بونو يفاجئ الجماهير.. المغرب أولاً حتى على حساب الهلال

في لقاء عابر، قلب حارس مرمى الهلال المتألق، المغربي ياسين بونو، الموازين وأشعل حماس الجماهير بتصريحات جريئة ومفاجئة، ففي مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم، خاض بونو تحدي المفاضلة بين زملائه في الهلال ورفاقه في المنتخب المغربي، كاشفًا عن ولاءات شخصية ومهنية أثارت نقاشًا واسعًا بين مشجعي النادي والمنتخب، هذه الاختيارات ليست مجرد تفضيلات عابرة، بل تعكس عمق العلاقة بين اللاعب وبلده، وتأثير المسيرة المهنية على الروابط الشخصية في عالم كرة القدم.
المفاجأة الأولى التي فجرها بونو كانت تفضيله للحارس منير المحمدي على زميله في الهلال محمد العويس، حيث علل قراره بقوله، "والله صعب بس عندي وقت أطول مع منير لذلك منير"، هذه الكلمات البسيطة تحمل في طياتها دلالات عميقة، فالعلاقة الطويلة والخبرات المشتركة في المنتخب الوطني غالبًا ما تخلق روابط أقوى من تلك التي تنشأ في النادي، على الرغم من قوة المنافسة والزمالة، ثم جاءت مفاضلة أخرى بين نجمين عالميين في مركز الظهير، أشرف حكيمي وكانسيلو، هنا، لم يتردد بونو في اختيار أشرف حكيمي، تأكيدًا على فخر الانتماء الوطني والتقدير لزميله في المنتخب الذي يصنع الفارق على المستوى الدولي.
إقرأ ايضاً:إسرائيل تقصف طهران وتقتل قادة كبار في الحرس الثوري الإيرانيهل يكتب الهلال تاريخًا جديدًا في مونديال الأندية بمواجهة ريال مدريد؟
التحدي استمر مع مفاضلة بين لودي ومزراوي، حيث وصف بونو هذا السؤال بأنه "حار مره"، لكنه حسم الأمر لصالح مزراوي، وهذا يكشف عن مدى الحيرة التي يواجهها اللاعبون عند الموازنة بين زملائهم في النادي والمنتخب، ثم جاءت اللحظة الأكثر إثارة للجدل، عندما فاضل بين نايف أكرد وعلي البليهي، وهنا، عبر بونو عن حبه وتقديره الكبيرين للبليهي بقوله، "علي حبيبي وأحبه كثير بس نايف كبر معايا"، هذه الكلمات تعكس عمق العلاقة التي تربطه بأكرد، الذي نشأ معه في مسيرته الكروية، وهو ما يضع الروابط الشخصية في كفة أعلى من الروابط الاحترافية في بعض الأحيان.
في بعض الحالات، رفض بونو المفاضلة، مفضلاً اختيار اللاعبين معًا، كما حدث عندما سئل عن رومان سايس وكوليبالي، حيث اختار الاثنين معًا، وهذا يظهر مدى قوة العلاقة مع زملائه في الدفاع، ومدى تقديره لقيمتهم الفنية، وعند سؤاله عن سفيان أمرابط وروبن نيفيز، قال بونو، "باخذ دفاع مرابط كواليتي حق نيفيز"، وهذه الإجابة تكشف عن رؤية تكتيكية عميقة، حيث يرى في مرابط القوة الدفاعية التي يحتاجها فريقه، بينما يقدر الجودة الفنية التي يمتلكها نيفيز، ما يشير إلى أن الاختيار لا يعتمد دائمًا على الجودة الفنية فقط، بل على الدور التكتيكي الذي يؤديه اللاعب.
المقارنات الفنية استمرت، حيث فاضل بونو بين أوناحي وسافيتش، معلقًا، "أوناحي أخويا بس سافيتش فنان والله"، هذه الجملة المختصرة تلخص العلاقة المتوازنة بين الصداقة والاحترافية، فبينما يرى في أوناحي أخًا له، إلا أنه لا يتردد في الإشادة بمهارة سافيتش الفنية العالية، كما فضل بونو إبراهيم دياز عن مالكوم، ويوسف النصيري عن ميتروفيتش، وسفيان رحيمي عن سالم الدوسري، هذه الاختيارات التي تميل بوضوح نحو اللاعبين المغاربة أو من أصول مغربية، تؤكد على الولاء الشديد الذي يحمله بونو لبلده، ورغبته في إبراز مواهب لاعبيه، حتى لو كان ذلك على حساب زملائه في النادي، وربما كان هذا هو الجزء الأكثر إثارة للجدل، حيث قد يرى البعض في ذلك تحيزًا.
اختتم حارس المرمى المغربي حديثه بكلمات قوية ومؤثرة لخصت موقفه بشكل لا يقبل الشك، قائلاً، "كل شيء مغربي بموت مع المغرب"، هذه العبارة الختامية لم تترك مجالًا للشك حول انتمائه وولائه المطلق لبلاده، وتؤكد على أن الروح الوطنية تتجاوز حدود الأندية والمنافسات، إنها تعبير عن شغف عميق بالمنتخب المغربي، ورغبة في الدفاع عن ألوانه بكل ما أوتي من قوة، هذه التصريحات، وإن كانت قد أثارت بعض الجدل، إلا أنها تعكس شخصية بونو القوية، وولاءه الذي لا يتزعزع لوطنه.