كوالكوم توسّع إمبراطوريتها: استحواذ استراتيجي على ألفا ويف البريطانية بمليارات الدولارات

كوالكوم
كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في  twitter

في خطوة استراتيجية بارزة تهدف إلى تعزيز حضورها في قطاع مراكز البيانات، أعلنت شركة "كوالكوم" الأميركية موافقتها على الاستحواذ على شركة "ألفا ويف سيمي" البريطانية المتخصصة في تقنيات أشباه الموصلات، وذلك في صفقة تبلغ قيمتها نحو 2،4 مليار دولار، ويأتي هذا الاستحواذ في وقت تشهد فيه صناعة أشباه الموصلات نمواً مطرداً وتحولاً سريعاً نحو الحوسبة المتصلة، وهو ما تحاول "كوالكوم" استثماره لتوسيع مجالات أعمالها بعيداً عن الاعتماد التقليدي على معالجات الهواتف الذكية.

شركة "ألفا ويف سيمي"، التي يقع مقرها الرئيسي في المملكة المتحدة، تشتهر بتطوير تقنيات متقدمة في مجال الاتصالات عالية السرعة لمراكز البيانات، وقد أصبحت هذه المجالات محور تركيز عالمي في ظل الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات السحابية، ما يجعل من هذه الصفقة نقطة تحول في مسار "كوالكوم" نحو بناء بنية تحتية رقمية أكثر تنوعاً وابتكاراً.


إقرأ ايضاً:رايز... برج الرياض العملاق الجديد يرتفع في السماء بطول 2 كيلومتر قريباًهزة أرضية في الخليج العربي بقوة 3.35 ريختر دون تأثير على السعودية

الرئيس التنفيذي لشركة "كوالكوم"، كريستيانو أمون، علّق على الصفقة قائلاً إن "الفرق المُدمجة تتشارك نفس الرؤية حول بناء حلول تقنية متقدمة، وتهدف إلى تمكين أداء حوسبة متصلة من المستوى التالي، عبر مجموعة واسعة من المجالات عالية النمو، لا سيما في البنية التحتية لمراكز البيانات"، وأضاف أن هذه الخطوة تمثل جزءًا من استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى إعادة تعريف موقع الشركة في خارطة صناعة الرقائق العالمية.

وتأتي هذه الصفقة في أعقاب سلسلة من التحركات التوسعية التي قامت بها "كوالكوم" خلال الأشهر الماضية، والتي شملت استحواذها على قسم الذكاء الاصطناعي التوليدي التابع لشركة "فيناي" الفيتنامية، إضافة إلى شراء شركة "إيدج إمبلس" المتخصصة في تقنيات إنترنت الأشياء، هذه الصفقات تعكس توجهاً واضحاً لدى "كوالكوم" لتوسيع نطاق تقنياتها لتشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الطرفية.

ويرى خبراء في قطاع التكنولوجيا أن هذه الخطوة تأتي أيضاً كرد فعل على التحديات المتزايدة التي تواجهها "كوالكوم" في سوق الهواتف الذكية، والذي شهد تباطؤاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وهو ما أثر بشكل مباشر على الإيرادات الأساسية للشركة، وبحسب تقارير متخصصة، فإن "كوالكوم" تحاول تقليل اعتمادها على هذا السوق، الذي كان يشكّل لسنوات طويلة العمود الفقري لأرباحها، وذلك من خلال تنويع محفظتها الاستثمارية وتوسيع نطاق نشاطها نحو القطاعات التقنية الناشئة.

وتكتسب الصفقة أيضاً بعداً جغرافياً واستراتيجياً مهماً، إذ تمثل تعزيزاً لموقع "كوالكوم" في أوروبا، وخاصة المملكة المتحدة، التي تسعى إلى ترسيخ موقعها كمركز عالمي للابتكار في مجال أشباه الموصلات، ويُتوقع أن تُسهم الصفقة في خلق تعاون تقني أعمق بين الخبرات الأميركية والبريطانية، ما سيعزز بدوره من تطوير منتجات وتقنيات تتسم بالسرعة والفعالية في الاستجابة لمتطلبات السوق العالمية.

وتشير التقديرات إلى أن سوق أشباه الموصلات سيشهد نمواً بمعدل 21% خلال عام 2024، وهو ما يضع ضغوطاً كبيرة على الشركات الكبرى لتأمين موقع تنافسي في هذا السباق، وتأتي صفقة "كوالكوم" في هذا السياق كتحرك استباقي للاستفادة من هذا النمو، عبر تعزيز قدراتها في مجال الاتصال السلكي وتقنيات مراكز البيانات، التي أصبحت العمود الفقري للعصر الرقمي.

من المتوقع أن يتم إغلاق الصفقة خلال الربع الأول من عام 2026، بعد استكمال جميع الموافقات التنظيمية اللازمة، ويرجح محللون أن تبدأ آثار هذه الصفقة في الظهور تدريجياً على أداء "كوالكوم" في الأسواق، خاصة مع تكامل تقنيات "ألفا ويف" ضمن خططها التطويرية طويلة الأمد، وبينما تستعد الشركة للمرحلة القادمة، يبقى السؤال الأكبر حول كيفية استثمار هذا الاستحواذ لتحويل "كوالكوم" من مجرد لاعب قوي في سوق الهواتف، إلى قوة مؤثرة في البنية التحتية الرقمية العالمية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook