في عملية رقابية دقيقة: أمانة الطائف تضبط 30 ذبيحة فاسدة منقولة من مسالخ المشاعر

في تحرك ميداني حاسم يبرز حجم الجهود الرقابية المبذولة لحماية صحة المستهلك، تمكنت أمانة محافظة الطائف، ممثلة في بلدية غرب الطائف الفرعية، وبالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة، من ضبط أكثر من 30 ذبيحة فاسدة كانت تُنقل بطرق مخالفة من مسلخ المشاعر المقدسة باتجاه مدينة الطائف، في ظروف غير صحية تهدد سلامة المستهلكين.
وتأتي هذه العملية ضمن جهود مكثفة تتبناها الأمانة في إطار مبادرة "راصد+"، التي تم إطلاقها قبل أيام تزامنًا مع البرنامج الصحي الموسمي الذي تنفذه الأمانة خلال فترة موسم الحج، أحد أكثر المواسم تحديًا من الناحية الرقابية والغذائية.
إقرأ ايضاً:جوجل تضع علامة مائية مرئية على فيديوهات الذكاء الاصطناعي "Veo 3" لمكافحة التضليلوكيل إيبانيز يحسم الجدل: اللاعب باقٍ في الأهلي ولن يعود إلى روما
وبحسب ما أفادت به الأمانة، فإن الذبائح التي تم ضبطها كانت تُنقل في سيارات خاصة غير مجهزة لنقل اللحوم، وداخل بيئة حفظ غير آمنة، ما أدى إلى فسادها وتلفها الكامل، لتصبح غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وقد تم التحفظ الفوري على هذه اللحوم من قبل رئيس بلدية غرب الطائف، في إجراء احترازي يهدف إلى منع تسرب هذه اللحوم إلى الأسواق المحلية.
وأوضحت مصادر ميدانية أن عملية الضبط جاءت بناءً على مراقبة مستمرة لحركة المركبات القادمة من مكة المكرمة، خاصة تلك التي تمر عبر الطرق الحيوية مثل طريق السيل الكبير وطريق الكر – الهدا، وهما من أبرز المسارات التي تربط بين العاصمة المقدسة ومحافظة الطائف.
وتُعد مبادرة "راصد+" أحد أبرز المشاريع الرقابية التي تنفذها أمانة الطائف، وتهدف إلى تعزيز مستويات الرقابة على اللحوم والمنتجات الحيوانية القادمة من المشاعر المقدسة، لا سيما في فترات الذروة التي تشهد تدفقًا عاليًا للذبائح بعد موسم النحر.
وتغطي المبادرة عدة منافذ رئيسية، من أبرزها: طريق السيل الكبير – مكة المكرمة، طريق الكر – الهدا، المنافذ البرية المؤدية للطائف من مكة.
وتعتمد المبادرة على فرق رقابية متخصصة مدعومة بتقنيات حديثة لرصد المخالفات، ومتابعة سلسلة الإمداد الغذائي من المصدر حتى الوصول إلى المستهلك، إضافة إلى التعاون الوثيق مع الجهات الأمنية لضبط المخالفات بشكل فوري.
وأكدت أمانة الطائف في بيانها الرسمي أنها لن تتهاون في تطبيق العقوبات النظامية الصارمة بحق كل من تثبت مخالفته، أو تورطه في تهريب أو توزيع لحوم غير صالحة للاستهلاك، وأضافت أن هناك تعليمات واضحة للفرق الرقابية المنتشرة على مداخل المدينة بتكثيف الفحص والتفتيش لجميع المركبات القادمة، خاصة في الأيام التي تلي عيد الأضحى المبارك.
كما دعت الأمانة المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ عن أي ممارسات مشبوهة تتعلق بتداول اللحوم أو المنتجات الغذائية، مشددة على أن حماية الصحة العامة تمثل أولوية قصوى لا تقبل التهاون.
وبموازاة الحملات الميدانية على المنافذ، تعمل الإدارات الإشرافية والبلديات الفرعية على تكثيف الرقابة داخل المدينة، خصوصًا على المطابخ، المطاعم، والملاحم، لضمان أن جميع اللحوم المعروضة للبيع أو المستخدمة في إعداد الوجبات تحمل مصادر موثوقة ومعروفة، وأنها تمر بسلسلة تبريد مناسبة.
وتستهدف هذه الحملات أيضًا ضبط اللحوم مجهولة المصدر، التي لا تحمل شهادات صحية معتمدة أو لم تمر عبر المسالخ الرسمية، حيث يتم مصادرتها فورًا وتطبيق لائحة الجزاءات البلدية على المخالفين، بما يشمل الغرامات والإغلاق المؤقت أو الدائم بحسب جسامة المخالفة.
ويمثل موسم الحج أحد أكبر التحديات الموسمية للأجهزة الرقابية، نظرًا للزيادة الكبيرة في معدلات الذبح، سواء داخل المشاعر المقدسة أو في المدن القريبة مثل الطائف، وتتضاعف هذه التحديات مع محاولات بعض المخالفين استغلال الموسم لتهريب لحوم الأضاحي وبيعها دون المرور بالقنوات الرسمية أو الالتزام بالضوابط الصحية.
ولهذا، تؤكد أمانة الطائف أن حملاتها لن تقتصر على أيام محددة، بل ستستمر طيلة موسم الحج وما بعده، لضمان تنظيف الأسواق من أي لحوم فاسدة أو مجهولة المصدر، والحفاظ على سلامة الغذاء المتداول.
وتعكس هذه العملية الرقابية الناجحة مدى جاهزية وكفاءة فرق أمانة الطائف في التعامل مع التحديات الصحية الموسمية، وتؤكد أن حماية المستهلك تظل على رأس أولويات الجهات البلدية.
وفي الوقت ذاته، تُعد دعوة واضحة لجميع التجار وموزعي اللحوم بضرورة الالتزام التام بالأنظمة والتعليمات الصحية، وتجنب أي ممارسات غير نظامية قد تضر بسلامة المستهلكين أو تعرّضهم للخطر.