الدكتور القرشي: عربة الجلطات الدماغية المتنقلة أبرز تقنيات الحج هذا الموسم

في إنجاز طبي يضاف إلى سلسلة النجاحات التي شهدها موسم حج 1446هـ، كشف مدير مركز التحكم بالموارد بتجمع مكة المكرمة الصحي، الدكتور خالد القرشي، عن دور حيوي لعبته عربة الجلطات الدماغية المتنقلة، مؤكداً أنها كانت أحد أبرز وأحدث التقنيات المستخدمة في الحج هذا الموسم، هذا الابتكار الطبي يُشكل نقلة نوعية في سرعة الاستجابة للحالات الطارئة، ويُعزز من جودة الرعاية الصحية المقدمة لضيوف الرحمن، مما يُسهم في إنقاذ الأرواح، والحد من مضاعفات الجلطات الدماغية التي تُعد من أخطر الحالات الطبية الطارئة.
وأكد القرشي، في حديثه لقناة الإخبارية، أن وجود عربة الجلطات الدماغية المتنقلة في منطقة المشاعر المقدسة، وتحديداً في مشعر عرفة، كان له فائدة كبيرة وعظيمة، هذه الفائدة تنبع من كون الجلطات الدماغية تتطلب تدخلاً طبياً سريعاً جداً لتقليل الضرر الدائم على الدماغ، وكل دقيقة تمر دون علاج تُزيد من خطر الإصابة بإعاقة دائمة أو الوفاة، لذا فإن توفير هذه العربة المتنقلة في منطقة حيوية ومزدحمة مثل عرفة، التي يتواجد فيها ملايين الحجاج في وقت واحد، يُعد خطوة استباقية وفعالة لضمان توفير الرعاية الطارئة في أسرع وقت ممكن، مما يُجسد حرص المملكة على تقديم أرقى مستويات الرعاية الصحية لضيوف الرحمن.
إقرأ ايضاً:خالد المُبيض: نظام الوساطة العقارية أنهى العشوائية ورفع مستوى السوقالفعاليات السياحية ترفع الناتج المحلي وتنشّط القطاعات الاقتصادية بالمملكة
ونوه الدكتور القرشي إلى أن عربة الجلطات الدماغية المتنقلة في المشاعر المقدسة سهلت بشكل كبير وصول الحجاج إليها، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل التحديات اللوجستية التي تفرضها كثافة الحشود في موسم الحج، فبدلاً من نقل المريض إلى المستشفى، والتي قد تستغرق وقتاً طويلاً في ظل الازدحام، تُمكن هذه العربة الفرق الطبية من الوصول إلى المريض في موقع الحدث، وتقديم التشخيص والعلاج الأولي في وقت قياسي، مما يُقلل من الفترة الزمنية الحرجة التي تُؤثر على نتائج العلاج، ويُعزز من فرص الشفاء الكامل، ويُقلل من نسبة الإعاقة الناتجة عن الجلطات.
إن فكرة العربة المتنقلة المزودة بأحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية، مثل أجهزة التصوير المقطعي المحوري (CT Scan)، ومختبرات التحاليل السريعة، وأدوات العلاج المذيب للجلطات (Thrombolysis)، تُعد ابتكاراً طبياً فريداً يُقدم حلاً فعالاً لمواجهة الطوارئ الصحية في تجمعات كبيرة، فهذه العربة تعمل كغرفة طوارئ متنقلة، تُمكن الأطباء المتخصصين من تقييم حالة المريض وتشخيص الجلطة، والبدء في العلاج فوراً، حتى قبل وصول المريض إلى المستشفى، مما يُحدث فارقاً كبيراً في النتائج الصحية للمريض، ويُعزز من كفاءة النظام الصحي بشكل عام.
ويُظهر هذا الإنجاز مدى التطور الذي وصلت إليه الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية، والتزامها بتوظيف أحدث التقنيات لخدمة الحجاج، فالاستثمار في مثل هذه التقنيات المتطورة يُعد دليلاً على رؤية المملكة الاستشرافية في مجال الرعاية الصحية، وحرصها على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، ويُسهم في تعزيز مكانتها كنموذج يحتذى به في إدارة الحشود وتوفير الرعاية الصحية في الفعاليات الكبرى.
كما تُعكس هذه الخطوة التكامل بين الجهات الصحية والأمنية واللوجستية في موسم الحج، فوصول هذه العربات إلى مواقع الحجاج يتطلب تنسيقاً عالياً، وتوفير مسارات خاصة لها، وتسهيل حركتها في المناطق المزدحمة، وهذا التعاون يُؤكد على أن نجاح موسم الحج هو ثمرة عمل جماعي متكامل، يهدف إلى تحقيق أقصى درجات الأمان والراحة لجميع الحجاج، ويُظهر قدرة المملكة على التعامل مع أي طارئ صحي بكفاءة واحترافية عالية.
وفي الختام، فإن وجود عربة الجلطات الدماغية المتنقلة في موسم الحج يُعد علامة فارقة في تاريخ الخدمات الصحية المقدمة للحجاج، ويُظهر مدى التزام المملكة العربية السعودية بالابتكار والتميز في خدمة ضيوف الرحمن، مما يُعزز من مكانتها كقبلة للمسلمين، وبلد رائد في تقديم أرقى الخدمات الصحية والإنسانية لزوارها، وتُشكل هذه المبادرات الصحية المتطورة جزءاً لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030 الطموحة، والتي تهدف إلى بناء نظام صحي مستدام، قادر على تلبية احتياجات جميع الأفراد في المملكة.