الإنترنت يصل إلى السماء...ستارلينك تدخل رسميًا سوق الهند

إيلون ماسك
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

حصلت شركة "ستارلينك" التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، على الضوء الأخضر من السلطات الهندية للانطلاق رسميًا داخل ثاني أكبر سوق للإنترنت في العالم، القرار الذي جاء بعد سنوات من الانتظار والمفاوضات الطويلة، يمثل لحظة فارقة ليس فقط للشركة الأميركية، بل أيضًا لقطاع الاتصالات في الهند، الذي يواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى المناطق الريفية والنائية التي لا تصلها البنية التحتية التقليدية للإنترنت.

الموافقة، التي لم يُعلن عنها رسميًا بعد، جاءت بحسب مصدر حكومي تحدث للصحفيين في نيودلهي، مؤكداً أن وزارة الاتصالات الهندية منحت الترخيص لشركة "ستارلينك" لإجراء التجارب المبدئية داخل البلاد، ومع أن موعد بدء تقديم الخدمة للمستخدمين لم يُحدّد بعد، فإن مجرد الحصول على التصريح يمثّل اختراقًا مهمًا في سوق حيوية تضم أكثر من 900 مليون مستخدم للإنترنت.


إقرأ ايضاً:من الحظر إلى الحماية: كيف تغيّر موقف ترمب من تيك توك؟مراوح وتكييف وأنفاق.. هكذا استعدت منشأة الجمرات لاستقبال الحجاج

يُعد هذا الترخيص نقطة تحوّل في مسيرة "ستارلينك"، التي أطلقتها شركة "سبيس إكس" عام 2019 لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، والتي نجحت حتى اليوم في جذب ما يزيد عن 5 ملايين مستخدم في أكثر من 100 دولة، ولكن رغم هذا الانتشار الواسع، ظلت الهند خارج نطاق تغطيتها بسبب القيود التنظيمية الصارمة، ما جعل دخولها اليوم بمثابة "فتح تقني" في منطقة تعتمد تقليديًا على الأبراج الأرضية وكابلات الألياف البصرية.

ويبدو أن هذا التوسع الجديد يندرج ضمن خطة أوسع لماسك، الذي يسعى منذ سنوات لإيجاد موطئ قدم لشركاته داخل السوق الهندي، فبالتوازي مع "ستارلينك"، تجري "تسلا" تحركات مماثلة من خلال شحن سياراتها الكهربائية إلى الهند، وتوظيف كوادر محلية، وافتتاح صالات عرض في عدد من المدن الكبرى، سعيًا للاستفادة من مكانة البلاد كأحد أكبر أسواق السيارات في العالم.

وقد كثفت "ستارلينك" جهودها مؤخرًا لتأمين وجود فعلي في السوق الهندية، إذ أبرمت اتفاقيات مفاجئة في مارس الماضي مع شركتين من عمالقة الاتصالات في البلاد، هما "ريلاينس جيو إنفو كوم" المملوكة لرجل الأعمال موكيش أمباني، و"بهارتي آيرتل"، وذلك بهدف تيسير عملية الإطلاق والبنية التحتية المطلوبة لتقديم الخدمة للمستخدمين.

ووفقًا للمصدر ذاته، فإن الخطوة التالية تتمثل في حصول الشركة على الطيف الترددي اللازم لتشغيل التجارب الأولية، وهي عملية تستغرق عادة ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وستستمر هذه التجارب لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر، قبل أن تبدأ الشركة التشغيل التجاري الكامل لخدماتها.

أهمية دخول "ستارلينك" إلى الهند لا تقتصر على الجوانب التجارية، بل تشمل أيضًا البعد الإنساني والتنموي، حيث تمثل هذه التقنية حلاً واعدًا للمناطق التي يصعب ربطها بشبكات الألياف، أو تلك التي تتعرض لكوارث طبيعية تعطل البنية التحتية التقليدية، فالإنترنت الفضائي لا يحتاج إلى تمديدات أرضية، مما يتيح وصولًا أسرع وأكثر مرونة في ظروف معقدة أو طارئة.

في الوقت ذاته، تتزامن هذه الخطوة مع اشتداد التوتر بين ماسك والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي بلغ ذروته مؤخرًا بتبادل علني للتهديدات والاتهامات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، فإن نشاط ماسك في السوق الهندية يشير إلى رغبته في تنويع حضوره الدولي بعيدًا عن ضغوطات السياسة الأميركية.

ومع اتساع خارطة خدمات "ستارلينك" وتغطيتها حاليًا لجميع قارات العالم، فإن دخولها إلى الهند سيكون بمثابة حلقة مفقودة تكتمل بها رؤيتها العالمية، ويزيد من حدة المنافسة في قطاع يشهد تحولات كبرى، سواء على مستوى التقنية أو طبيعة الوصول إلى المستخدمين.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook