اعتراف صريح ومهم من مسؤول في أبل يكشف سر تأجيل حلولها للذكاء الاصطناعي

آبل والذكاء الاصطناعي
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

أكد مسؤولون بارزون في شركة "أبل" الأمريكية تأجيل إطلاق تقنية جديدة مميزة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن تحديث المساعد الصوتي الذكي "سيري" إلى عام 2026، وذلك بعد أن كانوا قد توقعوا طرحها خلال العام الجاري 2025، جاء هذا الإعلان بمثابة اعتراف غير مباشر من الشركة بفشلها في تحقيق هدفها الذي أعلنته سابقًا بشأن إدراج هذه التقنية المتطورة ضمن منتجاتها في الوقت المحدد.

المسؤولون في أبل أوضحوا أن السبب الرئيسي وراء هذا التأجيل يعود إلى الحاجة لإعادة بناء الإطار الأساسي لتشغيل تطبيق "سيري"، بهدف ضمان تقديم تجربة مستخدم متطورة وموثوقة تلبي توقعات العملاء، وأكدوا أن ما تم عرضه في العام الماضي من خصائص مدعومة بالذكاء الاصطناعي لم يكن مجرد "وهم" أو تسويق مبالغ فيه، وإنما كان يعكس تقدما حقيقيا، لكن التطبيق لم يكن جاهزا بعد للاستخدام العام.


إقرأ ايضاً: هل تنجح السعودية في احتواء التصعيد الإسرائيلي-الإيراني؟بعد قرار محمد المنجم .. من هو "البديل" الذي ينتظر قيادة الشباب؟

ورفضت الشركة وصف هذا التأجيل بأنه تأخر في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، مشيرة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها الأولى، وأنها تمثل "موجة تحول طويلة الأمد" من شأنها أن تؤثر على الصناعة والمجتمع لعقود قادمة، وفي هذا السياق، شدد كريج فيديريغي، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في أبل، على أهمية عدم التسرع في طرح منتجات أو ميزات غير مكتملة فقط لمجرد أن تكون أبل أول من يصل إلى السوق.

وأوضح فيديريغي أن أبل تركز على تقديم منتج يتمتع بالكفاءة والجودة، مؤكدًا أن الشركة تمتلك بالفعل نسختين من بنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بتحديث "سيري"، لكن مع تقدم العمل، تبين لهم أنه من الضروري نقل بنية النسخة الثانية إلى مستوى أعلى من التطوير لتلبية تطلعات المستخدمين بشكل أفضل، هذا يعكس اهتمام أبل بالجودة والموثوقية بدلاً من السباق نحو الإطلاق السريع.

بدوره، أشار جريج جوسوياك، نائب الرئيس الأول للتسويق العالمي في أبل، إلى أن الشركة قررت عدم إطلاق التحديث الحالي لـ"سيري" بسبب معدل الأخطاء المرتفع الذي لوحظ خلال مراحل الاختبار، والذي اعتبرته أبل غير مقبول إطلاقًا، وقال جوسوياك إن الشركة تدرك أن إصدار نسخة غير مكتملة أو بها أخطاء كثيرة سيكون بمثابة خيبة أمل للعملاء، وهو ما تسعى أبل لتجنبه بأي ثمن.

تجدر الإشارة إلى أن "سيري" كان من أوائل المساعدات الصوتية الذكية التي أطلقتها أبل، ولكن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر ضراوة مع ظهور تقنيات حديثة من شركات أخرى مثل جوجل ومايكروسوفت، وتعمل أبل الآن على تطوير نسخة أكثر تطورًا من "سيري" تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز قدرات المساعد الصوتي وتحسين تجربة المستخدم بشكل عام.

المحللون التقنيون يرون أن تأجيل أبل لا يعني بالضرورة تراجعًا، بل يمكن اعتباره خطوة استراتيجية تتيح للشركة تحسين جودة المنتج النهائي، حيث أن الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي يتطلب اختبارات دقيقة لضمان دقة الأداء وعدم حدوث أعطال أو أخطاء قد تؤثر على سمعة الشركة.

كما أن أبل تبدو ملتزمة بتقديم قيمة حقيقية للمستخدمين من خلال الابتعاد عن طرح تقنيات غير ناضجة، مما يعكس فلسفة الشركة في المحافظة على تجربة المستخدم المتميزة التي اشتهرت بها عبر سنوات، وهذا يبرر سبب عدم تسارعها في تبني كل جديد بمجرد ظهوره، بل تفضل البحث عن حلول متكاملة ومستقرة.

هذا الموقف يأتي في وقت يشهد فيه سوق التكنولوجيا تنافسًا محتدمًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشركات الكبرى إلى فرض هيمنتها عبر تقديم حلول مبتكرة وجذابة للمستخدمين، ويعتبر تأجيل أبل فرصة لتقديم منتج يتسم بالكفاءة ويعكس تطورًا حقيقيًا في قدرات المساعد الصوتي.

في الوقت ذاته، يُتوقع أن تستمر أبل في تحديثات متتالية لتحسين "سيري" وتعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها الأخرى، خاصة مع تزايد الاعتماد على هذه التقنية في مختلف القطاعات، وقد تكون هذه الخطوة بمثابة بداية لمرحلة جديدة من التطور التقني داخل الشركة.

هذا الإعلان الأخير من أبل يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الشركات التقنية الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بتطوير تقنيات معقدة تلبي توقعات العملاء المتزايدة، ويبدو أن شركة أبل تفضل التأني والتركيز على الجودة، بدلاً من المنافسة على السرعة في السوق.

في نهاية المطاف، يبدو أن المستخدمين سيضطرون للانتظار قليلاً قبل أن يتمكنوا من تجربة النسخة الجديدة من "سيري" المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن التوقعات تبقى مرتفعة حول المزايا التي ستقدمها هذه التقنية الجديدة بمجرد إطلاقها.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook