مركبة آي سبيس تسقط على القمر: أين أخفقت التكنولوجيا؟

الفضاء
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

في لحظة ترقّب عالمية، أعلنت شركة "آي سبيس" اليابانية الخاصة فشل محاولتها الثانية للهبوط على سطح القمر، مما وجّه ضربة جديدة لطموحات الفضاء التجارية في اليابان، المهمة، التي كان يُنتظر أن تُسجّل إنجازاً تقنياً غير مسبوق للشركات الخاصة خارج المظلة الحكومية، انتهت بصمت موجع بعد انقطاع الاتصال بالمركبة الفضائية قبل لحظات فقط من موعد الهبوط المرتقب.

المركبة، التي كانت تُنفّذ عملية نزول دقيقة من المدار القمري، قطعت شوطاً كبيراً في مناورة الهبوط المعقدة، وبحسب ما أعلنته الشركة، فإن الاتصال انقطع مع المركبة قبل أقل من دقيقتين من لحظة الهبوط، رغم أن كل البيانات السابقة كانت تُشير إلى أداء مستقر ومنضبط في المسار المبرمج.


إقرأ ايضاً:بأيادي سعودية كسوة الكعبة الجديدة تُصنع وتُسلم استعدادا لاستبدالهاالداخلية تحث الحجاج على الالتزام بالمسارات المحددة والتقيد بجداول التفويج

الرئيس التنفيذي لشركة "آي سبيس"، تاكيشي هاكامادا، خرج ليؤكّد فشل المهمة بنفسه، مُبدياً أسفه العميق لكل الشركاء والداعمين الذين كانوا يعوّلون على هذا الإنجاز، وقال هاكامادا إن الشركة ستُجري تحقيقاً شاملاً في أسباب فشل المهمة، مع التعهّد بنشر تقرير كامل وشفاف عن الواقعة، مؤكداً أن "استعادة الثقة تتطلب أولاً الاعتراف بالأخطاء وتحليلها بجدية.

من جانبها، أوضحت الشركة أن المركبة الفضائية بدأت عملية الهبوط من ارتفاع يقارب 100 كيلومتر، وانخفضت تدريجياً إلى نحو 20 كيلومتراً، حيث أطلقت محركها الرئيسي لتقليل السرعة، لكن يبدو أن قوة الدفع لم تكن كافية لإبطاء المركبة بالقدر المطلوب، ما تسبب في هبوط عنيف، يُرجّح أنه أدى إلى تحطم المركبة.

تُعَدّ هذه المحاولة الثانية الفاشلة للشركة في الوصول إلى سطح القمر، فقد سبق وأن تحطمت أول مركبة أطلقتها في عام 2023 خلال محاولة مماثلة، وبعد تلك التجربة، أطلقت "آي سبيس" على مركبتها التالية اسم "ريزيليانس" (المرونة) في رسالة واضحة عن عزمها على تخطي الإخفاق، إلا أن النتيجة لم تختلف كثيراً هذه المرة.

كانت المركبة تحمل على متنها عربة استكشاف صغيرة مجهّزة بمجرفة مُصمّمة لجمع عينات من تربة القمر، إضافة إلى قطعة فنية على شكل منزل أحمر صغير، بحجم لعبة أطفال، أنجزها فنان سويدي، وكان من المقرر وضعها على سطح القمر كرمز ثقافي، هذه الحمولة المتنوعة كانت تجسّد الطموح الياباني لدمج العلم بالفن في مغامرات الفضاء.

الخبر شكّل خيبة أمل لمتابعي البرنامج الفضائي الياباني، خاصة مع التحديات التقنية التي ترافق الهبوط على سطح القمر، فقد باتت تضاريس القمر الوعرة والمليئة بالحفر تمثّل اختباراً قاسياً لأي تقنية هبوط، سواء كانت حكومية أو تجارية، ما يجعل كل محاولة غير مضمونة النجاح.

وبرغم الفشل، يبقى دخول الشركات الخاصة في مجال الهبوط القمري تطوراً لافتاً في سباق الفضاء الحديث، حيث تسعى شركات من مختلف الدول إلى إثبات قدراتها التقنية والاستفادة من الموارد المحتملة للقمر، في ظل توجه عالمي نحو الخصخصة والتعاون بين القطاعين العام والخاص في استكشاف الفضاء.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook