أكثر من 10 ملايين مسافر وحاج: مطارات السعودية تُعلن أرقاما قياسية لموسم الحج

في إنجاز لوجستي يُبرز القدرات التنظيمية المتطورة للمملكة العربية السعودية، أعلنت مطارات القابضة عن أرقام قياسية لحركة السفر خلال موسم الحج لهذا العام، حيث تجاوز عدد المسافرين والحجاج حاجز 10 ملايين مسافر، وذلك عبر أكثر من 65 ألف رحلة جوية، منذ الأول من شهر ذي القعدة وحتى التاسع من شهر ذي الحجة، هذه الأرقام تُجسد حجم العمليات التشغيلية الضخمة التي تُنفذها المطارات السعودية لاستقبال ضيوف الرحمن، وتُؤكد على الدور المحوري للمملكة في خدمة ضيوف الرحمن من شتى بقاع الأرض.
هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا خطة تشغيلية متكاملة، شارك فيها أكثر من 18 ألف موظف وموظفة، موزعين على مطارات المملكة الرئيسية التي تُشكل بوابات لاستقبال الحجاج، وتشمل هذه المطارات: مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، الذي يُعد البوابة الجوية الأهم للحجاج، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، ومطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز في ينبع، والطائف الدولي، بالإضافة إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، والملك فهد الدولي بالدمام، كما خصصت المطارات 11 صالة سفر بالكامل لاستقبال الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، مما يُسهم في تسهيل إجراءات الوصول وتقليل الازدحام.
إقرأ ايضاً:خدمة فريدة للحجاج.. خزائن ذكية تحفظ الأمتعة وتنشر الطمأنينةالمسند يعلنها: "طلوع الثريا" يُشعل بداية مربعانية الصيف!
ومع نهاية مرحلة وصول الحجاج التي تمت بنجاح باهر، بدأت المطارات السعودية فوراً في تنفيذ خطة تشغيلية خاصة بمرحلة مغادرة الحجاج، والتي تُعد لا تقل أهمية عن مرحلة الوصول، وتنطلق هذه الخطة في 14 من ذي الحجة وتستمر حتى 15 من محرم 1447هـ، مما يُشير إلى فترة زمنية طويلة ومُكثفة تتطلب جهوداً مضاعفة، وتشمل هذه الخطة تكثيف الجهود التشغيلية في جميع النقاط الحيوية بالمطارات لضمان مغادرة آمنة وسلسة للحجاج، وفق الجداول الزمنية المعدة مسبقاً، هذا التخطيط الدقيق يُجنب الحجاج أي تأخير أو صعوبات في رحلة عودتهم إلى أوطانهم.
وتعمل مطارات القابضة، بالتعاون الوثيق مع جميع الجهات ذات العلاقة، مثل وزارة الحج والعمرة، والجوازات، والخطوط الجوية، على توعية الحجاج بالتعليمات المتعلقة بمرحلة المغادرة، وتشمل هذه التعليمات ضوابط الأمتعة المسموح بها والمواد المحظور اصطحابها، وضوابط عبوات ماء زمزم التي تُعد هدية ثمينة للحجاج، بالإضافة إلى أهمية التصاريح اللازمة وإجراءات الفسح، وذلك لضمان مغادرة آمنة ومنظمة للحجاج سواء من داخل المطار بشكل فردي أو من خلال الحملات المنظمة التي تُقدم خدمات متكاملة لهم، هذه التوعية المُبكرة تُسهم في تجنب أي مشاكل قد تُعيق عملية المغادرة.
وفي إطار حرصها على تحسين تجربة الحجاج، تجاوز عدد المستفيدين من خدمة "مسافر بلا حقيبة" 303 آلاف حاج، وهي خدمة تُمكن الحجاج من شحن أمتعتهم مسبقاً، مما يُخفف عنهم عبء حمل الحقائب في المطارات وخلال أداء المناسك، كما استفاد أكثر من 722 حاجاً من خدمة شحن عبوات ماء زمزم، هذه الخدمات تُسهم بشكل مباشر في تحسين تجربة السفر ورفع كفاءة الإجراءات التشغيلية، وتُعكس التزام المملكة بتقديم أفضل سبل الراحة للحجاج، وتُظهر تطور الخدمات اللوجستية في المطارات السعودية.
يُذكر أن مطارات القابضة تُشرف على تشغيل 27 مطاراً في مختلف مناطق المملكة، تشمل المطارات الدولية والداخلية، وتُسهم بشكل فعال في تطوير المطارات السعودية، والارتقاء بمستوى خدماتها لتُضاهي أفضل المطارات العالمية، كما تُدعم التنمية المستدامة لقطاع الطيران في المملكة، لمواكبة النمو الكبير الذي يشهده هذا القطاع الحيوي، وتُسهم في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، المنبثقة من مستهدفات رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى جعل المملكة مركزاً لوجستياً عالمياً، ووجهة سياحية رائدة، ومحوراً جاذباً للاستثمارات.
إن هذه الأرقام والإنجازات لا تُعبر فقط عن كفاءة تشغيلية عالية، بل تُبرهن على التزام المملكة الثابت بخدمة ضيوف الرحمن، وتُظهر القدرة على إدارة أكبر التجمعات البشرية بكفاءة واحترافية، وتُؤكد على أن المملكة تضع راحة وسلامة الحجاج في مقدمة أولوياتها، مستفيدة من التقدم التكنولوجي والخبرات المتراكمة لتحقيق أعلى معايير الجودة في كل مرحلة من مراحل رحلة الحج.