تفاصيل مروعة: الأسباب الحقيقية وراء مقتل الدكتور عبدالملك قاضي بيد عامل بقالة

في تطور مأساوي هز الرأي العام، كشفت مصادر مقربة من الشيخ الدكتور عبدالملك قاضي لقناة "العربية" عن تفاصيل جديدة ومروعة تتعلق بجريمة مقتله الغادرة، على يد مقيم مصري في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية، هذه الجريمة التي أثارت استنكاراً واسعاً، تُلقي بظلالها على دوافع بشعة كشفت عنها التحقيقات الأولية.
ووفقًا للمصادر، فإن الجاني كان يعمل في متجر بقالة مجاور لمسكن الدكتور قاضي، وكان يقوم بتوصيل الطلبات المنزلية، وقد اعتاد الدكتور عبدالملك على طلب احتياجاته من هذه البقالة، وذلك نظراً لظروفه الصحية التي منعته من الحركة، حيث كان يستخدم كرسياً متحركاً، وهو ما جعل منه هدفاً سهلاً لهذا المجرم، وتُضيف المصادر أن الدكتور قاضي كان كريماً مع الجاني، ويعطف عليه ويُقدم له المال بين فترة وأخرى، مما يُظهر طبيعة الضحية المسالمة، ويزيد من بشاعة الجريمة التي لم تُراعي أي من قيم الإنسانية أو العرفان بالجميل.
إقرأ ايضاً:أثناء أداء طواف الوداع: شؤون الحرمين تدعو الحجاج إلى الالتزام بالتعليمات والإرشادات نادي أتالانتا يكشف تطورًا جديدًا في مفاوضات الهلال لضم البرازيلي إيدرسون
وتابعت المصادر أنه في ليلة وقوع الجريمة، أوهم القاتل حارس المجمّع السكني الذي يُقيم فيه الراحل، بأنه يحمل طلبات منزلية، وذلك من أجل الدخول إلى المجمع والوصول إلى شقة الضحية، وبعد أن تمكن من الدخول، ضغط زر جرس الشقة، وفي لحظة قيام الدكتور عبدالملك بفتح الباب، ودون أي مقدمات أو رحمة، سدد له الجاني 10 طعنات غادرة، مما أودى بحياته على الفور، لتتحول لحظة فتح الباب من بادرة كرم إلى نهاية مأساوية.
واستكملت المصادر بأن القاتل لم يكتفي بجريمته الشنعاء، بل توجه مباشرة لزوجة المغدور، وسدد لها 4 طعنات وحشية، وسط توسلاتها بأنها ستُعطيه المال، إلا أنه لم يأبه بذلك أو يُظهر أي رحمة، واستمر في اعتداءه، لكنها بفضل الله تمكنت من النجاة بطريقة ما، وأبلغت حارس المجمع بما حدث، فحاول الحارس إيقاف المجرم والسيطرة عليه، إلا أنه أخذ نصيبه أيضاً من الطعنات، ما مكّن القاتل من الفرار من موقع الجريمة، تاركاً وراءه فوضى ودماء، وناجية تُصارع للبقاء على قيد الحياة.
وعلى الفور، بعد ارتكابه للجريمة، توجه القاتل إلى المطار في محاولة يائسة للهرب إلى مصر، معتقداً أنه يُمكنه الإفلات من قبضة العدالة، لكن يقظة الجهات الأمنية في المملكة العربية السعودية كانت له بالمرصاد، حيث تمكنت من القبض عليه قبل فراره، وذلك بفضل سرعة التفاعل مع الببلاغات، وتتبع مساره، وجرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه على الفور، وإحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات، وتقديمه للعدالة لينال جزاءه العادل على فعلته الشنيعة.
من جانبها، أفادت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن دوافع الجريمة تعود بشكل رئيسي إلى السرقة، حيث تبين أن هناك ديوناً متراكمة على الجاني في بلده، وقد أراد سرقة المال من الدكتور قاضي لتسديدها، هذه الدوافع البشعة تُلقي الضوء على حجم الأطماع المادية التي دفعت المجرم لارتكاب هذه الجريمة النكراء، دون أي اعتبار لحرمة النفس البشرية، أو لكرم الضحية وعطفه عليه.
هذا وقد شُيع جثمان المغفور له الدكتور عبدالملك قاضي في الظهران الخميس الماضي، في جنازة مهيبة حضرها جمع غفير من المحبين والأصدقاء والزملاء، وهو أستاذ جامعي مرموق، عمل سابقاً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ويُعتبر عالماً جليلاً، وله مؤلفات قيمة في الحديث النبوي الشريف، مما يُؤكد على مكانته العلمية والدينية، وأن المجتمع خسر برحيله قامة علمية وإنسانية كبيرة، تُركت بصمات واضحة في مجال التعليم والبحث العلمي.