إخلاء جوي عاجل في عرفات.. الهلال الأحمر ينقذ حاجًّا في لحظة حرجة

الهلال الأحمر السعودي
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

في خطوة تعكس الجهود المتواصلة لرفع جاهزية الخدمات الطبية خلال موسم حج 1446هـ، نفّذت هيئة الهلال الأحمر السعودي اليوم عملية إخلاء طبي جوي ناجحة لحالة طارئة في مشعر عرفات، ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز سرعة الاستجابة وتقديم الرعاية الصحية الطارئة لحجاج بيت الله الحرام، وتأتي هذه العملية في إطار خطة استراتيجية تشترك فيها عدة جهات صحية وأمنية، تعمل بتناغم لضمان سلامة ضيوف الرحمن في كل مراحل تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى تلقي غرفة العمليات المركزية بلاغًا عن وجود حالة صحية حرجة في عرفات، حيث تم فورًا تحريك الفرق الإسعافية الأرضية والجوية إلى الموقع، وباحترافية عالية، تولّت الفرق الأرضية التعامل ميدانيًا مع الحالة، وتقديم الإسعافات الأولية، في حين باشرت طائرة الإخلاء الطبي مهامها بنقل المصاب إلى المستشفى المخصص، بعد تنسيق دقيق مع الفريق الطبي فيه، شمل تبادلًا فوريًا للبيانات الطبية، كنوع الحالة، والحالة الحيوية، والمسافة الزمنية المتوقعة، بهدف ضمان جاهزية المستشفى لاستقبال الحالة وتقديم الرعاية المناسبة فور وصولها.


إقرأ ايضاً:"أمن الحج" يضبط 119 مخالفاً حاولوا التسلل لمكة سيراً على الأقدامصدمة في الهلال قبل مونديال الأندية: إنزاجي يبدأ مشواره بلا ذراعه اليمنى!

وأكد المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي، الدكتور تيمور شكر الله جان، أن عملية الإخلاء الجوي التي نُفذت اليوم تعكس الجاهزية العالية والاحترافية التي تتمتع بها الفرق الإسعافية، موضحًا أن طائرات الإخلاء الطبي تُعد عنصرًا محوريًا في منظومة الطوارئ، خاصة في مواقع الحج التي تشهد زحامًا شديدًا أو تضاريس صعبة، وأضاف أن استخدام الطائرات يسهم في تقليص زمن الوصول للمريض، وهو عامل بالغ الأهمية في الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلاً سريعًا.

وشدد الدكتور تيمور على أن الهيئة تسخّر كافة إمكاناتها البشرية والتقنية لخدمة ضيوف الرحمن، انطلاقًا من واجبها الإنساني والوطني، حيث تواصل فرقها الإسعافية—سواء على الأرض أو عبر الجو—العمل على مدار الساعة، لضمان جاهزيتها في أي لحظة طارئة، وأشار إلى أن العمل لا يقتصر فقط على الاستجابة الفورية، بل يشمل التخطيط الدقيق، والتنسيق الفعال، وتوفير كل ما يلزم لضمان تقديم خدمات طبية عالية الجودة، تعكس قيم المملكة وحرصها على سلامة الحجاج.

وتأتي هذه الجهود ضمن خطة أوسع، تشمل رفع مستوى التنسيق بين مختلف الجهات المعنية، وتعزيز القدرات التشغيلية لفرق الطوارئ، بالإضافة إلى توفير أدوات التدخل السريع، مثل طائرات الإخلاء الطبي، التي أثبتت فعاليتها خلال مواسم الحج السابقة، وتغطي هذه الطائرات، وعددها 11 طائرة، منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من خلال 13 مهبطًا إستراتيجيًا موزعًا بعناية، ما يتيح الوصول إلى كافة النقاط الحرجة خلال دقائق معدودة.

ويشرف على تشغيل هذه المنظومة المتطورة أكثر من 120 كادرًا طبيًا وفنيًا وإداريًا من ذوي الكفاءة العالية، يعملون بنظام النوبات المتواصلة على مدار اليوم، ما يضمن الجاهزية القصوى لأي طارئ، أياً كان توقيته أو مكانه، كما يتم تدريب هذه الكوادر بشكل دوري على أحدث البروتوكولات الطبية وتقنيات الإخلاء الجوي، لضمان التعامل السريع والفعال مع مختلف السيناريوهات المحتملة.

وتُعد هذه الاستجابة الطارئة جزءًا من رؤية أوسع تتبناها هيئة الهلال الأحمر السعودي لتطوير قطاع الإسعاف الجوي، ودمجه ضمن خطط الطوارئ الوطنية، بما يضمن استدامة الخدمة ورفع مستوى الأداء، ليس فقط خلال موسم الحج، بل على مدار العام، ويعكس ذلك التزام المملكة العميق بتوفير بيئة آمنة وصحية لحجاج بيت الله الحرام، من خلال الاستثمار في الكوادر، والتقنيات، ووسائل النقل الطبي المتقدمة.

ويستمر عمل هيئة الهلال الأحمر خلال موسم الحج بجهود حثيثة وتنسيق عالٍ مع كافة الجهات الصحية والأمنية، لضمان أن تكون الخدمة الطبية على قدر المسؤولية والثقة التي يضعها ضيوف الرحمن في الدولة، حيث تعمل المنظومة بأكملها على تحقيق هدف سامٍ: أن يؤدي كل حاج نسكه بأمان وصحة وسلامة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook