سدايا تُتوّج نجاحاتها التقنية في موسم الحج: جاهزية تامة لاستقبال المغادرين عبر المنافذ

سدايا تُتوّج نجاحاتها التقنية في موسم الحج.
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

في ختام موسم حجٍ استثنائي اتسم بالتكامل الرقمي والجاهزية التقنية العالية، أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" عن استكمال خططها التشغيلية المتعلقة بوصول حجاج بيت الله الحرام.

وذلك ضمن مبادرة "طريق مكة" التي أشرفت عليها وزارة الداخلية بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية، مؤكدة في الوقت ذاته استعدادها الكامل للمرحلة المقبلة التي تشهد مغادرة الحجاج إلى بلدانهم عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية للمملكة.


إقرأ ايضاً:رسميًا .. قرار جديد من الاتحاد الآسيوي يشعل المواجهة بين السعودية وقطر!ارتفاع حاد لأسعار الذهب في السعودية اليوم وسط تصاعد التوترات العالمية

وجهود "سدايا" جاءت امتدادًا لرؤية المملكة 2030 التي جعلت من خدمة ضيوف الرحمن محورًا استراتيجيًا، حيث وفّرت الهيئة عبر كوادرها الفنية والهندسية أحدث ما توصلت إليه التقنية لضمان تجربة حج سلسة وآمنة منذ لحظة الوصول وحتى المغادرة.

وأثمرت جهود "سدايا" في موسم حج هذا العام 1446هـ عن تشغيل حزمة متكاملة من المشاريع الرقمية النوعية، التي تم تنفيذها في نطاق جغرافي واسع شمل الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والمنافذ الحدودية للمملكة، إضافة إلى 12 مطارًا دوليًا في 8 دول استُهدفت عبر مبادرة "طريق مكة".

وهذه المبادرة النوعية، التي تُعد من أبرز ما نُفذ في إدارة الحشود عالميًا، أتاحت للحجاج استكمال إجراءات دخول المملكة من بلدانهم، من خلال تجهيز محطات رقمية متطورة لتسجيل السمات الحيوية والتحقق من المستندات، ما ساعد على انسيابية الدخول وتقليص زمن الانتظار في المنافذ الداخلية.

وقد جاءت هذه الإجراءات المتقدمة تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، التي كرّست الإمكانات كافة لتيسير سبل أداء المناسك وتحقيق أعلى معايير الكفاءة والراحة لضيوف الرحمن.

وعلى الصعيد المحلي، أدارت "سدايا" منظومة شاملة للرقمنة خلال موسم الحج، من أبرزها تشغيل مركز عمليات مكة الذكية "SMART MOC"، الذي يُعد من الأعمدة الفارقة في إدارة الحشود ومراقبة الحركة الميدانية.

وقد جرى دعم هذا المركز بمنصات تقنية متقدمة، على رأسها منصة "بصير" التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، لتوفير رصد فوري وتحليلي لحركة الزوار والحجاج في الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى منصّتي "سواهر" و"سواهر قيادة"، اللتين شكّلتا شبكة ربط مباشر مع الجهات الأمنية.

وذلك عبر بثّ وتحليل صور كاميرات المراقبة، بما عزز من سرعة اتخاذ القرار وكفاءة التعامل مع المواقف الطارئة، ومن خلال هذه المنصات، أمكن توفير تغطية رقمية شاملة للمشاعر المقدسة، وإدارة الحشود بفعالية غير مسبوقة.

وإلى جانب ذلك، كان لتطبيق "توكلنا" حضور محوري في موسم الحج، حيث تحول إلى منصة رقمية شاملة ترافق الحاج في جميع مراحله، فقد أتاح التطبيق استعراض تصاريح الحج الرقمية، والوصول إلى خدمات الطوارئ مثل "أسعفني" ونداء الاستغاثة، إلى جانب خدمات معلوماتية أخرى كحالة الطقس، والاتجاهات، والمصحف الشريف.

كما أُضيفت خدمة "شهادة إتمام فريضة الحج" الصادرة رقميًا من وزارة الحج والعمرة، والتي تُثبت أداء الحاج للمناسك لهذا العام، مما وفر وسيلة موثوقة لتوثيق التجربة ضمن إطار رقمي آمن وسهل الاستخدام، وهذه الحلول الرقمية لم تكن مجرد إضافات تقنية، بل أدوات فاعلة في تعزيز الأمان والراحة وتحقيق تجربة حج خالية من التعقيدات.

وفي سياق متصل، عززت "سدايا" من تكاملها مع وزارة الداخلية عبر تطوير "منصة تصريح" الموحدة، التي مكنت من إصدار التصاريح الرسمية لحجاج الداخل والخارج والعاملين والمتطوعين والمركبات، وذلك ضمن بيئة رقمية متكاملة تربط بين وزارة الداخلية ووزارة الحج والعمرة عبر منصة "نسك".

وهذه المنصة، التي بُنيت وفق أحدث المعايير، ساهمت في الحد من المخالفات، وتنظيم الحركة داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كما مكّنت الجهات الرقابية من التحقق الفوري من صلاحية التصاريح، ما عزز من كفاءة العمل الميداني ودقة التنفيذ.

أما على صعيد العمل الإنساني، فقد برز دور "سدايا" من خلال مبادرة "إحسان"، المنصة الوطنية للعمل الخيري، التي كثّفت من أنشطتها خلال موسم الحج لتصل إلى فئات مختلفة من الحجاج والمحتاجين.

وشملت هذه الجهود تمويل حج غير القادرين، وتوفير وجبات الطعام ومياه الشرب، بالإضافة إلى دعم برنامج الأضاحي بالتعاون مع مشروع "أضاحي"، الذي مكّن المضحين من أداء النسك وإيصاله إلى مستحقيه بكل سهولة.

كما نُشرت أجهزة التبرع الذاتي في المشاعر المقدسة لتيسير المشاركة المجتمعية في أعمال البر، مما أعطى لبُعد العمل الخيري في موسم الحج بُعدًا رقميًا متطورًا، يُرسخ لقيم العطاء ويجعل من التقنية وسيلة لتعزيز الإحسان.

وفي ختام هذا الموسم، ومع بدء مغادرة الحجاج إلى بلدانهم، تواصل "سدايا" جهودها في تقديم الدعم التقني الكامل في المنافذ، حيث تم تجهيز البنية التحتية بأعلى المعايير، بما يشمل الأنظمة الرقمية، وقواعد البيانات المتكاملة، ونقاط الخدمة الذكية التي تُعنى بإتمام إجراءات المغادرة بأقصى سرعة وأعلى دقة.

كما تعمل الفرق الميدانية التابعة لـ"سدايا" على مدار الساعة لمساندة الجهات الحكومية وتوفير الدعم الفني لضمان تجربة وداع سلسة وآمنة للحجاج، تُكمل بها المملكة رحلتها الخدمية لحجاج بيت الله الحرام، في لوحة وطنية يختلط فيها الإخلاص بالإبداع، والخدمة بالابتكار.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook