إنقاذ حاج من موت محقق في عرفات بعد انسداد كامل في شريان القلب

في إنجاز طبي بارز يُضاف إلى سجل النجاحات الطبية لموسم الحج الحالي، تمكّن فريق طبي متخصص في مستشفى شرق عرفات من إنقاذ حياة حاج باكستاني بعد تعرضه لحالة صحية حرجة كادت أن تودي بحياته، إثر انسداد شبه تام في الشريان الرئيسي المغذي للقلب.
هذا التدخل الطبي الدقيق والسريع أعاد الأمل إلى قلب الحاج وذويه، وعكس جاهزية النظام الصحي السعودي لخدمة ضيوف الرحمن بأقصى درجات الاحترافية.
إقرأ ايضاً:"الزعيم" يُكثف ضغطه: إنزاغي يتصل بـ هيرنانديز لإقناعه بالانتقال للهلالتحذير صحي: هذا الخطأ الشائع أثناء تقطيع اللحوم النيئة قد يعرض طعامك للتلوث
الحالة، التي تم التعامل معها داخل معمل القسطرة القلبية بالمستشفى، وُصفت بأنها من أخطر الحالات القلبية التي يمكن أن تواجه المريض، حيث كانت نسبة الوفاة المتوقعة تقترب من 100%، لولا التدخل السريع والحاسم الذي قام به الطاقم الطبي المتخصص.
ونجح الفريق في إعادة تدفق الدم إلى عضلة القلب، بعد تنفيذ عملية قسطرة دقيقة تعاملت مباشرة مع موضع الانسداد، مستخدمين أحدث التقنيات المتوفرة في المركز.
مراسل قناة "الإخبارية"، تركي الحربي، الذي كان موجودًا في المستشفى لحظة إجراء العملية، وصف المشهد بعبارات مليئة بالفخر، وقال في تغطيته المباشرة: "نبشّر بإنجاز طبي نادر تحقق قبل قليل في مستشفى شرق عرفات.
تم التعامل مع حالة طارئة لحاج باكستاني يعاني من انسداد حاد في الشريان التاجي، العملية تمت بكفاءة عالية، والنتيجة إنقاذ حياة إنسان في لحظة فارقة".
وأضاف: "هذا النجاح يبرز ما يتمتع به قطاع الصحة في المملكة من تأهيل، وتكامل بين الطواقم الطبية والإدارية، وجاهزية عالية للتعامل مع مختلف الحالات، مهما بلغت خطورتها".
الجهات الطبية المشاركة أكدت أن هذا النوع من العمليات عادة ما يتم في مراكز طبية متقدمة، إلا أن توفر المعدات الحديثة والكوادر المتخصصة في مستشفى شرق عرفات مكّن من إجراء العملية ميدانيًا، وفي وقت قياسي، دون الحاجة إلى تحويل المريض إلى مرفق طبي آخر، ما ساهم في تقليل نسبة المخاطر بشكل كبير.
ويأتي هذا الإنجاز ليعكس الدور الإنساني والتقني الذي تضطلع به وزارة الصحة السعودية خلال موسم الحج، حيث تم تجهيز مستشفيات المشاعر المقدسة بأحدث التقنيات الطبية، وتوفير طواقم طبية على أعلى مستوى من التدريب والاستعداد، للتعامل مع أي طارئ صحي قد يواجه الحجاج.
هذا النجاح لا يمثل فقط إنقاذًا لحياة فرد، بل يُعد شاهدًا على منظومة صحية متكاملة تعمل ليل نهار من أجل راحة وسلامة الحجاج.
فالخدمة الصحية المجانية المقدمة لضيوف الرحمن ليست مجرد إجراء تنظيمي، بل ركيزة رئيسية في رسالة المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين، وتجسيد حيّ للقيم الإنسانية التي تقوم عليها جهودها في مواسم الحج.
وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة من التدخلات الطبية الدقيقة التي تم تنفيذها خلال الأيام الماضية، حيث أظهرت الإحصائيات الأولية ارتفاعًا في عدد العمليات النوعية التي أجريت بنجاح في مستشفيات المشاعر، ما يؤكد الجاهزية الكاملة والبنية التحتية المتينة التي وضعتها الدولة لضمان حج آمن وصحي.
يُذكر أن مستشفى شرق عرفات يُعد من المرافق الطبية الحيوية خلال موسم الحج، ويضم وحدات متخصصة للطوارئ والعناية القلبية، إضافة إلى معمل متطور للقسطرة القلبية، ما جعله قادرًا على استقبال الحالات الدقيقة والتعامل معها بكفاءة عالية، دون الحاجة لتحويلها إلى مراكز أخرى.
وبينما يواصل الحجاج أداء نسكهم في أجواء روحانية، تظل الفرق الطبية والتمريضية في المشاعر المقدسة على أهبة الاستعداد، مدفوعة بروح العمل الإنساني، وبهدف واحد: سلامة الحجاج وعودتهم إلى أوطانهم بأمان.