"الزعيم" في مأزق قبل المونديال: صفقة أوسيمين تتأرجح وغلطة سراي يتربص

في أحداث مفاجئة قد تنهي على واحدة من أبرز صفقات الانتقالات الصيفية المرتقبة، باتت صفقة انتقال المهاجم النيجيري الدولي فيكتور أوسيمين إلى نادي الهلال السعودي مهددة بالانهيار، وذلك في ظل تعثر المفاوضات وعدم التوصل إلى اتفاق نهائي مع اللاعب حتى الآن، هذا التطور يُثير التساؤلات حول وجهة النجم النيجيري المستقبلية، ويُشعل سباقاً جديداً بين الأندية الراغبة في الظفر بخدماته، المراقبون والمحللون كانوا يترقبون الإعلان الرسمي عن هذه الصفقة التي كانت تُعد بمثابة ضربة قوية في سوق الانتقالات، لاسيما وأن الهلال يسعى بكل قوة لتعزيز صفوفه بأفضل الأسماء العالمية قبل خوض غمار بطولات كبرى، على رأسها كأس العالم للأندية.
إلا أن الأنباء الواردة من كواليس المفاوضات تُشير إلى وجود عقبات لم يتم تجاوزها بعد، مما يُهدد بإلغاء ما كان يُنظر إليه كصفقة شبه محسومة، وفي تطور آخر يُعقد المشهد، كشف الصحفي الموثوق فابريزيو رومانو، في تقرير جديد، أن نادي غلطة سراي التركي قد دخل بقوة على خط المفاوضات، ويُحاول حالياً استغلال تعثر الاتفاق بين أوسيمين والهلال من أجل خطف الصفقة، وإقناع اللاعب بالعودة إلى الدوري التركي، الذي سبق له اللعب فيه، هذا الدخول المفاجئ من العملاق التركي يُضيف بعداً جديداً للمفاوضات، ويُشكل تحدياً حقيقياً للهلال الذي كان يُعتقد أنه الأقرب للتعاقد مع المهاجم النيجيري.
إقرأ ايضاً:المرور: التزام قائدي الحافلات ساهم في نجاح خطط الحجخطة تنقل متكاملة 17 موقعًا لخدمة الأجرة العامة في المدينة لضيوف الرحمن!
وتأتي هذه التطورات على الرغم من العرض المالي الضخم الذي قدمه الهلال لأوسيمين ولناديه نابولي، والذي كان يُنظر إليه كعرض لا يمكن رفضه، مما يُشير إلى أن العوامل المالية قد لا تكون وحدها حاسمة في قرار اللاعب، بل قد تلعب الرغبة في البقاء ضمن الأجواء الأوروبية، أو الاعتبارات الفنية، أو حتى العروض المقدمة من أندية أخرى دوراً في هذا التأخير، وسط توقعات بأن الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد وجهة النجم النيجيري، الذي لا يزال يدرس خياراته الأوروبية والآسيوية قبل اتخاذ القرار النهائي الذي سيُحدد مسار مسيرته الكروية، وكانت إدارة نادي الهلال قد توصلت إلى اتفاق نهائي مع أوسيمين لتمثيل الفريق الأول لمدة ثلاث مواسم قادمة، في صفقة مرتقبة ينتظر الإعلان الرسمي عنها خلال الأيام القليلة المقبلة، هذا الاتفاق المبدئي كان قد أشعل حماس جماهير الهلال، التي كانت تتطلع لرؤية النجم النيجيري بقميص "الزعيم"، وهو ما يجعل أي تعثر في الصفقة بمثابة خيبة أمل كبيرة لهم.
إن دخول غلطة سراي على الخط يُبرز قدرة الأندية الأوروبية على المنافسة حتى مع العروض المالية الضخمة التي تُقدمها الأندية السعودية، وربما تكون رغبة أوسيمين في مواصلة اللعب في دوريات أوروبية قوية، أو المشاركة في مسابقات مثل دوري أبطال أوروبا، هي الدافع الرئيسي وراء هذا التردد، فالدوري التركي، رغم قوته وتنافسيته، قد لا يكون بنفس جاذبية الدوري السعودي من الناحية المالية، لكنه يُقدم بيئة تنافسية أوروبية قد تُرضي طموحات اللاعب على المدى البعيد، بالنسبة للهلال، فإن تعثر صفقة أوسيمين سيضع إدارة النادي أمام تحدٍ كبير، حيث كان يُنظر إليه كحجر زاوية في مشروع الفريق للمنافسة على كأس العالم للأندية، التي يشارك فيها الهلال بمجموعة قوية تضم ريال مدريد، باتشوكا المكسيكي، وسالزبورغ النمساوي، لذا، فإن عدم إتمام هذه الصفقة سيُلزم إدارة النادي بالبحث عن بدائل سريعة ومناسبة لسد الفراغ المحتمل في الخط الهجومي، وذلك لضمان تحقيق أهداف النادي الطموحة في البطولة العالمية، والتي تتجاوز مجرد الظهور المشرف إلى المنافسة الجادة على اللقب.
تُظهر هذه التطورات مرة أخرى مدى ديناميكية وتعقيد سوق الانتقالات العالمية، حيث لا تُعد الأموال وحدها هي العامل الحاسم في إتمام الصفقات، بل تلعب رغبة اللاعب، والمشاريع الرياضية للأندية، وحتى العمولات، دوراً كبيراً في توجيه مسار النجوم، وتبقى الساعات القادمة حاسمة لتحديد مصير فيكتور أوسيمين، وما إذا كان سيُصبح لاعباً في الهلال أم سيعود إلى الملاعب الأوروبية عبر بوابة غلطة سراي، وبين هذا وذاك، يترقب عشاق الكرة السعودية والأوروبية على حد سواء نهاية هذا المسلسل الكروي المشوق، الذي تتداخل فيه الطموحات المالية والرغبات الفنية والتحديات التكتيكية، في انتظار قرار قد يُعيد رسم خارطة الهجوم في واحد من أكبر أندية آسيا، أو يعيد الحياة إلى تجربة أوروبية جديدة لمهاجم يملك من الموهبة ما يكفي ليكون علامة فارقة أينما حل.