لهذا السبب: الالتزام البيئي يرفع مستوى الرقابة ويكثف التحاليل البيئية في مكة والمدينة

الالتزام البيئي يرفع مستوى الرقابة ويكثف التحاليل البيئية في مكة والمدينة.
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

نفذ المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي 2351 تحليلًا مخبريًا لعينات من المياه والتربة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، في خطوة استباقية تهدف إلى مراقبة الوضع البيئي وضمان سلامة المواقع التي تحتضن الحجاج خلال موسم حج 1446هـ. 

وتأتي هذه التحاليل ضمن برنامج بيئي شامل أطلقه المركز تماشيًا مع الجهود الوطنية الرامية للحفاظ على بيئة نظيفة وآمنة تعزز من جودة الحياة وتضمن أعلى معايير السلامة لضيوف الرحمن.


إقرأ ايضاً:الذهب يقفز مجددًا وسط غموض الاتفاق الأميركي الصيني واستعداد الأسواق للتضخمتسريبات تكشف أسرع شحن لاسلكي في تاريخ آيفون 17.. ما القصة؟

وتنوعت التحاليل التي نفذها المركز لتشمل مصادر المياه السطحية والجوفية، إضافةً إلى الأودية والشعاب المحيطة بمكة والمدينة، كما تم جمع عينات من مواقع حرجة مثل المرادم والمسالخ والمناطق المحتمل تعرضها للتلوث، والتي سبق رصدها عبر تقنيات الاستشعار عن بُعد باستخدام الأقمار الاصطناعية، ما يعكس تكامل أدوات المراقبة الحديثة في متابعة الأداء البيئي.

وبحسب ما أوضحته الدكتورة سحر شار، مدير عام المختبرات في المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، فإن التحاليل أظهرت نتائج أولية مبشرة، تمثلت في نسبة التزام عالية بالمعايير البيئية.

وأضافت أن حالات عدم الالتزام التي تم رصدها لم تشكل تهديدًا مباشرًا على صحة الحجاج أو سلامتهم، وقد تم رفع تقاريرها إلى الجهات المعنية لتطبيق الإجراءات التصحيحية وإعادة تأهيل المواقع المتأثرة وفقًا لما تنص عليه الأنظمة البيئية المعتمدة.

ففي مكة المكرمة، بلغ عدد تحاليل عينات التربة 760 تحليلًا، مقابل 400 تحليل لمصادر المياه، وهي أرقام تشير إلى زيادة كبيرة مقارنة بمواسم سابقة، تعود إلى توسع دائرة الرقابة وتوظيف بيانات الأقمار الاصطناعية في تحديد نقاط المراقبة البيئية.

وقد أكدت الدكتورة سحر أن المركز يواصل إجراء التحاليل حتى ما بعد انتهاء موسم الحج، بهدف استكمال الصورة البيئية الكاملة والوقوف على أي آثار محتملة للأنشطة الموسمية على البيئة.

أما في المدينة المنورة، فقد أجرى المختبر التابع للمركز 630 تحليلًا لعينة تربة، و561 تحليلًا لعينات مياه، ضمن خطة استباقية شاملة تهدف إلى ضمان جاهزية المواقع قبيل وصول وفود الحجاج إليها، لا سيما وأن المدينة تعد نقطة توقف رئيسية للحجاج قبل العودة إلى ديارهم.

وتسعى هذه الجهود البيئية إلى تعزيز الوقاية أكثر من المعالجة، من خلال الكشف المبكر عن أية مؤشرات محتملة للتلوث أو تغيرات في جودة التربة والمياه.

كما تهدف إلى دعم القرار البيئي عبر قاعدة بيانات دقيقة تُبنى على نتائج مخبرية ومعطيات ميدانية، مما يتيح للجهات ذات العلاقة التدخل الفوري ومعالجة التحديات البيئية في مهدها.

وأكدت مديرة المختبرات أن العدد الإجمالي للتحاليل المستهدفة لموسم حج هذا العام سيتجاوز 4200 تحليل، تغطي مناطق متفرقة في مكة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، في خطوة تعكس التوسع الكمي والنوعي في عمل المركز وتكامله مع جهود بقية القطاعات ذات العلاقة.

ولطالما شكّلت البيئة في مناطق الحج ملفًا محوريًا ضمن الخطط الموسمية التي تقودها الجهات السعودية المعنية، نظرًا لما يشهده الموسم من كثافة بشرية عالية وزيادة استهلاك الموارد الطبيعية، مما يتطلب استجابة بيئية دقيقة وسريعة.

ويعد المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي أحد أهم الأذرع الوطنية في هذا الإطار، حيث يتولى مهمة المراقبة والتقييم والتدخل عند الحاجة، إضافة إلى دوره الإرشادي في توعية الجهات والمنشآت بالمعايير البيئية المطلوبة.

وتعكس هذه الجهود توجه الدولة الحازم نحو تحقيق أحد مستهدفات رؤية السعودية 2030، المتمثل في تحسين جودة الحياة من خلال بيئة مستدامة، حيث يُترجم ذلك إلى سياسات تنفيذية واضحة، تبدأ من المراقبة المستمرة وتنتهي عند المعالجة وإعادة التأهيل البيئي.

ويُعد موسم حج هذا العام نموذجًا حيًا لتطبيق الرقابة البيئية الاستباقية التي تستند إلى أدوات علمية ومهنية، في سبيل تحقيق موسم خالٍ من التأثيرات السلبية على الأوساط الطبيعية.

وتؤكد نتائج التحاليل التي نُشرت حتى الآن على أن الحالة البيئية العامة في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة مطمئنة إلى حد كبير، مع وجود متابعة دقيقة لأي مستجدات طارئة.

ويواصل المركز، بحسب ما جاء في التصريحات الرسمية، متابعة نتائج التحاليل، والتنسيق مع الجهات الحكومية والخدمية لضمان عدم وقوع أي تدهور بيئي في المناطق التي تستقبل ملايين الحجاج، بما يعزز من مكانة المملكة في تقديم تجربة حج استثنائية تراعي أعلى معايير السلامة البيئية.

وفي ظل تزايد التحديات البيئية عالميًا، يبرز النموذج السعودي في حماية البيئة خلال موسم الحج بوصفه مثالًا يُحتذى به في التخطيط المتقن والتكامل المؤسسي، إذ لا تقتصر الجهود على استضافة الحشود وتنظيم حركتهم، بل تتعداها إلى حماية بيئتهم المحيطة، بدءًا من الماء الذي يشربونه، وصولًا إلى الأرض التي يسيرون عليها.

ومع استمرار موسم الحج، ستبقى عين المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي مفتوحة، ترصد وتحلل وتوجّه، في سبيل موسم حج آمن، بيئيًا وصحيًا، يليق بضيوف الرحمن، ويُجسد حرص المملكة الدائم على تحقيق التميز في أدق التفاصيل.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook