"جنود يعملون بصمت".. كيف ساهم كشافة وزارة الرياضة في نجاح خطط الحج بمشعر منى؟

وزاره الحج
كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في  twitter

أنهى أكثر من 800 مشارك من كشافة وزارة الرياضة مهامهم التطوعية في موسم حج عام 1446هـ، بعد جهود ميدانية استثنائية لخدمة ضيوف الرحمن ضمن معسكرات الخدمة العامة، توزعت هذه الفرق الكشفية على خمسة مراكز حيوية داخل مشعر منى، وهي المركز الرئيسي "الربوة"، مركز وادي محسر، مركزي "المعيصم 1 و2"، بالإضافة إلى "مركز العمليات"، حيث شكّل وجودهم عنصرًا مهمًا في تسهيل سير الحجاج وتنظيم الحركة داخل المشعر.

وقدّم أفراد الكشافة مجموعة متكاملة من الخدمات الميدانية التي شملت تفويج الحجاج إلى الجمرات، وتنظيم وإدارة الحشود في أوقات الذروة، بالإضافة إلى مهام الإرشاد عبر الخرائط المكانية والتطبيقات الذكية الحديثة، وتميّز دورهم في تقديم المساعدة لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، ما أضفى بُعدًا إنسانيًا هامًا على طبيعة العمل الكشفي، وجعلهم أحد أبرز شركاء النجاح في التنظيم الميداني بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة والجهات المعنية الأخرى.


إقرأ ايضاً:خالد المُبيض: نظام الوساطة العقارية أنهى العشوائية ورفع مستوى السوقالفعاليات السياحية ترفع الناتج المحلي وتنشّط القطاعات الاقتصادية بالمملكة

ولم تكن هذه المشاركة وليدة اللحظة، بل جاءت ثمرة تحضيرات بدأت منذ وقت مبكر، حيث نظّمت وزارة الرياضة دورات تدريبية مكثفة للقادة والمشاركين بهدف تأهيلهم للتعامل مع طبيعة العمل الميداني في بيئة الحج، كما نفذت الفرق الكشفية عمليات مسح ميداني قبيل وصول الحجاج إلى مشعر منى، جمعت خلالها معلومات دقيقة عن مواقع الإسكان، ومسارات المشاة، والمعالم البارزة، ومقار الجهات الرسمية، ما شكّل قاعدة بيانات داعمة لتوجيه الحجاج بفعالية وسرعة في لحظات الحاجة.

وتأتي هذه الجهود ضمن إطار استراتيجي تتبناه وزارة الرياضة لتفعيل طاقات الشباب السعودي في خدمة الوطن والإنسانية، حيث تُعد مشاركة الكشافة إحدى الصور الحضارية التي تعكس قيم العطاء والانضباط والعمل الجماعي، والتي تتماشى مع التوجهات الوطنية نحو تعزيز ثقافة التطوع وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في جانب المسؤولية المجتمعية.

وتُبرز هذه المشاركة أيضًا التنسيق العالي بين وزارة الرياضة والجهات الحكومية الأخرى، إذ تحرص الوزارة سنويًا على أن تكون جهودها الكشفية متكاملة مع الجهات التنظيمية المختلفة، بما يضمن تعزيز الكفاءة التشغيلية في موسم الحج، وترجمة التوجيهات الكريمة من القيادة الرشيدة التي أولت رعاية الحجاج وخدمتهم الأولوية القصوى في مختلف خطط الدولة وبرامجها الموسمية.

وقد أعرب عدد من المشاركين في المعسكرات الكشفية عن فخرهم واعتزازهم بالمشاركة في هذا الموسم، مؤكدين أن هذه التجربة منحتهم فرصة للقيام بواجب وطني وإنساني عظيم، حيث كانت مشاعر الرضا والسعادة واضحة على وجوه الحجاج عند تلقيهم الدعم والمساندة من شباب الوطن، في صورة تجسّد روح البذل التي يتمتع بها أبناء المملكة.

كما لم تغفل وزارة الرياضة عن الجانب التوعوي والتثقيفي للمشاركين، إذ رافق العمل الميداني برامج يومية لرفع كفاءة الأفراد وتعزيز مهاراتهم، شملت تطبيقات عملية على أدوات التقنية، وآليات العمل في الطوارئ، وأساليب التواصل مع مختلف شرائح الحجاج، مما أسهم في زيادة فاعلية الأداء الكشفي ميدانيًا، وساعد في تقليل الوقت والجهد أثناء تقديم الخدمات.

وقد اختُتمت مشاركة كشافة وزارة الرياضة هذا العام وسط إشادات واسعة من الجهات المشاركة وضيوف الرحمن، الذين لمسوا جودة التنظيم ودفء التفاعل الإنساني، وتؤكد هذه المشاركة الناجحة أن الكشافة لم يكونوا مجرّد عناصر تنظيم، بل سفراء لقيم المملكة، وجنودًا يعملون بصمت وإخلاص في واحد من أعظم مواسم العبادة والتلاقي الروحي في العالم الإسلامي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook