أولوية ورفق: وزارة الحج والعمرة تصدر إرشادات للتعامل مع كبار السن خلال رحلة الحج

وزارة الحج والعمرة تصدر إرشادات للتعامل مع كبار السن خلال رحلة الحج.
كتب بواسطة: مروى علوي | نشر في  twitter

مع توافد الملايين من حجاج بيت الله الحرام من مختلف أنحاء العالم، وضمن استعداداتها الشاملة لموسم الحج، أصدرت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية مجموعة من الإرشادات المهمة تتعلق بكيفية التعامل مع كبار السن أثناء تأدية مناسك الحج، مؤكدة على أهمية الرفق بهم وتوفير كافة سبل الراحة والسلامة التي تضمن لهم أداء مناسكهم بسهولة ويُسر.

وشددت الوزارة، من خلال منشور توعوي عبر منصاتها الرقمية، على ضرورة منح كبار السن أولوية في مختلف مراحل التنقل والحركة، مشيرة إلى أن فئة كبار السن تستحق اهتمامًا خاصًا من جميع المشاركين في هذه الرحلة الإيمانية، سواء من الحجاج أو من العاملين في الميدان.


إقرأ ايضاً:الهلال يتلقى ضربة فنية قبل المونديال.. عقد النصر يمنع لاجامي من المشاركةلماذا يُعد الشتاء أقصر الفصول فلكيًا؟ المسند يكشف السبب وراء هذه الظاهرة

وقد شملت التوصيات الصادرة عن وزارة الحج والعمرة حث الحجاج والمرافقين على مساعدة كبار السن عند الحاجة، سواء أثناء الطواف أو السعي أو التنقل بين المشاعر المقدسة، كما أكدت على ضرورة إيثارهم في وسائل النقل، خاصة في أوقات الذروة، ومنحهم الأولوية في الصعود والنزول من الحافلات، وداخل محطات النقل المختلفة.

وجاءت هذه التوجيهات ضمن إطار خطة الوزارة التوعوية الشاملة لموسم الحج، والتي تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الرحمة والتعاون والاحترام المتبادل بين الحجاج، لا سيما في ظل التنوع العمري والثقافي الذي يتميز به هذا التجمع الإسلامي الأكبر في العالم.

ولم تقتصر التوصيات على توعية المحيطين بكبار السن، بل توجهت الوزارة إليهم مباشرة بجملة من النصائح المهمة التي تعزز من سلامتهم وراحتهم أثناء تأدية المناسك، حيث دعتهم إلى تجنب الزحام والتدافع، لا سيما في الأماكن المكتظة كصحن المطاف، وجسر الجمرات، وأثناء رمي الجمرات.

كما شددت الوزارة على أهمية أن يحرص كبار السن على الراحة قدر الإمكان، وتخصيص فترات كافية للراحة بين أداء المناسك المختلفة، لتفادي الإجهاد أو التعرض لمضاعفات صحية قد تؤثر على أدائهم أو سلامتهم.

ومن بين الإرشادات المهمة التي قدمتها الوزارة كذلك، نصيحتها لكبار السن بضرورة أداء المناسك بصحبة مرافق، سواء من أفراد الأسرة أو من حملات الحج المنظمة، لضمان وجود من يقدم لهم الدعم الفوري في حال الحاجة، أو التدخل في حالات الطوارئ.

وتأتي هذه الإرشادات في ظل جهود واسعة تبذلها وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع الجهات الصحية والأمنية والخدمية المختلفة، لتقديم أفضل رعاية ممكنة لفئة كبار السن، التي تمثل نسبة ملحوظة من إجمالي الحجاج كل عام، وتشمل هذه الجهود تخصيص عربات تنقل داخل الحرم، وتوفير مسارات مرنة لكبار السن وذوي الإعاقة، إضافة إلى تواجد فرق طبية في مختلف مواقع الحجاج لرصد الحالات الصحية والتعامل معها فورًا.

ويؤكد مسؤولو الوزارة أن تخصيص هذه الإرشادات يعكس توجه المملكة العربية السعودية نحو تقديم حج أكثر إنسانية وشمولًا، بحيث تتكامل فيه الخدمات الطبية، والتنظيمية، والاجتماعية، لتوفير تجربة إيمانية آمنة وميسرة لجميع الحجاج على اختلاف أعمارهم.

وتشير دراسات صحية إلى أن فئة كبار السن غالبًا ما تكون أكثر عرضة للإجهاد الحراري، والتعب العضلي، ومضاعفات الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب، وهو ما يجعل التوعية المسبقة وتوفير الرعاية الوقائية لهم أمرًا بالغ الأهمية.

وقد دأبت وزارة الحج والعمرة في السنوات الأخيرة على إطلاق حملات توعوية قبل موسم الحج، تراعي التغيرات المناخية وزيادة أعداد الحجاج، وتركز بشكل خاص على الجوانب الصحية والنفسية للفئات الحساسة، مثل كبار السن والمرضى.

وفي ذات السياق، تعمل الجهات الصحية بالتنسيق مع الوزارة على نشر فرق إرشادية صحية ميدانية تقدم نصائح مباشرة للحجاج، وتوفر إرشادات مكتوبة ومرئية بلغات متعددة، لتصل الرسائل التوعوية لأوسع شريحة ممكنة.

وقد لاقت التوجيهات الخاصة بكبار السن تفاعلًا واسعًا من قِبل الحجاج ورواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن دعمهم لهذه الخطوة التي تُعزز من القيم الإسلامية الأصيلة مثل الإحسان والبر والتكافل.

ويأمل المراقبون أن تترجم هذه التوصيات على أرض الواقع من خلال التزام جماعي يسوده الاحترام المتبادل والتعاون الإنساني، خاصة في مواسم يتزايد فيها الزحام وتحتاج فيها الفئات الضعيفة إلى اهتمام أكبر.

وفي ظل هذه التوجيهات، تأمل وزارة الحج والعمرة أن يتمكن كبار السن من إتمام مناسكهم بسلام، وأن يعودوا إلى ديارهم وقد أدوا الفريضة في أجواء من الراحة والأمان.

كما تواصل دعوتها لجميع الحجاج إلى التحلي بالأخلاق الإسلامية العالية، وتطبيق مبدأ “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، ليكون موسم الحج نموذجًا حيًا للتراحم بين المسلمين في أبهى صوره.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook