الهيئة الملكية لمكة تخطف الأضواء.. أرقام قياسية وإنجازات تاريخية في حج 1446

مع انتهاء موسم الحج لعام 1446هـ، والذي شهد تلاقي الملايين من ضيوف الرحمن في رحلة إيمانية عظيمة، تتضح معالم النجاح الباهر الذي تحقق بفضل تضافر الجهود والتخطيط المتقن، وفي صدارة هذه الجهود، برز دور الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، التي لم تكتفِ بتحقيق الأرقام، بل تجاوزتها لتصنع إنجازات نوعية غير مسبوقة، هذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة لعمل دؤوب ومشاريع ضخمة في مجالات حيوية متعددة، شملت الجوانب اللوجستية، الصحية، والخدمات العامة، ما أثمر عن بيئة استثنائية ساهمت بشكل مباشر في يسر وسلامة أداء المناسك.
لقد تجلت مساهمات الهيئة في تهيئة بيئة مميزة لضيوف بيت الله الحرام من خلال تنفيذ مشاريع بنية تحتية متقدمة في مجالات الطاقة، ففي خطوة غير مسبوقة، ارتفعت السعة الكهربائية في المشاعر المقدسة بنسبة 95%، وهو ما يعكس استثمارًا ضخمًا تجاوز 3 مليارات ريال، هذا التوسع الهائل في القدرة الكهربائية لم يكن مجرد إضافة أرقام، بل كان شريان حياة يضمن استمرارية الخدمات الحيوية، من إضاءة وتكييف وتشغيل للمرافق، إلى جانب ذلك، تم توزيع أكثر من 7 ملايين متر مكعب من المياه، ما يؤكد على الجاهزية التامة لتلبية احتياجات الملايين من الحجاج في أقدس بقاع الأرض.
إقرأ ايضاً:هل ترغب بزيارة الروضة الشريفة؟ وزارة الحج تكشف شرطًا أساسيًا لا يمكن تجاوزه!تحرك غير متوقع من جهة رسمية يهز المدينة المنورة.. ماذا يحدث؟
لم تقتصر إنجازات الهيئة على البنية التحتية الأساسية، بل امتدت لتشمل إدارة منظومة نقل متكاملة، شارك فيها أكثر من 23 ألف حافلة، وهذا العدد الضخم من المركبات ليس سوى جزء من منظومة معقدة تتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنسيقًا عاليًا لضمان انسيابية حركة الحشود، ومن هذا المنطلق، أطلقت الهيئة "المركز العام للنقل" كمركز موحد لقيادة حركة النقل، ما أحدث نقلة نوعية في إدارة التنقلات خلال جميع مراحل الحج، بما فيها التروية، والتصعيد، والنفرة، وبمشاركة فعالة من الجهات المختصة كالأمن العام، تم تخصيص مسارات ترددية للحافلات، وهو ما أحدث فارقًا كبيرًا في تقليص زمن الرحلة إلى 20 دقيقة، هذا الإنجاز اللوجستي يمثل علامة فارقة في تسهيل حركة الحجاج وتقليل الإجهاد عليهم.
في المشاعر المقدسة، لم تدخر الهيئة جهدًا في تعزيز الجانب الصحي والخدمي، حيث عملت جنبًا إلى جنب مع وزارة الصحة وكذلك شركة كدانة للتنمية والتطوير على ارتفاع السعة السريرية في المشاعر بأكثر من 60%، هذا التوسع في القدرة الاستيعابية للمرافق الصحية يعكس التزامًا عميقًا بسلامة الحجاج وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، كما تم افتتاح مستشفى طوارئ جديد، وتجهيز 71 نقطة تدخل سريع للهلال الأحمر، لضمان استجابة فورية لأي طارئ صحي، وتجاوزت جهود الهيئة الجوانب التقليدية لتشمل توفير بيئة مريحة وجمالية، حيث تم تظليل أكثر من 170 ألف متر مربع من المسارات بأرضيات مطاطية، ما يقلل من حرارة الأسطح ويوفر راحة أكبر للحجاج، وزراعة 23 ألف شجرة في مشعر منى، ما يساهم في تحسين جودة الهواء وتوفير ظلال طبيعية.
وفي تعبير عن الامتنان والتقدير، رفع الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، المهندس صالح الرشيد، شكره العميق للقيادة الرشيدة -حفظها الله- على ما أولته من جهود حثيثة ساهمت في إنجاح موسم الحج، وأكد الرشيد أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا المتابعة المستمرة والتوجيهات السامية والدعم الدائم من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ورئيس مجلس الوزراء، هذه الكلمات لا تعكس فقط الاعتراف بالجميل، بل تؤكد على الدور المحوري للقيادة في تحقيق رؤية المملكة الطموحة لخدمة ضيوف الرحمن.
ولم يغفل المهندس الرشيد تقديم الشكر الجزيل والتقدير إلى جميع الجهات التي ساهمت في إنجاح موسم الحج 1446، بدءًا من وزارة الداخلية، والأمن العام، ووزارة الحج والعمرة، ووزارة الصحة، وشركة كدانة للتنمية والتطوير، وشركة المياه الوطنية، والشركة السعودية للكهرباء، وصولًا إلى شركات القطاع الخاص وشركات النقل الخاصة وكافة الجهات المشاركة، هذا الاعتراف بالجهود المشتركة يؤكد على أن نجاح الحج هو نتاج عمل جماعي، وتنسيق محكم، وتعاون مستمر بين مختلف القطاعات، فكل جهة، بدورها، أدت واجبها بكفاءة واقتدار، ما ضمن أن تسير جميع الخطط بسلاسة ودون عوائق، لتكتمل بذلك لوحة النجاح المتكاملة لموسم حج استثنائي.