أيام قليلة تفصل الهلال عن مواجهة ريال مدريد: 3 صفقات كبرى في الانتظار وسوق الانتقالات يشتعل

في ظل العد التنازلي لانطلاق كأس العالم للأندية 2025، والتي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية هذا العام، تتجه الأنظار إلى المواجهة النارية التي ستجمع بين الهلال السعودي وريال مدريد الإسباني، ضمن الجولة الافتتاحية للبطولة المرتقبة، ومع تبقي عشرة أيام فقط على صافرة البداية، يجد الهلال نفسه أمام سباقٍ من نوع آخر، يتمثل في محاولة حسم ثلاث صفقات كبرى قبل إغلاق فترة التسجيل الاستثنائية للبطولة.
وبينما تنشغل جماهير الزعيم بالتحضيرات لمواجهة تاريخية، تشهد أروقة الإدارة الهلالية تحركات مكثفة لحسم ملفات تعاقدية وصفت بـ"المحورية"، قد ترسم ملامح تشكيلة الفريق في مشاركته العالمية المنتظرة، وتعزز من فرصه في مقارعة أبطال القارة العجوز.
إقرأ ايضاً:رقم قياسي في "منى".. الشبكة الكهربائية تصمد أمام أعلى حمل بتاريخها 379 رأسًا في الدقيقة!.. مشروع الأضاحي السعودي يبهر العالم
وتحمل الصفقات الثلاث التي تترقب الجماهير الهلالية حسمها، أسماء لامعة في سماء الكرة الأوروبية، مما يضفي على المفاوضات طابعًا خاصًا من الترقب والتكهنات:
1. ثيو هيرنانديز، الظهير الأيسر لنادي ميلان الإيطالي، وأحد أبرز الأسماء في مركزه على مستوى القارة الأوروبية، ويتميز اللاعب بسرعته الكبيرة، قدراته الهجومية، ومرونته التكتيكية، وهو ما يجعله خيارًا مثاليًا لتعزيز الجهة اليسرى في تشكيلة الهلال.
2. إيديرسون، لاعب وسط أتالانتا الإيطالي، الذي أثبت نفسه كأحد أبرز محركات خط الوسط في الدوري الإيطالي، وقدراته في قطع الكرات، والتمرير الدقيق، والربط بين الدفاع والهجوم، تجعله هدفًا استراتيجيًا للهلال الساعي إلى تعزيز هيكل خط وسطه في مواجهة خصم بحجم ريال مدريد.
3. فيكتور أوسيمين، مهاجم نابولي وهداف الفريق في الموسم الماضي، النجم النيجيري يتمتع بقدرات تهديفية كبيرة، إلى جانب قوته البدنية وسرعته، وقد يكون ورقة رابحة للهلال إذا ما تكللت الصفقة بالنجاح في اللحظات الأخيرة.
ومع بقاء 48 ساعة فقط على انتهاء المهلة الاستثنائية لتسجيل اللاعبين في قائمة كأس العالم للأندية، تسابق الإدارة الهلالية الزمن لتجاوز العقبات التفاوضية التي تعيق إتمام هذه الصفقات، وبحسب مصادر مقربة من النادي، فإن المفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة، لكن التوصل إلى اتفاق نهائي لا يزال رهينة بعض التفاصيل المالية، وشروط الأندية المالكة لعقود اللاعبين.
وتدرك إدارة الهلال أن حسم هذه الصفقات قبل غلق باب التسجيل لن يكون مجرد تعزيز نوعي للفريق، بل سيكون رسالة واضحة للمنافسين تؤكد جدية الزعيم في خوض غمار البطولة بطموح الوصول إلى منصة التتويج.
وتأتي مشاركة الهلال في النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية بعد حضوره اللافت في نسخة 2022، التي بلغ فيها النهائي أمام فلامنغو البرازيلي، مما جعل التوقعات هذا العام أعلى من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل تصاعد مستوى الفريق، والدعم الإداري والمالي غير المسبوق الذي يحظى به.
ويعوّل الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس على انسجام العناصر الحالية، إلى جانب إمكانية إضافة أسماء جديدة في حال نجاح الإدارة في إغلاق الصفقات المستهدفة، ويستعد الفريق حاليًا في معسكر مغلق، يتخلله برنامج تأهيلي خاص لرفع الجاهزية البدنية والفنية قبيل المواجهة التاريخية أمام ريال مدريد.
وسيكون لقاء الهلال بريال مدريد أحد أبرز لقاءات البطولة، إذ يجمع بطل آسيا بالنادي الأكثر تتويجًا بلقب دوري أبطال أوروبا، ولا شك أن المواجهة تحمل بُعدًا تنافسيًا ورياضيًا ضخمًا، لكنها في الوقت ذاته تمثل اختبارًا حقيقيًا لمستوى الكرة السعودية ومدى قدرتها على مجاراة كبريات الأندية العالمية.
وسبق للهلال أن خاض مواجهات قوية أمام أندية عالمية مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد في بطولات ودية ورسمية، لكن لقاء ريال مدريد يأتي في توقيت حساس يتطلب استعدادًا استثنائيًا، خاصة وأن الفريق الإسباني سيدخل اللقاء بكوكبة من نجوم الصف الأول.
وفي نفس الوقت، تعيش جماهير الهلال حالة من الترقب المشوب بالأمل، فالتفاعل الجماهيري عبر منصات التواصل الاجتماعي بلغ ذروته خلال الأيام الأخيرة، لا سيما بعد أن ربطت الجماهير مصير صفقات هيرنانديز وإيديرسون وأوسيمين بقدرة الفريق على مجابهة ريال مدريد، وبلوغ أبعد نقطة ممكنة في البطولة.
وتطالب الجماهير إدارة فهد بن نافل بسرعة التحرك لإنهاء التعاقدات، وتوفير كافة متطلبات الجهاز الفني، مشيدةً في الوقت نفسه بالخطوات النوعية التي اتخذها النادي في السنوات الأخيرة، والتي جعلت الهلال طرفًا دائمًا في أكبر المحافل الكروية.
ومع اقتراب العد التنازلي من نهايته، يجد الهلال نفسه في مفترق طرق: فإما أن ينجح في إبرام صفقات نوعية ترفع من فرصه في البطولة، أو يكتفي بالاعتماد على الأسماء الحالية التي أثبتت كفاءتها محليًا وقاريًا، وفي كلا الحالتين، فإن مباراة ريال مدريد ستكون بمثابة اختبار للهوية والطموح، وفرصة ذهبية لترسيخ اسم الهلال كأحد أعمدة كرة القدم الآسيوية والعالمية.