السعودية تطلق أول شهادة رقمية لحجاج بيت الله الحرام

أتاحت وزارة الحج والعمرة اليوم، عبر تطبيق "نسك"، خدمة إصدار شهادات إلكترونية للحجاج والعاملين في موسم حج 1446هـ، في خطوة جديدة تعكس التقدير العميق لقيمة الرحلة الإيمانية، وتُجسد التوجه الذكي في توثيق التجربة الدينية الأكثر قداسة في حياة المسلمين.
تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من الخدمات الرقمية المتقدمة التي توفرها الوزارة، بما يعزز التكامل التقني ويرتقي بتجربة ضيوف الرحمن بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
إقرأ ايضاً:"سعود عبد الحميد يحدد مستقبله الكروي.. وخطوة الهلال تنتظر الحسم!"تحذير إيراني بنبرة الردع: د. تركي القبلان يفسّر تهديد طهران في توقيت حرج
وبموجب هذه الخدمة، أصبح بإمكان الحاج بعد إتمام مناسك الحج، إصدار شهادة إلكترونية توثق رحلته الإيمانية، عبر خطوات بسيطة وسلسة داخل تطبيق "نسك"، تبدأ بالدخول إلى التطبيق، مرورًا باختيار التصميم المناسب للشهادة، ثم إصدارها والاحتفاظ بها رقميًا.
وتُعد هذه الشهادة الرقمية بمثابة تذكار مؤثر لحياة الحاج، يربطه بتلك اللحظات الروحانية التي قضاها في أطهر بقاع الأرض، وتُجسد فخره بإتمام ركن الإسلام الخامس في أبهى صورة.
هذه الخطوة لا تقتصر فقط على الحجاج، بل تمتد لتشمل جميع العاملين في خدمة الحجاج من منسوبي الجهات المختلفة التي أشرفت عليها وزارة الحج والعمرة.
فقد أصبح بإمكان هؤلاء إصدار شهادات شكر وتقدير إلكترونية تثمينًا لجهودهم الميدانية والتنظيمية والإنسانية التي قدموها خلال الموسم، والتي كان لها الدور الأبرز في ضمان تجربة ميسرة ومتكاملة لملايين الحجاج.
ويعكس هذا التكريم البُعد الإنساني الذي تتبناه الوزارة، حيث لا تكتفي بتقديم الخدمات اللوجستية والتنظيمية، بل تولي العاملين والكوادر البشرية أولوية خاصة، وتحرص على أن يشعروا بقيمة ما قدموه، من خلال تكريم رسمي موثق رقميًا.
ويُعد تطبيق "نسك" منصة رقمية ذكية أطلقتها وزارة الحج والعمرة لتكون البوابة الرسمية الشاملة لكل ما يتعلق بالحج والعمرة والزيارة، وقد استطاع خلال المواسم الماضية أن يُحدث نقلة نوعية في طريقة التعامل مع الحاج والمعتمر، من خلال مجموعة واسعة من الخدمات التي تشمل إصدار التصاريح، الحجوزات، المعلومات الإرشادية، وأخيرًا توثيق الرحلة من خلال هذه الشهادات الإلكترونية.
وبهذه المبادرة، تُثبت الوزارة أن التحول الرقمي ليس مجرد ترف إداري، بل وسيلة فعّالة تعزز القيم الإيمانية، وتُخلد تجربة الحاج بأسلوب عصري راقٍ.
وتأتي هذه الخدمة في سياق أوسع تعمل فيه المملكة على تطوير تجربة الحج باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات السحابية، لتسهيل الإجراءات على الحجاج من لحظة التخطيط للرحلة وحتى العودة إلى بلدانهم.
ولم يكن تقديم شهادة إتمام الحج سوى أحد أوجه هذا التميز التقني، الذي يجعل من المملكة نموذجًا عالميًا في إدارة الحشود وخدمة ضيوف الرحمن.
كما أن هذه الشهادة الرمزية تمثل لحظة اعتزاز وفخر لكل حاج، يمكن مشاركتها مع الأهل والأصدقاء، وتبقى محفوظة مدى الحياة كتذكار رقمي خالد.
أما على مستوى العاملين في موسم الحج، فقد جاءت الشهادات الإلكترونية لتشكل تقديرًا رسميًا مباشرًا من وزارة الحج والعمرة على الدور العظيم الذي يقومون به، وهو ما يعزز الانتماء، ويحفّز على مزيد من العطاء في المواسم المقبلة.
وتشير مصادر داخل الوزارة إلى أن هذه المبادرة ما هي إلا بداية لسلسلة أوسع من الخدمات الرقمية التي ستُطلق قريبًا عبر "نسك"، بهدف خلق منظومة متكاملة تعتني بالحاج من جميع الجوانب، إيمانيًا، خدميًا، وإنسانيًا.
وقد لاقت المبادرة ترحيبًا واسعًا بين الحجاج والعاملين على حد سواء، حيث عبر كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي عن سعادتهم بهذه الخطوة، واصفين إياها بأنها "جميلة ومعبرة"، وتحمل بُعدًا وجدانيًا عميقًا، يعكس اهتمام الدولة بكل تفصيلة في رحلة الحاج، حتى ما بعد أداء المناسك.
كما رأى كثيرون أن هذا النهج يعكس حُسن إدارة الدولة لموسم الحج، التي لا تكتفي بالجوانب الأمنية والتنظيمية، بل تُحسن بناء الذكرى وتوثيق الإنجاز.
ختامًا، فإن إطلاق شهادات الحج الإلكترونية عبر "نسك" يُجسد نقلة جديدة في رحلة التحول الرقمي لوزارة الحج والعمرة، ويُضيف بُعدًا رمزيًا وإنسانيًا لتجربة الحاج، ويؤكد أن المملكة تضع راحة الحاج وكرامته في قلب خططها، وتعمل بكل طاقتها على توفير أجواء تعبّدية راقية، تليق بهذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وتظل عالقة في ذاكرة كل من أداه، سواءً عبر الروح أو عبر شهادة رقمية توثق أعظم رحلة في عمر الإنسان.