"بين مكة والمدينة" طريق الهجرة يتحول إلى واحة خدمات ومبادرات مبتكرة للحجاج

موسم الحج
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

شهد طريق الهجرة، الشريان الحيوي الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، إطلاق حزمة من المبادرات المبتكرة من الهيئة العامة للطرق في موسم الحج 1446هـ، هذه المبادرات تُعد جزءاً لا يتجزأ من جهود المملكة المتواصلة لتطوير البنية التحتية، وضمان أقصى درجات الراحة والأمان لضيوف الرحمن، مع تعزيز الخدمات الخدمية والثقافية على طول هذا الطريق التاريخي، كل ذلك يتماشى تماماً مع أهداف رؤية المملكة 2030 الطموحة التي تسعى للارتقاء بجميع القطاعات.

وفي خطوة استباقية لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتقديم خدمات متميزة، سعت "هيئة الطرق"، بالتعاون الوثيق مع الشركة السعودية لخدمات السيارات (ساسكو)، إلى توفير محطات وقود متنقلة على طريق الهجرة، هذه المحطات المتحركة تهدف إلى توفير دعم فوري لحالات الطوارئ، وذلك من خلال مركز الاتصال الموحد (938)، مما يُسهم بشكل كبير في تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج، ورفع مستوى السلامة المرورية على الطريق، فالاستجابة السريعة لأي طارئ على الطريق تُعد عنصراً حاسماً في رحلة آمنة.


إقرأ ايضاً:الأمير سعود بن مشعل يُعلن: حج 1446هـ نجاح باهر في كل المجالات مصادر تكشف...تغييرات هيكلية مرتقبة في Microsoft Gaming

ولم تتوقف جهود الهيئة عند الخدمات الأساسية، بل دشنت مبادرة "خيمة الطريق" على طريق الهجرة، وهي مبادرة تهدف إلى توفير بيئة آمنة ومريحة للحجاج خلال توقفاتهم، هذه الخيام مجهزة بأحدث أنظمة التكييف، ومرافق الراحة اللازمة، إضافة إلى توفير وجبات خفيفة ومشروبات باردة لتلبية احتياجات الحجاج في الأجواء الحارة، كما تُقدم مواد توعوية قيمة عن السلامة المرورية، وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز تجربة الرحلة بين المشاعر المقدسة، وجعلها أكثر راحة ومتعة لضيوف الرحمن.

وفي إطار حرصها على التعامل مع أي طارئ قد يواجه الحجاج، نفذت الهيئة خدمة "المواقع المتنقلة" لدعم الحجاج عند تعطل حافلاتهم على الطريق، هذه الخدمة متاحة على مدار (24) ساعة خلال موسم الحج، وتتسع كل وحدة متنقلة لنحو (40) حاجاً، وهي مجهزة بالكامل بأجهزة تكييف حديثة، ومناطق مريحة للراحة، ودورات مياه نظيفة، ووجبات ومشروبات غذائية، كل ذلك لضمان أعلى مستويات الراحة والسلامة للحجاج الذين قد يواجهون ظروفاً غير متوقعة أثناء رحلتهم، مما يُبرز مدى العناية بالتفاصيل لضمان سلامتهم.

وتزامناً مع الاحتفال بعام الحرف اليدوية 2025م، دشنت الهيئة مشروع "لوحات ورث" بالتعاون مع المعهد الملكي للفنون التقليدية (ورث)، هذا المشروع الثقافي الفريد يتضمن تصاميم مستوحاة من الزخارف التقليدية والنسيج السعودي الأصيل، ويهدف إلى إبراز الهوية الوطنية للمملكة، وتعزيز التجربة الثقافية للحجاج، فالمملكة لا تقتصر جهودها على تقديم الخدمات اللوجستية، بل تسعى أيضاً لإثراء رحلة الحجاج بمعالم ثقافية وتراثية، وتُبرز هذه اللوحات جمال الحرف اليدوية ونقوش المنطقة، مدعومة بجهود تعزيز السياحة التراثية على هذا الطريق التاريخي، الذي شهد رحلة الهجرة النبوية الشريفة.

وتُعد شبكة الطرق السعودية، التي تتجاوز (73) ألف كيلومتر، الأولى عالمياً في الترابط، وهو ما يُسهل بشكل كبير تنقل الحجاج وقاصدي المناطق السياحية المختلفة في المملكة، وتُجسد هذه المبادرات الجديدة والمبتكرة التزام الهيئة العامة للطرق بتنفيذ إستراتيجيتها الطموحة لرفع جودة الطرق إلى المرتبة السادسة عالمياً، وخفض الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق إلى أقل من (5) حالات لكل (100) ألف نسمة بحلول عام (2030)، وهو ما يعزز مكانة المملكة كمركز ديني وثقافي وسياحي عالمي، ويُؤكد على التزامها بتحقيق أعلى معايير السلامة والجودة في بنيتها التحتية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook