عطل مفاجئ يضرب خدمات ChatGPT ويثير القلق .. ماذا يحدث لعملاق الذكاء الاصطناعي؟

شهد ملايين المستخدمين صباح الثلاثاء تعطلًا مفاجئًا في خدمات ChatGPT، الروبوت الذكي للمحادثة المدعوم بالذكاء الاصطناعي والمملوك لشركة OpenAI، في حادثة أثارت ردود فعل واسعة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع توقف التطبيق تمامًا عن العمل لدى عدد كبير من المستخدمين حول العالم، ما أدى إلى حالة من الاستياء والارتباك، خصوصًا لدى المهنيين والمستخدمين المعتمدين على الأداة في إنجاز المهام اليومية.
وأكدت مصادر تقنية أن العطل المفاجئ بدأ في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، حيث لاحظ المستخدمون فشل المنصة في الاستجابة، وظهور رسالة خطأ تقول: "يبدو أن هناك خطأ ما"، ما دفع كثيرين لمحاولة إعادة التحميل أو استخدام متصفحات مختلفة دون جدوى، وسرعان ما انتقلت شكاوى المستخدمين إلى منصتي X (تويتر سابقًا) وReddit، حيث اشتدت وتيرة التقارير التي توثق توقف الخدمة وعدم قدرتهم على الوصول إلى روبوت الدردشة الشهير.
إقرأ ايضاً:تسريب مفاجئ يكشف خطة أبل لتغيير اسم مساعدها الذكي "سيري"!عبر تطبيق نسك: السعودية تبدأ إصدار تأشيرات عمرة 1447 لمعتمري الخارج
وبحسب ما نقله موقع The Verge التقني، فإن فريق OpenAI بدأ التحقيق في الأسباب المحتملة للعطل، دون أن يصدر بيان رسمي واضح يحدد طبيعة المشكلة أو مدة انقطاع الخدمة، مكتفيًا بالإشارة إلى أن "بعض المستخدمين يواجهون مشكلات في الوصول إلى ChatGPT"، وأن الفرق الفنية تعمل على معالجة الأمر في أسرع وقت ممكن.
وفي ظل غياب التفاصيل التقنية الدقيقة حول سبب التعطل، تكهّن بعض المتابعين بأن المشكلة قد تكون ناتجة عن ضغط غير مسبوق على خوادم المنصة، خاصة في ظل الزيادة المتواصلة في عدد مستخدمي ChatGPT خلال الأسابيع الماضية، بالتزامن مع إطلاق تحديثات جديدة وتحسينات في واجهة الاستخدام وربط الخدمة بتطبيقات خارجية.
ويُستخدم ChatGPT اليوم على نطاق واسع في مجالات متعددة، تشمل الكتابة الإبداعية، التعليم، البرمجة، دعم العملاء، الترجمة، إعداد العروض التقديمية، وتطوير المحتوى. وبالتالي، فإن أي تعطل ولو لبضع ساعات فقط يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على سير عمل الأفراد والشركات.
وقد عبّر عدد من المستخدمين عبر حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من التوقف، مشيرين إلى أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى ملفات محفوظة أو متابعة محادثات سابقة، وهو ما دفع البعض إلى التفكير في البحث عن بدائل مؤقتة في حال تكررت هذه الانقطاعات.
وفي هذا السياق، كتب أحد المستخدمين على منصة X: "تعطل ChatGPT الآن في منتصف إعداد مشروع مهم، لم أكن أتخيل أنني سأعتمد عليه لهذه الدرجة"، بينما أشار آخر إلى أنه اضطر للعودة إلى استخدام أدوات تقليدية للكتابة والتحليل.
وقد أطلق ChatGPT لأول مرة في نوفمبر 2022، وسرعان ما اكتسب شهرة واسعة بسبب قدراته العالية على فهم اللغة الطبيعية وتوليد نصوص دقيقة ومترابطة في مختلف المجالات، وتطورت الأداة عبر نسخ متعددة، وصولًا إلى النسخة المدعومة بنموذج GPT-4، والتي أُدرجت لاحقًا ضمن خدمات الاشتراك المدفوع.
وتُعد ChatGPT واحدة من أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي الموجهة للمستخدمين الأفراد، وقد لعبت دورًا محوريًا في تعزيز مفهوم الاستخدام اليومي للذكاء الاصطناعي، سواء في بيئة العمل أو الحياة الشخصية.
وتُقدر بعض التقارير أن عدد مستخدمي ChatGPT النشطين يوميًا تجاوز حاجز 100 مليون مستخدم عالميًا، ما يضع مسؤولية كبرى على عاتق OpenAI لضمان الاستقرار والتحديث المستمر للخدمة.
وبينما يترقب المستخدمون إعلانًا رسميًا من OpenAI، بدأ عدد من الخبراء التقنيين طرح أسئلة حول مدى الاعتماد الكامل على خدمات الذكاء الاصطناعي السحابية، وإمكانية تكرار الأعطال مستقبلاً، خاصة في ظل التوسع الكبير في استخدامها من قبل المؤسسات التعليمية والشركات التقنية.
وفي هذا الإطار، كتب أحد المهندسين المختصين في أمن الشبكات: "يجب أن تكون هناك خطط طوارئ ونسخ احتياطية موثوقة لخدمات الذكاء الاصطناعي، فهذه الأدوات لم تعد مجرد كماليات، بل أصبحت أساسًا للعمل اليومي".
كما دعا آخرون إلى أهمية تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي تعمل محليًا على أجهزة المستخدمين دون الاعتماد الكامل على الإنترنت، في محاولة لتقليل الآثار الناتجة عن الانقطاعات المفاجئة.
ومع تكرار هذه النوعية من الأعطال في الخدمات التقنية الكبرى، بدأ بعض المستخدمين النظر إلى بدائل متاحة لـ ChatGPT مثل Google Gemini، Claude من شركة Anthropic، أو حتى أدوات الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر مثل Mistral وLLaMA، ومع أن هذه البدائل لا تقدم جميعها نفس مستوى التكامل وسهولة الاستخدام، إلا أن حالة الانقطاع قد تدفع البعض لتجربتها على الأقل كخيارات احتياطية.
ويمثل تعطل ChatGPT المفاجئ اختبارًا حقيقيًا لموثوقية خدمات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة الرقمية الحديثة، ورغم الثقة الكبيرة التي يضعها المستخدمون في مثل هذه الأدوات، فإن حالات الانقطاع تذكّر الجميع بالحاجة إلى استراتيجيات بديلة وتحديثات دائمة لضمان الأداء المستقر.
وفي انتظار عودة الخدمة إلى كامل طاقتها، تبقى التساؤلات قائمة: إلى أي مدى يمكن للعالم أن يعتمد على أدوات ذكاء اصطناعي سحابية دون أن يُعرّض سير العمل للخطر؟ وهل سنشهد مستقبلًا أدوات تعمل بشكل مستقل عن الإنترنت وتُقلل من آثار مثل هذه الانقطاعات؟