رجال الدفاع المدني في جسر الجمرات.. يقظة مستمرة لخدمة الحجاج

تواصل قوات الدفاع المدني بالحج جهودها الميدانية المكثفة في جميع أرجاء منشأة جسر الجمرات والساحات المحيطة به، في صورة متكاملة تعكس الاستعدادات العالية والمهنية الدقيقة في تقديم الخدمات الإنسانية لضيوف الرحمن، ومع تدفق الحجاج لأداء شعيرة رمي الجمرات، تبرز هذه الجهود كعامل حيوي وأساسي في ضمان الأمن والسلامة والانسيابية داخل واحدة من أهم النقاط المركزية في موسم الحج.
وانتشرت فرق الدفاع المدني ووحداته في كافة أدوار جسر الجمرات، حيث تتمركز هذه الفرق في مواقع استراتيجية مدروسة تشمل المداخل الرئيسية للمرافق، والممرات الحيوية، والمناطق التي تشهد كثافات بشرية متزايدة، في ظل تدفق الحجاج وفق الجداول الزمنية المحددة، وتضم هذه الفرق عناصر بشرية مدربة بأعلى مستويات الجاهزية، إلى جانب تجهيزات فنية وآلية متطورة، وتقنيات حماية ميدانية متقدمة، ما يسهم في سرعة الاستجابة لأي طارئ، وتحقيق أعلى درجات الأمان.
إقرأ ايضاً:دراسة تحذّر: مقاطع الفيديو قبل النوم ترفع ضغط الدم بشكل مقلق لدى الشبابالهلال يصعد عرضه لأوسيمين: 110 ملايين يورو لحسم الصفقة
وتعمل هذه الوحدات ضمن منظومة متكاملة مع قوات أمن الحج وباقي الجهات المعنية، لتوفير بيئة آمنة للحجاج، والتعامل السريع مع أي حالة طارئة صحية أو إنسانية أو أمنية، مع مراعاة تطبيق الإجراءات الوقائية، والتدابير الاحترازية، التي تضمن سلامة الحشود وتحافظ على انسيابية الحركة داخل منشأة الجمرات.
ويشمل عمل الدفاع المدني في الموقع تقديم المساعدة المباشرة للحجاج من كبار السن والمرضى، والتعامل مع حالات الإجهاد الحراري، والتدخل في الحالات الصحية المفاجئة، بالتنسيق مع فرق الهلال الأحمر والكوادر الطبية المنتشرة في الموقع، كما تُسهم هذه الجهود في تنظيم التدفقات البشرية، وتسهيل حركة الحشود في مساراتها المحددة، منعًا لأي تزاحم أو تدافع، مما يضمن أداء الشعيرة في أجواء آمنة ومطمئنة.
كما يُعد وجود التقنيات الحديثة من أبرز ملامح عمل الدفاع المدني هذا العام، حيث تم توظيف كاميرات المراقبة الذكية، وأجهزة الرصد الحراري، وأنظمة الاتصالات الميدانية الفورية، لتتبع حركة الحشود، والتنبؤ بأي مؤشرات ازدحام قد تشكل خطراً على سلامة الحجاج، ويجري التعامل مع هذه المؤشرات من قبل غرف عمليات مشتركة مزودة بالأنظمة الذكية والتحليل الفوري للمعلومات، مما يسهم في اتخاذ القرارات بسرعة وكفاءة.
وتنطلق هذه الجهود من رؤية شاملة تستند إلى توجيهات القيادة الرشيدة، وحرصها الدائم على تسخير كافة الإمكانات البشرية والتقنية لخدمة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء نسكهم في يسر وسهولة، ويعكس التواجد الميداني الكثيف لرجال الدفاع المدني مدى الجاهزية العالية، والالتزام الكامل بتنفيذ خطط الطوارئ، ومواجهة أي متغيرات قد تطرأ خلال سير الشعيرة.
ولم تغفل قوات الدفاع المدني عن الجانب التوعوي، حيث تعمل بالتوازي على توجيه الحجاج وتعريفهم بإرشادات السلامة، عبر لوحات إلكترونية ورسائل توعوية بمختلف اللغات، تُسهم في تعزيز الوعي السلوكي، وتساعد على تفادي المخاطر، وتؤكد على أهمية الالتزام بالتعليمات الميدانية الصادرة من الجهات المنظمة.
وتتجلى في هذه الجهود روح العمل الجماعي والتنسيق المشترك، والذي يُعد العمود الفقري في نجاح منظومة الحج، حيث تتكامل فيها جهود الدفاع المدني مع منظومة أمنية وصحية وخدمية ضخمة، هدفها الأسمى تأمين الحجاج وخدمتهم، وتوفير كل ما من شأنه تيسير أداء مناسكهم بأمان وسكينة.
ويُعبر مشهد رجال الدفاع المدني المنتشرين في مختلف زوايا منشأة الجمرات، وهم يقدمون يد العون للحجاج بابتسامة وتفانٍ، عن عمق الرسالة التي يحملونها، والواجب الإنساني والمهني الذي يؤدونه، والذي يمثل أحد أبرز أوجه الرعاية التي تحيط ضيوف الرحمن منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم الأراضي المقدسة.