رعاية طبية متواصلة للحجاج عبر مستشفى "صحة الافتراضي"
في موسم الحج لعام 2025، تسجّل مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة إنجازًا جديدًا في مسيرة التحول الرقمي في القطاع الصحي، من خلال اعتماد تقنيات الساعات الذكية لتقديم رعاية صحية استثنائية لحجاج بيت الله الحرام، وتُعدّ هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية شاملة ينفذها تجمع مكة المكرمة الصحي تهدف إلى رفع جودة الخدمة الطبية، وتعزيز تجربة الحاج الصحية بطريقة تتماشى مع روحانية الموسم وضمان سلامة المرضى خلال أدائهم للمناسك وحتى عودتهم إلى ديارهم سالمين.
المنظومة الذكية المعتمدة تقوم على توظيف ساعات طبية متقدمة ترتبط بنظام مستشفى "صحة الافتراضي"، حيث تُستخدم هذه الساعات في مراقبة المؤشرات الحيوية للمرضى مثل نبض القلب، وتخطيط القلب، ومستوى الأوكسجين في الدم، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، وتتم هذه المراقبة بإشراف طاقم طبي متخصص من مركز صحة القلب، مما يضمن استجابة فورية لأي تغيرات قد تطرأ على الحالة الصحية للحاج.
إقرأ ايضاً:أوسيمين على صفيح الهلال الساخن الأمل الأخير قبل فشل الصفقة!هل يُغادر الأهلي؟ نيوم يدخل بقوة على خط التفاوض مع محترفه الأبرز!
اللافت في هذه التقنية، إلى جانب كفاءتها الطبية العالية، أنها تحافظ على خصوصية الحاج ولا تسبّب له أي شعور بالعزلة أو التمييز، إذ تأتي بتصميم مماثل تمامًا للساعات الذكية المتداولة، الأمر الذي يُضفي طابعًا من الراحة النفسية للحاج دون أن يشعر أنه مراقب أو خاضع لإجراءات طبية مزعجة.
وتجلّت فعالية هذا الابتكار في نموذج عملي حي تم تطبيقه على حاج من جمهورية بنجلاديش، تعرّض لأزمة قلبية حادة أثناء أداء مناسكه، وبفضل الاستجابة العاجلة ضمن منظومة الرعاية الذكية، تم إسعافه وإجراء عملية جراحية عاجلة تكللت بالنجاح، بعدها، وُضِع تحت المتابعة الرقمية عبر الساعة الذكية، ما مكن الفريق الطبي من مراقبة حالته عن بُعد، مع السماح له بمواصلة مناسكه وسط رفاقه، في مثال حي على اندماج الرعاية الطبية المتقدمة مع احترام خصوصية الحاج ومشاعره.
وأكد تجمع مكة المكرمة الصحي أن هذا الحاج البنجلاديشي أصبح الآن في حالة صحية مستقرة، وهو يخضع للمتابعة الرقمية اليومية عبر المستشفى الافتراضي، ويعكس ذلك تحولًا نوعيًا في مفهوم الرعاية الصحية، إذ لم تعد الخدمات مقصورة على المراكز الطبية أو الأسرّة، بل باتت تمتد إلى معصم المريض في أي مكان وزمان.
من جانبه، أشار فريق مستشفى "صحة الافتراضي" إلى أن التقنية المستخدمة تُعد من أحدث ما توصل إليه الطب الرقمي، حيث تتيح جمع بيانات دقيقة في الزمن الحقيقي، وتحليلها بشكل فوري من قبل مختصين، مما يُسهّل عملية اتخاذ القرار الطبي السريع، ويمنع تطور الحالات الحرجة، خاصة لمرضى القلب الذين يشكلون فئة حساسة خلال موسم الحج.
هذه المبادرة الذكية لا تقتصر فوائدها على الجانب العلاجي فقط، بل تسهم أيضًا في خفض الضغط على المستشفيات، من خلال تقليل الحاجة للنقل أو الإقامة الطويلة، ما يُمكّن الطواقم الطبية من التركيز على الحالات الطارئة الأخرى، كما تساهم في تحسين إدارة الموارد وتوزيعها بكفاءة، بما يتناسب مع طبيعة موسم الحج التي تتطلب استجابة صحية سريعة وشاملة.
ومع التوسع في هذا النموذج المتكامل، تواصل المملكة العربية السعودية تجسيد التزامها الراسخ بتوفير أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، من خلال مزج العناية الطبية الدقيقة بالتكنولوجيا الذكية، في صورة تعكس مستوى التقدم الذي بلغه القطاع الصحي، ومدى انسجامه مع رؤية المملكة 2030 التي تضع الإنسان في قلب التنمية والتحول الرقمي.