"إذا اجتمع العيد والجمعة.. هل تُعفى من الصلاة؟ إليك الجواب الذي يبحث عنه الجميع!"

عيد الأضحى المبارك
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

 يتزامن أول أيام عيد الأضحى المبارك لهذا العام 1446هـ مع يوم الجمعة، الأمر الذي أثار تساؤلات لدى كثير من المسلمين حول الحكم الشرعي لأداء صلاة الجمعة في هذا اليوم، خاصة مع انشغال الناس بخطبة العيد وذبح الأضاحي والاحتفالات. وفي هذا السياق، نستعرض في هذا التقرير آراء المذاهب الأربعة وكبار العلماء في هذه المسألة، مع تسليط الضوء على الحالات المختلفة التي قد تطرأ، والفتاوى الموثوقة بشأنها.

 هل تغني صلاة العيد عن الجمعة؟


إقرأ ايضاً:"أمن الحج" يضبط 119 مخالفاً حاولوا التسلل لمكة سيراً على الأقدامصدمة في الهلال قبل مونديال الأندية: إنزاجي يبدأ مشواره بلا ذراعه اليمنى!

 أجمعت المذاهب الأربعة – الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة – على أن صلاة العيد لا تُغني عن أداء صلاة الجمعة، وأنها تبقى فريضة قائمة في وقتها. لكن الشافعية استثنوا من هذا الحكم أهل القرى النائية، مرخّصين لهم في ترك الجمعة إذا شهدوا صلاة العيد.

 وفي كتاب "المغني" لابن قدامة، ورد أن من صلى العيد يمكن أن تُسقط عنه الجمعة، باستثناء الإمام، الذي يجب عليه إقامتها إن حضر معه عدد كافٍ من المصلين، وإلا صلى ظهراً.

 ثلاثة أقوال لعلماء الأمة في المسألة

سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه المسألة، فبيّن أن فيها ثلاثة أقوال رئيسية:

1. وجوب الجمعة: على كل من صلى العيد، استنادًا إلى عموم الأدلة التي تُثبت فرضيتها.

 2. رخصة لأهل القرى والبوادي: بعدم وجوب الجمعة عليهم إذا أدوا صلاة العيد، مستندين إلى فعل الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه.

 3. الرأي الأرجح حسب ابن تيمية: أن من صلى العيد تسقط عنه الجمعة، لكنه مطالب بأداء صلاة الظهر، أما الإمام فيجب أن يقيم صلاة الجمعة لمن حضر، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد، فإنا مجمّعون."

 وأشار شيخ الإسلام إلى أن الجمع بين العيد والجمعة قد يُثقل على الناس ويعطل مقاصد العيد من الفرح والانبساط، وأنه من قواعد الشريعة إدخال العبادة في نظيرتها عند الاجتماع.

 رأي الشيخ ابن باز في المسألة

 أوضح سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – أن من شهد صلاة العيد في يوم الجمعة يجوز له أن يكتفي بأداء صلاة الظهر، ولا يُلزم بالجمعة. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الإمام ملزم بإقامة صلاة الجمعة إن حضر معه من يصلي، ولو كانوا ثلاثة، أما إن لم يحضر أحد سوى شخص واحد، فليصليا ظهراً.

 خلاصة الحكم الشرعي

الأصل والأحوط: أداء صلاة الجمعة وعدم تركها.

الرخصة الشرعية: متاحة لمن صلى العيد، شريطة أداء صلاة الظهر بدلاً من الجمعة.

 واجب الإمام: إقامة صلاة الجمعة بمن حضر، والحرص على عدم تعطيل شعيرة الجمعة.

 ويُستحب للمسلمين في هذا اليوم أن يوازنوا بين أداء العبادات والاحتفاء بالعيد، مسترشدين بالفتاوى المعتبرة التي تجمع بين التيسير والانضباط بأحكام الشريعة، دون تفريط أو تشديد.  

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook