فهد بن نافل يطوي صفحة ذهبية مع الهلال: رئيس "سيد المحافل" يعتزم عدم الترشح لولاية جديدة

في تطور مفاجئ أثار اهتمام الأوساط الرياضية داخل المملكة وخارجها، علمت مصادر مطلعة أن فهد بن نافل، رئيس نادي الهلال، يتجه إلى عدم الترشح مجددًا لرئاسة النادي مع اقتراب نهاية فترته الحالية.
وتُشير المعلومات إلى أن بطولة كأس العالم للأندية المقبلة، التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية، ستكون بمثابة المحطة الختامية لرحلته الإدارية مع "الزعيم"، بعد أن سطر في سجله إنجازات استثنائية غيّرت معالم النادي، ودفعت به إلى مصاف الأندية العالمية.
إقرأ ايضاً:نيوم يخطط لخطف نجم النصر في الميركاتو الصيفيصراع من نوع خاص تحت سماء جدة.. المنافسة تشتعل لخطف المهاجم الكندي
وهذا القرار، الذي لم يُعلن رسميًا بعد، يضع الهلال أمام مرحلة جديدة ستبدأ عقب واحدة من أنجح فتراته على الإطلاق، ما يثير تساؤلات عديدة حول المستقبل القريب للنادي، وخيارات الرئاسة المقبلة.
ويُعد فهد بن نافل أحد أبرز الوجوه الإدارية التي عرفها نادي الهلال في تاريخه، إذ تمكّن خلال فترة رئاسته من بناء منظومة احترافية متكاملة جمعت بين الرؤية الاستراتيجية والطموح الميداني، الأمر الذي تُرجم إلى نتائج غير مسبوقة على كافة الأصعدة.
وتحت قيادته، حقق الفريق أرقامًا قياسية، أبرزها أطول سلسلة انتصارات في تاريخ رؤساء أندية دوري روشن، بالإضافة إلى تتويجات متتالية في البطولات المحلية، وانتصارات لافتة في المحافل القارية والعالمية.
وقد لُقّب في أوساط الجماهير بـ"فهد بن نافل سيد المحافل"، تقديرًا لحضوره اللافت في كل مناسبة، وحكمته في إدارة الأزمات والتعامل مع الضغوط الإعلامية والرياضية على حد سواء.
ويُنظر إلى بن نافل على أنه المهندس الفعلي لتحوّل الهلال من نادٍ محلي إلى كيان عالمي ذي حضور استراتيجي في الإعلام والكرة الدولية، خاصة بعد التعاقدات الكبرى التي تمّت في عهده، والتي استقطبت نخبة من أبرز نجوم الكرة العالمية إلى الدوري السعودي.
كما يُحسب له تفعيل أوجه الاستثمار الرياضي وتنويع مصادر دخل النادي، فضلًا عن بناء بنية تحتية متينة مكّنت الهلال من المنافسة بثبات على جميع الجبهات.
وقد انعكس هذا التوجه في تحسن كبير للمؤشرات التسويقية والمالية للنادي، وارتفاع قيمة علامته التجارية في سوق الرياضة الدولية، بما يضعه اليوم ضمن الأندية الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط.
والجماهير الهلالية، التي اعتادت في السنوات الأخيرة على الأداء العالي والبطولات المتتالية، استقبلت الأنباء غير المؤكدة بعدم ترشح فهد بن نافل بمزيج من الامتنان والقلق.
إذ تدرك أن منجزاته ربما يصعب تكرارها في المدى القريب، لا سيما مع احتدام المنافسة في الدوري المحلي، وتنامي مستوى التحديات التي تواجه الأندية السعودية على صعيد الحوكمة والاستدامة والالتزام بالمعايير الدولية.
وبينما يثني كثيرون على قراره بالخروج في ذروة النجاح، باعتباره موقفًا يُجسد وعيًا إداريًا عاليًا، يخشى آخرون أن تتأثر مسيرة الفريق في حال لم يتم اختيار خليفة يمتلك ذات الكفاءة والرؤية والبصيرة التي امتلكها بن نافل.
وفي مقابل هذه التطورات، لم يصدر أي بيان رسمي حتى الآن من إدارة الهلال يؤكد أو ينفي المعلومات المتداولة، غير أن تصريحاته الأخيرة بشأن استعدادات النادي لكأس العالم للأندية حملت في طياتها نبرة وداعية واضحة، حيث تحدث بن نافل بشفافية عن تحديات المرحلة المقبلة.
وأكد أن الفريق يسير في الطريق الصحيح، مستندًا إلى دعم جماهيري غير مسبوق وإرث فني عريق، وقد وصفت الجماهير تلك التصريحات بأنها صادقة وواضحة، ورأت فيها تأكيدًا على إخلاصه للنادي، في وجه محاولات التشكيك والانتقادات التي طالته في بعض الفترات.
وفي حال تأكد قرار عدم الترشح، سيكون نادي الهلال أمام مفترق طرق إداري هام، يتطلب اختيار قيادة جديدة قادرة على مواصلة المسار التصاعدي للنادي، والحفاظ على المكتسبات التي تحققت.
كما أن هذه المرحلة ستشهد بطبيعتها نقاشًا واسعًا في الأوساط الرياضية السعودية حول معايير اختيار الرؤساء للأندية الكبرى، ومدى أهمية الاستقرار الإداري في بناء فرق تنافس عالميًا.
وما من شك أن فهد بن نافل، برحيله المحتمل، سيخلّف فراغًا كبيرًا لا يُملأ بسهولة، لكنه سيظل حاضرًا في ذاكرة الجماهير، بوصفه أحد صناع أمجاد "الزعيم" الحديثة، ورمزًا من رموز التحول الرياضي الذي تشهده المملكة.