5 ملايين يورو تؤجل صفقة القرن: هل يفشل الهلال في ضم أوسيمين قبل مونديال الأندية؟

في تطور جديد ضمن سوق الانتقالات الصيفية، باتت صفقة انضمام النجم النيجيري فيكتور أوسيمين إلى صفوف نادي الهلال السعودي على المحك، بعد أن تعثرت المفاوضات في مراحلها الأخيرة بسبب خلاف مالي بسيط لكنه حاسم، يتمثل في فارق قدره 5 ملايين يورو فقط بين ما يقدمه الهلال وما يطلبه نادي نابولي الإيطالي.
وبينما يترقب عشاق "الزعيم" حسم واحدة من أضخم الصفقات في تاريخ النادي، يصطدم المفاوض الهلالي بتعنت الجانب الإيطالي الذي يتمسك بالحصول على القيمة الكاملة للشرط الجزائي في عقد المهاجم النيجيري، والبالغة 75 مليون يورو، في حين لم تتجاوز آخر عروض الهلال حاجز 70 مليون يورو.
إقرأ ايضاً:انتهاء مفاوضات الهلال مع ثيو هيرنانديز.. الصفقة تتعثر بشكل مفاجئ إليكم التفاصيل من الشاحنات إلى الأبواب...روبوتات أمازون تدخل الخدمة
ولا تربط الصفقة، التي وصفتها بعض وسائل الإعلام الإيطالية بـ"الدراما الصيفية"، فقط بالمبلغ المالي، بل أيضاً بعامل الوقت، إذ لم يتبق سوى أقل من 8 أيام على انطلاق بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي البطولة التي يشارك فيها الهلال ممثلاً عن قارة آسيا، ويبدأ مشواره فيها بمواجهة نارية أمام ريال مدريد الإسباني، بطل أوروبا.
ومن هنا، يحاول الهلال إنهاء تفاصيل التعاقد مع أوسيمين في أسرع وقت ممكن، ليس فقط لدعم صفوف الفريق بلاعب من الطراز العالمي، ولكن أيضاً لمنحه فرصة الاندماج السريع مع المجموعة قبل خوض غمار البطولة العالمية.
ويُعد فيكتور أوسيمين من أبرز المهاجمين في العالم خلال العامين الأخيرين، بعد أن لعب دوراً محورياً في تتويج نابولي بلقب الدوري الإيطالي للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاماً، خلال موسم 2022-2023، سجل اللاعب النيجيري أكثر من 26 هدفاً في "الكالتشيو" خلال ذلك الموسم، ماشي ما جعله محط أنظار كبار الأندية في أوروبا، قبل أن يدخل الهلال على خط المفاوضات بقوة هذا الصيف.
ويمتاز أوسيمين بقدراته البدنية الهائلة، وسرعته الفائقة، وحسه التهديفي العالي، وهي كلها مواصفات جعلته الخيار الأول لدى إدارة الهلال لدعم الخط الأمامي في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن الفريق يسعى لمجاراة كبار العالم في كأس العالم للأندية، وتقديم صورة مشرفة لكرة القدم السعودية.
ووفقاً لتقارير صحفية إيطالية وسعودية، فإن نادي نابولي يرفض فكرة التفاوض على مبلغ الشرط الجزائي، ويشترط الحصول على 75 مليون يورو كاملة للموافقة على بيع اللاعب، ورغم وصول المفاوضات إلى مراحل متقدمة، فإن العرض الهلالي توقف عند 70 مليون يورو، مما أوقف التقدم في الصفقة مؤقتاً.
ويعزو مراقبون هذا التمسك الإيطالي إلى رغبة نابولي في استثمار بيع أوسيمين بأقصى قيمة ممكنة، خصوصاً بعد أن خفّض اللاعب من مطالبه المالية لتسهيل انتقاله إلى الدوري السعودي، مما يفرض على النادي الإيطالي البحث عن أقصى عائد مادي من الصفقة.
وتشير مصادر مقربة من اللاعب إلى أن أوسيمين متحمس لخوض تجربة جديدة خارج أوروبا، بعد أن حقق معظم طموحاته في "السيري آ"، ويرى في الانتقال إلى الهلال فرصة ذهبية لخوض تحدٍّ جديد، وكتابة فصل مختلف من مسيرته الاحترافية في أحد أكبر الأندية الآسيوية.
كما أن العرض المالي الضخم الذي قدمه الهلال للاعب، والذي قُدرت قيمته السنوية بنحو 30 مليون يورو، جعل النجم النيجيري يبدي استعداداً للتنازل عن بعض مطالبه السابقة، من أجل الإسراع بإتمام الصفقة.
ومن جانبها، تجد إدارة الهلال نفسها في موقف دقيق؛ فهي تسعى بكل ما تملك من أدوات لحسم صفقة أوسيمين، التي قد تشكل الفارق الحقيقي في مشوار الفريق بمونديال الأندية، لكنها في الوقت ذاته تتعرض لضغوط مالية ولوجستية تتعلق بالوقت القصير المتبقي قبل البطولة، وعدم وضوح موقف اللاعب حتى الآن.
وبينما تبدو الصفقة "قريبة جداً"، إلا أن تلك الملايين الخمسة التي تفصل العرض عن المطالب، قد تكون كافية لتأجيل أو حتى إلغاء الصفقة في حال لم يحدث اختراق عاجل في المفاوضات خلال اليومين المقبلين.
ويتابع الشارع الرياضي السعودي، وجماهير الهلال خصوصاً، تطورات هذه الصفقة بشغف بالغ، في انتظار إعلان رسمي قد يغير من شكل الفريق تماماً قبل خوضه منافسات كأس العالم للأندية، كما أن نجاح الصفقة سيؤكد من جديد قدرة الأندية السعودية على استقطاب نجوم الصف الأول في أوروبا، كما حدث مع صفقات سابقة على غرار نيمار ومالكوم وكوليبالي.
ومع تسارع الزمن واقتراب البطولة، تزداد الضغوط على إدارة الهلال لإتمام الصفقة، وعلى اللاعب نفسه لاتخاذ القرار النهائي، بينما يظل نابولي متمسكاً بحساباته الدقيقة، بين مكاسب مالية كبيرة وخسارة مهاجم صعب التعويض.
ولا تزال صفقة فيكتور أوسيمين والهلال في انتظار الحسم، وسط سباق مع الزمن، وتشبث من نابولي، وحماس من اللاعب، وترقب من الجماهير، وإذا ما نجح الهلال في تذليل الفجوة المالية البسيطة، فقد نشهد إعلاناً مرتقباً قد يكون الضربة الكبرى في سوق الانتقالات الصيفية لهذا العام، وصفقة القرن التي ينتظرها كل عاشق للأزرق السعودي.