في موسم الحج.. السعودية تطلق أول عيادة طبية متنقلة لعلاج السكتات الدماغية

مستشفى الملك فيصل التخصصي
كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في  twitter

في خطوة نوعية تهدف إلى الارتقاء بجودة الرعاية الصحية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، أبرم تجمع مكة المكرمة الصحي اتفاقية شراكة مجتمعية مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، لتوفير عيادة متنقلة متخصصة في علاج الجلطات الدماغية خلال موسم حج هذا العام 1446هـ، وتهدف هذه المبادرة الاستراتيجية إلى تقديم خدمات طبية طارئة ذات كفاءة عالية، تُسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل المضاعفات الصحية المرتبطة بالسكتات الدماغية، التي تُعد من أبرز الحالات الطبية الطارئة خلال موسم الحج.

الاتفاقية الجديدة تأتي في إطار تكامل الجهود بين الجهات الصحية الوطنية، وتوحيد الإمكانات والخبرات لتوفير خدمات تشخيص وعلاج فوري للحجاج في المواقع الحيوية، لا سيما المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، وتُعد العيادة المتنقلة للجلطات الدماغية واحدة من أكثر المبادرات تطورًا من الناحية التقنية والطبية، حيث تم تجهيزها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، كما يديرها فريق طبي متخصص من الاستشاريين والفنيين المؤهلين في طب الأعصاب والطوارئ.


إقرأ ايضاً:وكيل إيبانيز يحسم الجدل: اللاعب باقٍ في الأهلي ولن يعود إلى رومارجال الدفاع المدني في جسر الجمرات.. يقظة مستمرة لخدمة الحجاج

وأكد تجمع مكة المكرمة الصحي أن هذه الاتفاقية تمثل امتدادًا لاستراتيجيات وزارة الصحة الرامية إلى تعزيز جودة الخدمات الصحية في مواسم الذروة، بما يواكب رؤية المملكة 2030 في تمكين الرعاية الصحية التخصصية، وتقديمها بطرق مبتكرة وسريعة في الأماكن التي تشهد كثافة بشرية عالية، وتأتي أهمية العيادة المتنقلة للجلطات الدماغية في كونها تستهدف حالات يصعب التنبؤ بها، وتتطلب استجابة فورية ودقيقة، لتقليل مخاطر الإعاقة أو الوفاة المرتبطة بها.

وتعتمد آلية عمل العيادة على مبدأ “الساعة الذهبية”، وهي الفترة الزمنية الحرجة التي تعقب الإصابة بالجلطة الدماغية مباشرة، والتي يكون فيها التدخل الطبي السريع حاسمًا لإنقاذ حياة المريض، وتم تصميم هذه العيادة بحيث تتحرك بسرعة إلى موقع الحالة المبلغ عنها، وتبدأ في تقديم الرعاية المتخصصة خلال دقائق، بدءًا من التشخيص باستخدام التصوير الشعاعي الفوري، وحتى إعطاء العلاجات اللازمة داخل المركبة دون الحاجة إلى نقل المصاب لمرفق صحي بعيد.

وأوضح مسؤولو تجمع مكة أن وجود العيادة في مواقع قريبة من الحجاج، خاصة في المنطقة المركزية ومشعر منى وعرفات، سيُحدث فارقًا كبيرًا في سرعة الاستجابة وإنقاذ الحالات، مؤكدين أن هذه الخدمة تأتي استكمالًا لحزمة واسعة من الخدمات الوقائية والعلاجية التي يتم نشرها ميدانيًا خلال موسم الحج، لتقديم أعلى معايير السلامة والرعاية لضيوف الرحمن.

وفي السياق ذاته، أثنى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث على هذه الشراكة، مشيرًا إلى أن التعاون مع تجمع مكة يأتي انسجامًا مع الدور الوطني الذي يؤديه المستشفى في دعم الجهود الطبية التخصصية في المملكة، مؤكدًا أن الفريق المشارك في هذه المبادرة تم اختياره بعناية، ويضم نخبة من الكفاءات الطبية ذات الخبرة الطويلة في التعامل مع الحالات الحرجة.

ويُتوقع أن تُسهم هذه العيادة المتنقلة في خفض نسب الإعاقة الناتجة عن الجلطات الدماغية بين الحجاج، لا سيما كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، حيث تشير الإحصائيات الطبية إلى أن الجلطات تُعد من أكثر الحالات الطارئة شيوعًا خلال موسم الحج، بفعل الإجهاد الجسدي والظروف المناخية وكثرة الحركة، مما يجعل وجود مثل هذه الخدمة ضرورة ملحة.

ومن المقرر أن تبدأ العيادة المتنقلة مهامها مع انطلاق الموسم بشكل فعلي، وسط تنسيق تام مع بقية الفرق الطبية الميدانية والمراكز الصحية المنتشرة في المشاعر، لضمان تكامل الأدوار وسرعة إحالة الحالات التي تحتاج إلى تدخلات أكثر تقدمًا.

وتعكس هذه المبادرة التزام المملكة المستمر بتطوير البنية التحتية الصحية في المشاعر المقدسة، وتوظيف التقنية الحديثة والابتكار في تقديم الخدمات، بما يُترجم شعار "خدمة ضيوف الرحمن شرف لنا" إلى واقع ملموس، ويؤكد ريادة السعودية في إدارة التجمعات البشرية الكبرى بكفاءة واحترافية نادرة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook