إنجازات غير مسبوقة في موسم الحج.. وزير الحج يعلن تحولات نوعية في الخدمات

في مشهد مهيب يعكس عمق التقاليد السعودية ورفعة مكانة المملكة الإسلامية، أقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفل الاستقبال السنوي في قصر منى الملكي، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – احتفاءً بضيوف المملكة من حجاج بيت الله الحرام، وكبار الشخصيات الإسلامية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج، وكان من بين أبرز الحضور فخامة الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، والرئيس المالديفي الدكتور محمد معز، ونائبة رئيس جمهورية بنين السيدة مريم شابي تالاتا، بالإضافة إلى الرئيس الصومالي الأسبق شريف شيخ أحمد، ما يعكس عمق علاقات المملكة بالعالم الإسلامي.
افتتح الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تبعتها كلمة لولي العهد حملت دلالات سامية ومعانٍ روحية عميقة، عبّر خلالها سموه عن تهانيه للحجاج والمسلمين بعيد الأضحى المبارك، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وأكد سموه أن المملكة ستواصل أداء هذا الشرف العظيم بكل تفانٍ ومسؤولية، واضعة راحة الحجاج وسلامتهم في صلب أولوياتها، وتطرّق في كلمته إلى معاناة الشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإنهاء العدوان الإسرائيلي ووقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وهو موقف يؤكد التزام المملكة الثابت بالقضايا العادلة للأمة.
إقرأ ايضاً:تقرير طبي يحدد موعد عودة آل سعد إلى تدريبات المنتخب السعوديخلال أيام التشريق: خطة متكاملة تنظم الإفاضة من منى إلى المسجد الحرام
وشكل الحفل منصة لاستعراض الإنجازات الكبيرة التي حققتها المملكة في موسم حج هذا العام، حيث ألقى وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة كلمة أوضح فيها حجم التحولات النوعية التي شهدتها منظومة الحج، بفضل الدعم المباشر من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، فقد جرى تنفيذ مشاريع ضخمة في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية والخدمات الصحية، تمخض عنها تحسينات غير مسبوقة، مثل زيادة السعة الكهربائية بنسبة 75%، وتشغيل آلاف الرحلات الجوية والقطارات والحافلات، وتوسيع القدرات الإسعافية بنسبة فاقت ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي.
كما أبرز الدكتور الربيعة افتتاح مستشفيات جديدة، وتدشين 71 نقطة تدخل صحي سريع في المشاعر، إلى جانب تحسين البنية التحتية من خلال تظليل 300 ألف متر مربع وزراعة 23 ألف شجرة، وكلها تهدف لتخفيف آثار الحرارة وتحسين راحة الحجاج، وفي الجانب الرقمي، جرى تطوير منصة "نسك" لتقدم أكثر من 130 خدمة إلكترونية، مما ساهم في تسهيل إجراءات الحجاج منذ التقديم وحتى عودتهم، بينما ساعدت منصة "نسك مسار" في توحيد التعاقدات والإجراءات الحكومية.
ولم تغب الأبعاد الدينية والروحية عن الحفل، حيث ألقى الأمين العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد بن أحمد حسين كلمة عبّر فيها عن أهمية الحج في ترسيخ وحدة الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن المملكة نجحت في تقديم نموذج حضاري يحتذى به في خدمة الإسلام والمسلمين، وأكد أن ما تقوم به السعودية من جهود دؤوبة لنصرة القضية الفلسطينية يبرهن على مكانتها المحورية ودورها القيادي المؤثر في العالم الإسلامي.
ومن جانبه، عبّر وزير الأوقاف السوري الشيخ محمد أبو الخير شكري عن تقديره العميق لجهود المملكة في تسهيل أداء الحجاج لمناسكهم، وأشاد بالتطورات المذهلة التي تشهدها البنية التحتية والخدمات التقنية، مشيرًا إلى أن ما تحقق في هذا الموسم هو ثمرة رؤية طموحة تُترجمها المملكة على أرض الواقع عبر تكامل القطاعات الحكومية والخاصة، وتطبيق أحدث تقنيات إدارة الحشود.
وأكد الشيخ شكري أن ما لمسَه الحجاج من رعاية واهتمام منذ وصولهم وحتى انتهاء المناسك يعكس التزام السعودية الثابت بخدمة الإسلام والمسلمين، دون تسييس للمواسم، وبما يضمن أمن وسلامة الحجاج جميعًا، كما نوّه بدور حملات التوعية مثل "لا حج بلا تصريح" في ترسيخ ثقافة النظام وضبط أداء الموسم بما يحقق الأهداف المرجوة منه دينيًا وتنظيميًا.
واختتم الحفل بجلسة تواصل مباشر بين سمو ولي العهد والضيوف، حيث تشرف الحضور بالسلام عليه، في مشهد يؤكد عمق التقدير الذي تحظى به المملكة وقيادتها من المسلمين حول العالم، وتناول الجميع طعام الغداء على مائدة كريمة أعدت خصيصًا لضيوف الرحمن، في تعبير حي عن كرم الضيافة السعودي الممتد من القيم الإسلامية الأصيلة.
شهد الحفل حضورًا لافتًا من أصحاب السمو الملكي الأمراء، والوزراء، وكبار الشخصيات من مختلف الدول، ما أضفى على المناسبة أبعادًا دبلوماسية وروحية تعكس مكانة المملكة كقبلة للمسلمين ومركز إشعاع حضاري وإنساني في العالم.