمين إلى أوطانهم.
إن هذا التضافر في الجهود يعكس الحرص الكبير الذي توليه حكومة المملكة العربية السعودية على خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير كل سبل الراحة لهم، إيماناً منها بعظم المسؤولية وشرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
من جانبهم، لم يتمالك الحجاج المغادرون أنفسهم إلا بالتعبير عن عميق شكرهم وامتنانهم للمملكة قيادة وشعباً، على ما لمسوه من حفاوة في الاستقبال وكرم الضيافة منذ اللحظات الأولى لوصولهم إلى أراضي المملكة المقدسة.
لقد أشاد الحجاج بالتنظيم الدقيق والمحكم الذي ساد جميع مراحل رحلتهم الإيمانية، بدءاً من لحظة دخولهم، مروراً بأدائهم للمناسك، وصولاً إلى لحظة مغادرتهم، وهذا التنظيم لم يكن ليتحقق لولا التخطيط المسبق والجهود الجبارة المبذولة.
كما أثنى الحجاج على تكامل الخدمات التي قُدمت لهم، والتي شملت جميع الجوانب اللوجستية والصحية والأمنية، مما أتاح لهم أداء فريضتهم بكل يسر وطمأنينة، وبعيداً عن أي معوقات أو مصاعب.
إن هذه الشهادات الصادقة من الحجاج تعكس مدى النجاح الذي حققته المملكة في إدارة موسم الحج لهذا العام، وتقديم تجربة حج فريدة وميسرة لجميع ضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات.
وتبقى هذه الجهود المخلصة محط تقدير العالم الإسلامي أجمع، حيث تستمر المملكة في ترسيخ مكانتها كقلب نابض للعالم الإسلامي، ومركزاً لخدمة ضيوف الرحمن.
إن المشهد في منفذ جديدة عرعر، اليوم، لم يكن مجرد مغادرة دفعة من الحجاج، بل كان رسالة واضحة تؤكد على التزام المملكة العربية السعودية الراسخ تجاه خدمة الحجاج والمعتمرين، وتوفير كل ما يلزم لراحتهم وسلامتهم.
إن هذا التكريس للجهود يعكس رؤية المملكة الثاقبة في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتطبيق أعلى المعايير العالمية في إدارة الحشود وتوفير الرعاية الشاملة لهم.
ومع مغادرة كل دفعة من الحجاج، تتجدد الدعوات الصادقة بأن يديم الله على المملكة أمنها واستقرارها ورخاءها، وأن يوفق قيادتها الرشيدة لما فيه خير الإسلام والمسلمين، وأن تستمر في مسيرتها المباركة لخدمة الحرمين الشريفين.
إن هذه الرحلة الروحانية، التي تُختتم بمشاعر الوداع والشكر، تظل محفورة في ذاكرة الحجاج كذكرى لا تُنسى، تعكس كرم الضيافة وعمق الاهتمام الذي لاقوه في بلاد الحرمين الشريفين.
وستظل المملكة العربية السعودية، بفضل الله ثم بفضل قيادتها الحكيمة وشعبها المضياف، منارة للإسلام، ومركزاً لخدمة الحرمين الشريفين، ومقصداً آمناً لكل من أراد أداء فريضة الحج أو العمرة.