قبل أن تفكر في الشكوى.. 5 نصائح ذهبية لعودة ناجحة بعد الإجازة

في وقت يعود فيه طلاب وطالبات المدارس في السعودية إلى مقاعد الدراسة بعد إجازة طويلة نسبيًا، تتزامن مع موسم الحج وعيد الأضحى، يطرح الكاتب الصحفي عبدالله صايل، عبر مقاله خمس نصائح مباشرة للأسرة السعودية، في محاولة لتأهيل الأبناء نفسيًا وذهنيًا لأداء اختبارات نهاية العام الدراسي، ومع حالة الجدل المجتمعي التي صاحبت توقيت هذه الاختبارات، يشير صايل إلى ضرورة مواجهة الواقع بدلًا من التذمر منه، مؤكدًا أن المهمة ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة أيضًا إذا ما توافرت الإرادة والانضباط الأسري.
ويبدأ صايل مقاله بالحديث عن توقيت العودة من الإجازة، قائلًا إن كثيرًا من العائلات السعودية بدأت بالعودة إلى حياتها الطبيعية يوم الأربعاء، بعد قضاء الإجازة داخل المملكة أو خارجها، ويصف هذا التوقيت بأنه من المرات النادرة التي تعقب فيها اختبارات طلاب المدارس عطلة طويلة نسبيًا، ما خلق حالة من الارتباك والضغط على الأسر، ولم تكن منصات التواصل الاجتماعي بعيدة عن هذا المشهد، فقد ضجّت بمطالبات موجهة إلى وزارة التعليم لتأجيل الاختبارات إلى ما بعد عيد الأضحى، أو تقديمها لما قبله، غير أن القرار كان واضحًا: العودة مع الاختبارات، وعلى الجميع التهيؤ لذلك.
إقرأ ايضاً:كيف تدخل الروضة الشريفة دون مخالفات؟ .. وزارة الحج والعمرة توضحابتداءً من أغسطس.. قرار آسيوي يُغيّر قواعد اللعبة إليكم تفاصيل القرار
في خضم هذا التحدي، يطرح صايل خمس نصائح اعتبرها ضرورية وواقعية لمساعدة الطلاب وأسرهم على تجاوز هذا المنعطف الحرج، ويبدأ بالنصيحة الأكثر إثارة للجدل، حين يقول بحزم: "أولًا، امنع استخدام الهاتف الجوال والأجهزة الذكية بكافة أنواعها"، وهو إجراء قد لا يلقى ترحيبًا من جميع أفراد الأسرة، خاصة الأبناء الذين اعتادوا على استخدام الأجهزة طيلة الإجازة، لكن الكاتب يبرر موقفه بقوله إن هذه المرحلة تحتاج إلى حزم لا تردد فيه، حتى وإن قوبل بالبكاء أو التذمر، فالأجهزة الذكية – بحسب صايل – هي العدو الأول للتركيز والتحصيل الدراسي، ولا يجب التهاون معها إلا في أضيق الحدود، وتحت رقابة صارمة، ولمدة لا تتجاوز 15 دقيقة يوميًا.
النصيحة الثانية تتعلق بالتلفاز، إذ يشير صايل إلى ضرورة تقنين مشاهدته بشكل صارم، بحيث يصبح الترفيه البصري مكافأة على الاجتهاد، وليس حقًا مكتسبًا، وفي حال تقاعس الطالب أو الطالبة عن أداء واجبهم الدراسي، فإن العقوبة تكون واضحة: لا تلفاز اليوم! وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة متكاملة لتحفيز الانضباط الذاتي وتحمل المسؤولية.
أما النصيحة الثالثة، فقد جاءت موجهة إلى أولياء الأمور أنفسهم، إذ دعاهم صايل إلى "قطع علاقتهم بالعالم الخارجي لمدة أسبوعين"، لا سهر، لا استراحات، لا زيارات اجتماعية، الوقت كما يقول أثمن من أن يُهدر في المجاملات، والقدوة تبدأ من البيت، وإذا أراد الأب أو الأم أن يطلب من أبنائه الجدية، فعليه أن يبدأ بنفسه، وأن يحترم الوقت ويجعل منه أولوية.
وفي نصيحته الرابعة، ينبه صايل إلى خطر "قروبات الأقارب" وما تخلقه من تشتت وانشغال لا طائل منه، ويقول بنبرة ساخرة إن تلك القروبات مليئة بالشكوى والتذمر من قرارات الوزارة، فضلًا عن انشغالات لا تمت للواقع بصلة، مثل أفضل طرق حفظ لحوم الأضاحي، في مثل هذا التوقيت، يرى الكاتب أن الوقت لا يحتمل أي نقاش غير مجدٍ أو معلومات غير ضرورية.
وتأتي النصيحة الخامسة لتغلق الحلقة، بدعوة الأسر إلى الاستعانة بمدرس خصوصي، وعدم الاكتفاء بمحاولات الأب أو الأم لتدريس الأبناء، خاصة في ظل ضغط الوقت، ويقول صايل بلهجة مرحة، لكنها لا تخلو من الجدية، إن بعض الآباء والأمهات ينتهي بهم الأمر إلى الصراخ وربما "الضرب" خلال محاولاتهم لتعليم أبنائهم، بل إن بعض الخلافات قد تتطور إلى مشادات زوجية تهدد استقرار البيت كله، من هنا، فإن الاستعانة بمدرس متخصص قد يكون الخيار الأكثر أمنًا وفعالية.
ما يطرحه صايل ليس مجرد خطة دراسية، بل تصور كامل لدور الأسرة خلال هذه المرحلة، رؤية تنطلق من قناعة بأن الاختبارات ليست مهمة الطالب وحده، بل هي اختبار للأسرة بأكملها في الانضباط، والتحمل، والقدرة على تهيئة البيئة المناسبة للنجاح، ورغم ما قد تثيره بعض نصائحه من جدل، خاصة ما يتعلق بحظر استخدام الأجهزة الذكية، فإنها تأتي من زاوية الرغبة في حماية الأبناء من التشتت، ومنحهم فرصة حقيقية لتحقيق نتائج تليق بقدراتهم.
وفي ظل هذا الواقع، يبدو أن النجاح في الاختبارات لا يبدأ من مقاعد الدراسة، بل من غرفة الجلوس، ومن قرار يتخذه الأب والأم بأن الوقت قد حان ليكونوا جزءًا من الحل، لا مجرد متفرجين على صراع أبنائهم مع المنهج والوقت والضغوط.