DAZN تغلق الباب أمام SSC: الأسباب الخفية وراء غياب القناة عن بث كأس العالم للأندية 2025

في مفاجأة أثارت تساؤلات واسعة في الأوساط الرياضية والإعلامية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، كشفت مصادر مطّلعة عن الأسباب الحقيقية التي حالت دون قيام قنوات SSC السعودية بنقل مباريات بطولة كأس العالم للأندية 2025، رغم التوقعات العالية من الجمهور المحلي والعربي بمتابعة البطولة عبر الشاشات الوطنية.
وتبيّن أن القرار لم يكن نابعًا من موقف داخلي للقناة السعودية، بل جاء نتيجة تعقيدات مرتبطة بحقوق البث الحصرية التي تحتكرها منصة "DAZN" العالمية، التي رفضت منح SSC حق مشاركة الإشارة التلفزيونية، إلا مقابل شروط مالية لم يتم الاتفاق عليها بين الطرفين.
إقرأ ايضاً:"أكثر من 15 ألف" حاج يستفيدون من الخدمات الإسعافية خلال موسم الحج 1446وزارة الحج والعمرة.. تكريم 7 مكاتب شؤون حجاج بامتياز في حفل "لبيتم" السنوي
وقد أحدث هذا الغياب فجوة واضحة في مشهد التغطية الرياضية، خاصة مع تنامي مكانة SSC في المشهد الرياضي المحلي والإقليمي، بعد نجاحها اللافت في نقل البطولات السعودية والقارية في السنوات الأخيرة.
وأكدت القناة عبر بيان رسمي مقتضب، أنها لن تكون طرفًا في نقل أي من مباريات كأس العالم للأندية، سواء بشكل مباشر أو عبر شراكة مع قنوات أخرى، موضحة أن عدم التوصل إلى صيغة عادلة ومقبولة لتقاسم الحقوق مع الجهة المالكة حال دون مشاركتها في الحدث العالمي المرتقب.
وأشارت إلى أن العرض الذي قدمته منصة DAZN تضمّن اشتراطات مالية إضافية لم تُراعِ الجوانب التنظيمية والتعاقدية المعتادة في مثل هذه المناسبات، ما دفع إدارة القناة إلى التراجع عن إتمام الاتفاق.
وفي مقابل هذا الغياب، تأكّد أن قناة MBC Action ستتولى نقل مباريات كأس العالم للأندية بشكل حصري للجمهور في المنطقة، باعتبارها الشريك الرسمي لمنصة DAZN في التغطية، حيث حصلت على الإشارة الدولية وحقوق البث ضمن اتفاق منفصل.
واللافت أن MBC ستعتمد على طاقم المعلّقين والمحلّلين التابعين لقنوات SSC، رغم أن الأخيرة لا تملك حقوق النقل أو البث المباشر، وهو ما اعتبره بعض المحللين تناقضًا مثيرًا يسلّط الضوء على الإشكاليات التي ترافق توزيع حقوق البث في البطولات الكبرى، حيث يمكن لمؤسسة إعلامية أن تشارك في صناعة المحتوى من دون أن تحظى بحق عرضه عبر منصاتها.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحتدم فيه المنافسة بين شبكات البث العالمية والإقليمية على حقوق البطولات الكبرى، لا سيما تلك التي تشهد حضورًا قويًا للأندية السعودية، والتي باتت تستقطب اهتمامًا عالميًا متزايدًا، على خلفية الصفقات الكبرى التي أبرمتها الأندية في السنوات الأخيرة، ومشاركتها المتكررة في المحافل الدولية.
ويُعدّ غياب SSC عن هذه البطولة خسارة فنية وإعلامية، بالنظر إلى ما تملكه القناة من بنية تقنية عالية ومتابعة جماهيرية واسعة، إضافة إلى كوادرها التي أثبتت كفاءة ملحوظة في تغطية الأحداث الكروية على مدار المواسم السابقة.
من ناحية أخرى، أثارت هذه الأزمة تساؤلات جديدة حول جدوى نمط التوزيع الحصري للبطولات الكبرى، لا سيما حينما يتعارض مع مصالح المتابعين المحليين، الذين قد يجدون أنفسهم مضطرين للاشتراك في منصات خارجية أو متابعتها عبر قنوات غير معتادة لديهم.
كما أطلقت هذه الحادثة نقاشًا واسعًا في الأوساط الرياضية حول ضرورة وجود سياسات أكثر مرونة في توزيع حقوق البث، تتيح إشراك القنوات الوطنية في تغطية البطولات الكبرى التي تشارك فيها فرق تمثّل بلدانها، وهو ما يراه كثيرون أمرًا مشروعًا يصب في مصلحة الجمهور، ويعزّز من حضور الرياضة العربية على الساحة العالمية.
وفي خضم هذا الجدل، تتجه الأنظار نحو الجهات المنظمة للبطولة، وكذلك الهيئات الإعلامية السعودية، لاتخاذ خطوات مستقبلية تضمن تمثيلًا أوسع للقنوات الوطنية في الأحداث الكبرى، سواء عبر الدخول في شراكات استراتيجية مبكرة مع مالكي الحقوق، أو من خلال تطوير منصات بديلة للبث تعزّز السيادة الإعلامية في القطاع الرياضي.
كما أن هذا الحدث ربما يدفع إلى إعادة تقييم العقود الخاصة بحقوق البث للبطولات الدولية، وضمان ألا تظل رهينة لشروط تجارية ضيقة قد تحرم الجمهور من متابعة فرقهم المفضلة عبر الشاشات المحلية.