قرار قطعي من سعود عبد الحميد: النجم يحسم موقفه أمام العودة إلى الهلال بموسم جديد

في تطور جديد شكّل مفاجأة لمحبي الكرة السعودية، أعلن لاعب المنتخب الوطني والنادي الإيطالي روما، سعود عبد الحميد، بشكل نهائي عدم رغبته في العودة إلى صفوف ناديه الأم الهلال خلال منافسات الموسم المقبل، حسب تأكيد مصادر مقربة من اللاعب ووسائل إعلام رياضية رصينة اليوم.
وتأتي هذه الخطوة في خضم تساؤلات محلية متزايدة بعد انتشار أنباء عن رغبة الهلال في إعادة ضم لاعبه السابق، ضمن خطة لتعزيز الخطوط الدفاعية ومزيد من العمق التكتيكي، وقد أبدى عبد الحميد موقفًا حاسمًا تمسّك فيه بمسار مهني مستقر في أوروبا، وعدم التراجع عن خياراته الراهنة، مما يُعدّ درسًا مهمًا في إدارة الأندية السعودية للمواهب الوطنية ضمن الإطار المهني والاقتصادي الحديث.
إقرأ ايضاً:عاجل: اعلام غربي يكشف موعد وتفاصيل دقيقة حول الضربة العسكرية لإيرانالهيئة الملكية لمكة تخطف الأضواء.. أرقام قياسية وإنجازات تاريخية في حج 1446
وتفصيلاً، كشف الصحفي المعروف رودي جاليتي، عبر حسابه الرسمي على موقع "إكس"، أن إدارة الهلال أبدت اهتمامًا رسميًا بإعادة التفاوض مع سعود عبد الحميد، وذلك في ظل ابتعاده عن التشكيلة الأساسية لروما خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح محمد كاتب التقرير أن الاستفسار جاء لمدى إمكانية عودة اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية، إلا أن الرد قوبل بالرفض القطعي من اللاعب، وقالت مصادر أن سعود يرى أن الرجوع إلى الدوري السعودي المحلي بشكل نهائي قد يحدّ من تطوّره الفني، ويؤثر في فرصه مع المنتخب، وبالتالي فضّل البقاء في أوروبا حتى نهاية عقده، والمنافسة محليًا للمحافظة على مستواه الفني واستمرار إشراكه مع المنتخب.
ويُذكر أن الفترة الأخيرة شهدت اهتمامًا ملفتًا من أندية الدوري المحلي بعدم إغلاق الملف بشكل كامل، إذ تم مؤخراً تداول خبر رغبة النادي الأهلي في التعاقد مع سعود عبد الحميد، بغية تعزيز الجهة اليمنى في المستطيل الأخضر، ورفع مستوى التنافس داخل الحصن الدفاعي.
ويُعد عبد الحميد أحد أبرز المدافعين السعوديين في العقد الأخير، بما لديه من قدرات فنية تستند إلى سرعة البديهة ومهارة التمرير، فضلا عن تسديداته المحكمة من خارج منطقة الجزاء، وقد أبدت لجنة التعاقدات بالأهلي رغبة جادة لضمه، انطلاقًا من موافقته السابقة على مبدأ العودة إلى الملاعب المحلية، لكن ما رشح اليوم بأنه “باب مغلق نهائيًا” من جانب اللاعب قد يُغلق الجبهة تماماً أمام أي صفقة محتملة.
أما من الناحية الرياضية، فلم يتمكن سعود عبد الحميد بطريقة ملموسة من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية لنادي روما رغم عقد الإعارة الموسمية ذي الامتداد حتى نهاية الموسم الجاري.
إذ منح المدرب كلاوديو رانييري الفرصة له خلال مباريات فاتحة الموسم، وسُجّل له بعض الأداء الجيد بناءً على تقييم أندية إيطالية، لكنه فشل في الحفاظ على مستواه، ما أدى إلى جلوسه على دكة البدلاء بشكل شبه دائم منذ بداية الدور الثاني من الدوري الإيطالي.
وهذه الحالة أثارت اللغط حول ما إذا كانت عودته للهلال قد تكون محدودة على الإعارة القصيرة، أم اتصال دائم بحالة منعدمتهنجاح فني، وهو ما بدا أن اللاعب أنهى هذا الجدل من الجذور.
وهذا القرار يمثل منعطفًا حاسمًا في مستقبل سعود عبد الحميد، إذ إن الثبات على خيار البقاء في الساحة الأوروبية يعكس توليفة من الطموح والرغبة في التنافس على أعلى المستويات، مما يمسّ مباشرة بخطط الأندية السعودية، وهوياتها في التعاقدات.
ولعل أبرز انعكاسات ذلك تظهَر في تجميد أي محاولات جادة لتفعيل الخيارات البديلة داخل أندية اعتادت على تكرار حركة العودة على المغادرة، وغالبًا ما يلقى ذلك تراجعًا في الفرص أمام اللاعبين الطموحين داخليًا.
ويُتوقع أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام اندفاع قوي نحو إعادة رسم سوق الانتقالات الصيفية في الدوري السعودي، حيث ستحوّل الأنظار نحو أندية مثل الأهلي والاتحاد والشباب، في ظل الرغبة الشديدة لتقوية الأجنحة الدفاعية والهوية الوطنية من خلال ضمّ مهاجمين أو مدافعين محليين ذوي رزنامة أوروبية مميزة.
وقد يُحدث هذا الموقف نقلة نوعية في نظرة الأندية للدوليين الذين يلعبون في الخارج، ويعيد تشكيل العلاقة بين القاعدة الجماهيرية والإدارات المسؤولة عن المفاوضات، وصولًا إلى الثقة والصدق في توصيات المهنيين.
وعلى صعيد المنتخب الوطني، فقد لاحظ النقاد أن استمرارية سعود عبد الحميد في الدوري الإيطالي قد تمثل عامل استقرار مهمًا، بقدر ما تمنحه خبرات ذهبية أمام لاعبين أتليتين محترفين من أوروبا، مما يدعم خط الدفاع في المنافسات الإقليمية والقارية.
ولذلك، فإن تصريحاته الأخيرة بعدم نيّته الإرجاع للانضمام إلى الهلال حتى انتهاء عقده يعكس وعيًا بمسؤولياته الوطنية، ويعزز فرص الأخضر في الاستفادة من خبراته في البطولات القادمة، وهو ما يمكن أن يُقرأ محاولة لتجنب حالة التناقض الفنية بين المستويين المحلي والأوروبي.
وأخيرًا، يبقى مستقبل سعود عبد الحميد مفتوحًا أمام مزيد من التطوّرات، خاصة في ظل اقتراب نهاية الإعارة الحالية في روما، وربطه بإمكانية عقد دائم مع نادي إيطالي جديد، أو خيار العودة إلى الدوري السعودي شريطة أن تكون برؤية مدروسة ومستدامة فنياً وإدارياً.
وسيأتي الصيف القادم محملاً بتقدير جماهيري وإعلامي لمواقف هذا المدافع الوطني، الذي يبدو أنه اختار أن يسير بخط ثابت خارج الأسوار التقليدية، ليثبت جدارته في الملاعب الدولية أولاً، قبل أن يعود مطمئنًا إلى أرض الوطن.