وداع مهيب في قلب العاصمة: محمد بن عبدالرحمن يؤم الصلاة على الأمير فيصل بن تركي

في مشهد يفيض بالخشوع والرهبة، أدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض، صلاة الميت بعد عصر اليوم على صاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن سعود الكبير آل سعود -رحمه الله-، في جامع الإمام تركي بن عبدالله في قلب العاصمة الرياض.
وذلك بحضور لفيف من أصحاب السمو الملكي والأمراء وكبار الشخصيات والمسؤولين والمواطنين الذين احتشدوا لوداع أحد رموز الأسرة المالكة ممن عُرفوا بالوقار والحنكة والتاريخ المشرف.
إقرأ ايضاً:صراع أوروبي شرس.. ميلان وفنربخشة يتنافسان على ضم ميتروفيتش500 متطوع سعودي و3 فرق تخصصية.. يلو تضيء درب الحجاج في موسم 1446
وقد عكست أجواء الصلاة والمشاركة الواسعة تقديرًا كبيرًا لما كان للفقيد من مكانة في القلوب، وإرث في الذاكرة الوطنية، ومحبة في محيطه المجتمعي والسياسي.
وشهد الجامع التاريخي الواقع في وسط الرياض حضورًا لافتًا لأصحاب السمو الملكي من مختلف أفرع الأسرة الحاكمة، حيث اصطفّوا خلف الإمام إلى جانب الأمير محمد بن عبدالرحمن، يتقدمهم الأمير سلطان بن سعود بن عبدالله بن سعود، والأمير متعب بن ثنيان بن محمد، والأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، في لحظة روحانية جمعت فيها مشاعر الحزن بالتسليم بقضاء الله.
كما حضر الأمير خالد بن سعود الكبير، والأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، والفريق الركن الأمير تركي بن بندر بن عبدالعزيز قائد القوات الجوية الملكية السعودية، مما يعكس الاحترام الذي يحظى به الراحل في الأوساط الرسمية والعائلية والعسكرية.
ولم يكن الحضور مقتصرًا على من تقلدوا المناصب العليا أو المنتسبين للأسرة المالكة، بل شارك في الصلاة كذلك أمراء شبّان وأصحاب مناصب تنفيذية ومستشارون في الديوان الملكي، منهم الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء.
إلى جانب عدد من الوجوه البارزة التي تتقدم الصفوف عند الشدائد وتكون حاضرة في لحظات العزاء الكبرى، وهو ما يعكس تكاتف الأسرة المالكة واتساع دائرة العلاقات التي جمعت الراحل بأطياف مختلفة من أفراد الدولة والمجتمع.
وقد طُويت حياة الأمير فيصل بن تركي بن سعود الكبير، تاركًا خلفه سيرة حافلة بالتاريخ والإسهامات، إذ يُعد أحد أبرز أحفاد مؤسس الدولة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وينتمي إلى بيت عُرف بالقيادة والرأي والمشاركة الفاعلة في بناء مؤسسات الدولة السعودية الحديثة.
وقد شغل الأمير الراحل عدة مواقع كان لها الأثر في دفع عجلة الاستقرار الوطني، وكان حضوره في المجالس السياسية والاجتماعية بارزًا بما عُرف عنه من حكمة ورؤية، فضلاً عن شخصيته التي جمعت بين الوقار والتواضع، مما جعله موضع تقدير في الأوساط الرسمية والشعبية على حد سواء.
ويُشار إلى أن مراسم الدفن والعزاء ستتواصل خلال الأيام القادمة، حيث استعدت أسرة الفقيد لاستقبال المعزّين من داخل المملكة وخارجها، كما صدرت بيانات نعي من عدد من الأمراء والشخصيات الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقد الأمير فيصل، مثمّنين أدواره ومواقفه.
وقد تداول المواطنون على منصات التواصل الاجتماعي صورًا نادرة للفقيد، مع رسائل محبة وشهادات عرفان عن تواضعه وإنسانيته، فيما برزت مقاطع فيديو أرشيفية تُظهر مشاركاته في مناسبات وطنية ومجتمعية، ما زاد من أجواء الحزن العام التي خيّمت على أوساط المجتمع السعودي اليوم.
وفي لحظات الوداع، بدا واضحًا مدى التلاحم والتآزر بين القيادة والمواطنين في مواجهة الحزن المشترك، وهو ما يُعد من السمات الراسخة في الثقافة السعودية التي تستحضر القيم الإسلامية في الوقوف إلى جانب أهل الفقيد، واستذكار مآثره، والدعاء له بالرحمة والمغفرة.
وستظل ذكرى الأمير فيصل بن تركي بن سعود الكبير حيّة في ذاكرة الوطن، رجلًا خدم بلده بصمت، وترك أثرًا نبيلًا في سجل الأسرة التي لم تزل تقدم للبلاد أبناءً أوفياء يقودون مسيرتها نحو المجد والاستقرار.