المسند يعلنها: "طلوع الثريا" يُشعل بداية مربعانية الصيف!

 عبدالله المسند
كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في  twitter

أعلن أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، الدكتور عبدالله المسند، دخول طالع الثريا، وهو أحد منازل القمر البارزة في التقويم النجمي العربي، مؤكدًا أن طلوع هذا النجم في الأفق الشرقي يُعد إيذانًا ببداية مربعانية الصيف في الجزيرة العربية، وهي المرحلة التي تبدأ معها درجات الحرارة في التصاعد التدريجي، وتنذر باقتراب الذروة الحرارية السنوية التي تشتهر بها مناطق واسعة من شبه الجزيرة.

وأشار المسند إلى أن طالع الثريا يمثل أولى مراحل ما يُعرف بأربعينية الصيف، وهي فترة فلكية تستمر قرابة أربعين يومًا، وتتوزع بين ثلاثة منازل نجمية متتالية، تبدأ بالثريا، ثم الدبران، وتنتهي بالهقعة.


إقرأ ايضاً:عبر الحافلات ورحلات قطار الحرمين: المدينة المنورة تستعد لاستقبال طلائع الحجاج 5 ملايين يورو تؤجل صفقة القرن: هل يفشل الهلال في ضم أوسيمين قبل مونديال الأندية؟

وتتميّز هذه الفترة بسمات مناخية محددة، من أبرزها الارتفاع المتدرج في درجات الحرارة، والهدوء النسبي في حركة الرياح، خاصة عند مقارنتها بالمراحل السابقة مثل موسم السرايات أو طالع الشولة، التي غالبًا ما تكون أكثر اضطرابًا مناخيًا.

وتُعد الثريا من أشهر التجمعات النجمية في السماء، حيث يمكن رؤيتها بالعين المجردة كعنقود مكوّن من سبعة نجوم لامعة، بينما يكشف التلسكوب عن مئات النجوم الأخرى التي تتجمّع في هذا الحيّز الكوني، ما يجعلها من الأجسام السماوية المثيرة للاهتمام علميًا وجماليًا.

وتُصنف الثريا ضمن كوكبة الثور الفلكية، وتعد مرجعًا مهمًا في التقويم الزراعي عند العرب قديمًا، حيث ارتبط ظهورها بمواعيد الزراعة والحصاد، وكذلك بأنماط الطقس المختلفة.

وأوضح المسند أن ظهور الثريا يستمر لمدة 13 يومًا تقريبًا، وهي المدة المعتادة لبقاء كل طالع من منازل القمر في السماء، مشيرًا إلى أن هذه الحسابات المستندة إلى الرؤية الفلكية التقليدية لا تزال تلعب دورًا توجيهيًا في فهم أنماط الطقس الموسمية، حتى مع تقدم أدوات التنبؤ الحديثة.

وأضاف أن مربعانية الصيف تمثل مرحلة انتقالية مهمة بين الاعتدال النسبي وذروة الحرارة، حيث تبدأ فيها درجات الحرارة بالارتفاع بشكل محسوس، وتتهيأ الأجواء لما يُعرف بجمرات القيظ الكبرى في شهري يوليو وأغسطس، وتتميز هذه الفترة أيضًا بسمات مناخية متوقعة، من ضمنها قلة التقلبات الجوية المفاجئة، وشبه استقرار في الأجواء، مع بداية سكون الرياح وهدوء الغبار مقارنة بمواسم الربيع.

واعتبر المسند أن المتابعة الدقيقة لمنازل القمر وتطوراتها تساعد في رسم خريطة موسمية للطقس، مشيرًا إلى أن المجتمع العربي القديم كان يعتمد على هذه المعارف في تنظيم حياته اليومية والعملية، من الزراعة إلى السفر وحتى اتخاذ الاحتياطات المناخية، في وقت لم تكن فيه التكنولوجيا الحديثة متاحة.

وأكد في ختام تصريحه أن طلوع الثريا لا يعني فقط بداية مربعانية الصيف من منظور فلكي، بل يشير أيضًا إلى تغيّر فعلي في الإحساس العام بالحرارة، داعيًا إلى الاستعداد التدريجي لموسم أكثر حرارة واستقرارًا في الأجواء، مع استمرار مراقبة المؤشرات المناخية القادمة خلال الأسابيع التالية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook