موعد قرعة دوري أبطال آسيا للنخبة: صراع ناري مرتقب ومهمة صعبة للأندية السعودية
تترقب الأوساط الكروية في القارة الآسيوية، وبخاصة في المملكة العربية السعودية، حدثًا رياضيًا بالغ الأهمية، مع اقتراب موعد قرعة دور المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة للموسم الرياضي 2025-2026، والمقررة رسميًا يوم الخميس الموافق 15 أغسطس المقبل.
ويعد هذا الحدث بداية حقيقية لمعركة كروية مشوقة، تسعى فيها نخبة أندية القارة إلى خطف اللقب الأغلى على مستوى الأندية الآسيوية، في نسخة مطورة هي الأهم منذ انطلاق البطولة.
إقرأ ايضاً:تحذير هام للمستهلكين: الكشف عن حملة تسويقية مضللة لشامبو في السوق السعوديتمهيدًا لانطلاق اختبارات نهاية العام: نهاية إجازة الطلاب وموظفي القطاع الحكومي
وتكتسب النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا للنخبة أهمية مضاعفة، نظرًا للتغيرات الكبرى التي طرأت على نظام البطولة، والتي تهدف إلى رفع مستوى التنافس الفني والتجاري للبطولة الأهم في القارة، وجعلها أكثر جاذبية من الناحيتين التسويقية والرياضية، في ظل مساعٍ آسيوية لمضاهاة البطولات القارية الكبرى على غرار دوري أبطال أوروبا.
ويمثل المملكة العربية السعودية في هذه النسخة المرتقبة من البطولة ثلاثة أندية كبرى، هي: الاتحاد، والهلال، والأهلي، وكل منها يدخل البطولة وهو محمّل بالطموحات والضغوط في آن واحد.
وجاء تأهل الاتحاد إلى دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد أن تُوج بلقب دوري روشن السعودي في الموسم الماضي، عقب مشوار استثنائي فرض فيه سيطرته على المنافسة حتى الجولات الأخيرة، ويطمح "العميد" إلى استعادة أمجاده الآسيوية، لا سيما أنه سبق أن تُوج بلقب دوري الأبطال في نسختين متتاليتين عامي 2004 و2005.
أما الهلال، أكثر أندية القارة تتويجًا باللقب القاري، فقد ضمن مشاركته باعتباره وصيفًا لدوري روشن، وهو يدخل البطولة بطموحات معتادة، خصوصًا بعد أن عزّز صفوفه بعدد من النجوم العالميين خلال المواسم الأخيرة، ويأمل "الزعيم" في استعادة اللقب الذي خسره في نهائي نسخة 2023 أمام أوراوا الياباني، مؤكدًا استعداده للذهاب بعيدًا في النسخة الجديدة.
بينما يشارك الأهلي، بصفته حامل لقب دوري أبطال آسيا للنخبة في نسختها الأخيرة، في إنجاز تاريخي للفريق الجداوي، الذي سجل اسمه بين كبار القارة بعد تحقيقه البطولة الماضية، وتمثل مشاركة "الراقي" دفاعًا عن لقبه القاري، وسط منافسة محتدمة واستعدادات خاصة للفريق الذي يسعى إلى الحفاظ على مكانته بين نخبة آسيا.
وتأتي النسخة الجديدة من دوري أبطال آسيا للنخبة ضمن خطة تطوير كبرى أقرّها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تهدف إلى إعادة هيكلة البطولات القارية، وتم بموجب هذه الخطة تقليص عدد الفرق المشاركة، ورفع مستوى المعايير الفنية والتجارية للأندية المتأهلة، بحيث تضم البطولة نخبة الأندية من الدوريات الكبرى فقط، مما يرفع من جودة التنافس ويزيد من اهتمام الجماهير ووسائل الإعلام.
ويُتوقع أن تشهد قرعة دور المجموعات مواجهات من العيار الثقيل، نظرًا لتواجد نخبة أندية القارة في نسخة واحدة، بما في ذلك فرق من اليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا والصين، وجميعها تملك تاريخًا طويلًا في البطولة، وسيكون الطريق نحو النهائي مفروشًا بالتحديات الصعبة، في ظل تقارب المستويات بين الفرق المشاركة وتطلعاتها الكبيرة.
واستعدادًا للمشاركة في البطولة، دخلت الأندية السعودية الثلاثة في معسكرات تدريبية خارجية وداخلية، كما شرعت في تعزيز صفوفها بعدد من الصفقات المحلية والعالمية.
وتشير مصادر مقربة من الأندية إلى أن الأجهزة الفنية وضعت البطولة القارية كأولوية قصوى، تسبق حتى الطموحات المحلية، نظرًا لما تمثله من قيمة معنوية وتاريخية ومادية كبيرة.
وتدرك هذه الأندية أن الطريق لن يكون سهلًا، وأن أي خطأ قد يُقصيها مبكرًا من المنافسة، وهو ما يجعل قرعة المجموعات القادمة محط اهتمام وترقّب من قبل الشارع الرياضي السعودي، لا سيما أن هوية الخصوم المرتقبين ستحدد بشكل كبير ملامح فرص كل فريق في التأهل إلى الأدوار الإقصائية.
ولطالما كانت الأندية السعودية عنصرًا فاعلًا في بطولات آسيا، حيث تملك في رصيدها ثمانية ألقاب آسيوية، يتصدرها الهلال بأربعة ألقاب، ثم الاتحاد بلقبين، ويأتي النصر والشباب ضمن الفرق التي بلغت أدوارًا متقدمة.
وتُعول الجماهير على الجيل الحالي من اللاعبين، لا سيما بعد موجة التعاقدات الكبرى التي دعمت بها الأندية صفوفها، إثر الاستثمارات الضخمة التي ضختها المملكة في كرة القدم ضمن "رؤية السعودية 2030".
ومن المنتظر أن تُبث قرعة دور المجموعات لدوري أبطال آسيا للنخبة على الهواء مباشرة، وسط تغطية إعلامية واسعة، واهتمام بالغ من الجماهير السعودية والآسيوية، وسيتحدد بناءً على هذه القرعة مسار الأندية الثلاثة ومواجهاتها المنتظرة في رحلة البحث عن المجد القاري.
وسيكون يوم 15 أغسطس علامة فارقة في روزنامة كرة القدم الآسيوية، إذ تنطلق معه رحلة البطولة القارية بحلتها الجديدة، وسط آمال سعودية بأن يكون التتويج مرة أخرى من نصيب أحد أنديتها، لتستمر الهيمنة السعودية على الكرة الآسيوية.