خدمة فريدة للحجاج.. خزائن ذكية تحفظ الأمتعة وتنشر الطمأنينة

في إطار سعيها الدائم لتقديم خدمات نوعية تُيسّر أداء العبادات وتُعزز من تجربة الزائرين، كشفت الهيئة العامة لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن منظومة متكاملة لحفظ الأمتعة داخل المسجد الحرام تعمل على مدار الساعة، وتوفر للزوار بيئة روحية خالية من أي أعباء مادية أو لوجستية قد تشغلهم عن تأدية مناسكهم وعباداتهم، هذه الخدمة، التي تتميز بتقنيات ذكية وأنظمة أمان متطورة، تمثل نقلة نوعية في مجال التسهيلات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام، وتُعبر عن رؤية المملكة الطموحة في جعل تجربة الحج والعمرة أكثر راحة وجودة.
وبحسب ما أوضحته الهيئة عبر منصة "إكس"، فإن مراكز حفظ الأمتعة تمكّن الزائرين من إيداع أمتعتهم في نقاط مخصصة عند الأبواب الرئيسية للمسجد الحرام أو في المراكز المعتمدة، ليواصلوا أداء عباداتهم دون عناء حمل الأمتعة أو القلق بشأن سلامتها، ويشمل النظام المتكامل لهذه الخدمة تجهيز الأرفف والمستودعات بأحدث أدوات التخزين الآمن، إلى جانب اعتماد أنظمة مراقبة دقيقة تعمل على مدار الساعة لضمان أعلى درجات الأمان.
إقرأ ايضاً:5 ملايين يورو تؤجل صفقة القرن: هل يفشل الهلال في ضم أوسيمين قبل مونديال الأندية؟الهلال يضغط على إنزاجي ويطلب المستحيل: طلبات جماهيرية تفوق المتوقع والتحديات تتصاعد
وتبدأ تجربة الزائر مع هذه الخدمة منذ لحظة تسليمه لأمتعته، حيث يتم تفتيشها وتسجيلها بدقة، ثم إصدار سوار خاص يحمل معلومات الزائر والبيانات المتعلقة بالأمتعة، في خطوة تضمن توثيقًا كاملاً وشفافية في التعامل، وعند استلام الأمتعة، يتم مسح الرمز التعريفي الإلكتروني المخصص لكل قطعة، وتتم مطابقة البيانات بدقة عالية قبل التسليم، ما يعزز من كفاءة الخدمة ويمنع حدوث أي التباس أو خطأ.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية لهذه الخدمة، أوضحت الهيئة أن هناك أربعة مراكز رئيسية لحفظ الأمتعة موزعة بشكل استراتيجي، إضافة إلى سبع نقاط استلام منتشرة بالقرب من الأبواب الرئيسية للمسجد الحرام، وتعمل جميعها على مدار 24 ساعة خلال موسم الحج، وقد تم اختيار مواقع هذه المراكز بعناية لتكون قريبة من محاور الحركة الرئيسة داخل ساحات الحرم، بما يضمن سهولة الوصول إليها دون إعاقة حركة الحجيج أو تعريضهم لأي تأخير.
وتتوزع هذه المراكز في مواقع محورية، منها الساحة الغربية خلف دورات المياه رقم 6، وشارع أجياد بجوار دورات المياه رقم 1، ومركز العناية بالضيوف في الساحة الغربية، بالإضافة إلى نقطة تقع بجوار مكتبة مكة المكرمة في الساحة الشرقية، ويُعد هذا الانتشار الجغرافي مدروسًا لتغطية أكبر عدد ممكن من القاصدين، وتخفيف الضغط على أي نقطة بعينها، بما يضمن انسيابية عالية في الخدمة واستجابة فورية لاحتياجات الزوار.
وتُبرز هذه المبادرة جانبًا من الجهود التكاملية التي تقوم بها رئاسة شؤون الحرمين لتقديم تجربة دينية وروحية متكاملة، لا تقتصر على الجوانب التعبدية فقط، بل تمتد لتشمل الجوانب الخدمية والإنسانية التي تُسهِم في التيسير على الزوار وتمكينهم من أداء مناسكهم براحة واطمئنان، وهي ترجمة حقيقية لتوجيهات القيادة السعودية الرشيدة التي تولي خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن أولوية قصوى، وتسعى إلى تسخير كل الإمكانات التقنية والبشرية في سبيل ذلك.
ويُعَد نظام حفظ الأمتعة داخل الحرم من الحلول الذكية التي تواكب تطور الخدمات اللوجستية في الأماكن المقدسة، حيث تم تصميمه ليواكب التزايد السنوي في أعداد الزوار، ويضمن جودة الأداء وسرعة الإنجاز في آنٍ واحد، ومع وجود مراقبة أمنية محكمة، وتكامل في مراحل التوثيق والتسليم، يشعر الزائر بثقة وراحة تامة، مما يُعزز من تركيزه على الشعائر ويمنحه مزيدًا من الطمأنينة خلال وجوده في الحرم.
إن خدمة حفظ الأمتعة في المسجد الحرام ليست مجرد خدمة لوجستية، بل هي أحد أوجه الاهتمام الشامل الذي تبديه المملكة تجاه ضيوف الرحمن، وهي تجسيد حي لرؤية السعودية 2030 التي تضع جودة الحياة في صلب استراتيجيتها، وخاصة حين يتعلق الأمر بخدمة الزائرين في أطهر بقاع الأرض.