أثناء أداء طواف الوداع: شؤون الحرمين تدعو الحجاج إلى الالتزام بالتعليمات والإرشادات

شؤون الحرمين تدعو الحجاج إلى الالتزام بالتعليمات والإرشادات.
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter

في ختام أيام الحج المباركة، وجهت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نداءً توعويًا هامًا إلى جموع حجاج بيت الله الحرام، دعتهم فيه إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات والإرشادات الميدانية أثناء أداء طواف الوداع، بما يعكس روح السكينة والانضباط التي ينبغي أن تسود اللحظات الختامية لأداء الفريضة.

وأكدت الهيئة، عبر منشور رسمي أصدرته ضمن خطتها التوعوية لموسم الحج، أن طواف الوداع ليس مجرد طقس ختامي، بل شعيرة مفعمة بالروحانية والدلالات الإيمانية العميقة، داعية الحجاج إلى استشعار قدسية اللحظة، والتحلي بالهدوء، والتعاون مع الجهات المنظمة لضمان أداء المناسك بيسر وسهولة.


إقرأ ايضاً:ارتفاع كبير في القروض العقارية بالسعودية خلال 3 أشهر فقط.. ما السبب وراء هذا النمو اللافت؟الجوازات السعودية تُعلن جاهزيتها الكاملة لإنهاء إجراءات مغادرة ضيوف الرحمن

وشددت الهيئة على أهمية الحفاظ على الانسيابية داخل صحن المطاف، لا سيما مع تدفق أعداد كبيرة من الحجاج في وقت متقارب لأداء الطواف الختامي قبل مغادرة مكة المكرمة، ودعت إلى الترفق وعدم المزاحمة أو مضايقة الآخرين، مشيرة إلى أن حسن التعامل داخل الحرم يعكس سمو السلوك الإسلامي ووعيه الجماعي.

وفي هذا السياق، أكدت الهيئة أن الالتزام بمسارات الدخول والخروج المحددة يسهم بشكل فعال في تسهيل حركة الطائفين، ويمنع حدوث التكدس أو الإرباك داخل الممرات المؤدية إلى الحرم الشريف، لافتة إلى أن فرق التنظيم الميداني ورجال الأمن يعملون على مدار الساعة لتوفير بيئة مناسبة وآمنة تليق بهذه الشعيرة العظيمة.

كما ناشدت الهيئة الحجاج بعدم حمل الأمتعة الشخصية أو الحقائب الكبيرة أثناء التوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، مؤكدة أن مثل هذه التصرفات تعيق الحركة وتعرقل سلاسة التنقل داخل صحن المطاف، وأوضحت أن التعليمات التنظيمية جاءت بناءً على دراسات ميدانية دقيقة تهدف إلى تحسين تجربة الحجاج، والحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين.

وأضافت الهيئة أن الالتزام بهذه الإرشادات لا يُعد تقييدًا لحرية الحجاج، بل هو واجب جماعي يفرضه حسن التنظيم والحرص على راحة الجميع، مذكّرة بأن الشريعة الإسلامية تحث على احترام النظام والتعاون على البر والتقوى.

وفي إطار حرصها على ترسيخ الأجواء الروحانية داخل الحرم، شددت الهيئة على ضرورة احترام تعليمات السلامة وعدم الإخلال بالنظام العام، مشيرة إلى أن توفير بيئة يسودها الهدوء والطمأنينة هو هدف رئيسي تسعى إليه كافة الجهات المشاركة في تنظيم الموسم.

وقالت الهيئة إن طواف الوداع، بكونه ختامًا للحج، يتطلب من كل حاج أن يُجسّد معاني الخشوع والتواضع، وأن يبتعد عن التصرفات الفردية التي قد تؤثر على الآخرين أو تخل بأمن وسلامة الزوار.

وثمّنت الهيئة العامة لشؤون الحرمين دور رجال الأمن والعاملين في الميدان، الذين يواصلون الليل بالنهار لضمان سير العملية التنظيمية في أجواء يسودها النظام والروحانية، ودعت الحجاج إلى التعاون معهم وتقديم كل سبل المساعدة بتجاوبهم وامتثالهم للتعليمات، ما يُسهم في تجنيب الجميع أي حالات ازدحام أو تدافع.

وأوضحت الهيئة أن فرق الإرشاد والتوجيه المنتشرة في أرجاء المسجد الحرام، بما في ذلك المتطوعون والمرشدون اللغويون، على أهبة الاستعداد للإجابة عن استفسارات الحجاج وإرشادهم إلى المسارات المخصصة والمخارج الآمنة، في حين تتولى فرق الهلال الأحمر التعامل الفوري مع أي حالات طارئة.

وتجدر الإشارة إلى أن موسم الحج هذا العام شهد توافد ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم، وسط استعدادات لوجستية وتنظيمية ضخمة شاركت فيها مختلف الجهات المعنية.

وقد ركزت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي منذ وقت مبكر على إطلاق حملات توعوية متعددة اللغات، تهدف إلى توجيه الحجاج وتثقيفهم بأحكام المناسك، وتعزيز مفاهيم الأمن والسلامة والوعي الجماعي.

ويُعد طواف الوداع، وفقًا للأحكام الشرعية، آخر ما يفعله الحاج قبل مغادرة مكة، وهو واجب على غير الحائض والنفساء، ويقع بعد الفراغ من سائر المناسك، ليختم به الحاج رحلته الإيمانية التي استمرت أيامًا معدودة، لكن أثرها يمتد في قلبه وعقله لعمرٍ مديد.

وفي ظل هذه التوجيهات المتكررة من هيئة شؤون الحرمين، يجد الحاج نفسه مدعوًا ليس فقط إلى الالتزام بالتعليمات، بل إلى استحضار جوهر الحج وروحه، القائمة على التواضع، النظام، والتراحم بين المسلمين، فكما بدأ الحاج مناسكه بالتلبية والخشوع، يختمها بطواف يحمل في طياته السلام والسكينة.

وفي النهاية، يبقى طواف الوداع لحظة وداع للأمكنة والذكريات، لكنه في ذات الوقت، بداية لرحلة جديدة مع الإيمان، يغادر فيها الحاج مكة بجسدٍ منهك، لكن بروحٍ أشرقت بالطاعة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook