لأول مرة: ميتا تتجه نحو الطاقة النووية لتقليل بصمتها الكربونية

الذكاء الاصطناعي
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

في خطوة لافتة تعكس تحوّلاً استراتيجيًا في توجهات شركات التكنولوجيا العملاقة، أعلنت شركة "ميتا" عن توقيع اتفاقية طويلة الأمد مع شركة "كونستليشن" الأميركية للطاقة، بهدف إعادة تشغيل محطة نووية قديمة في ولاية إلينوي، هذه الخطوة تأتي في إطار مساعي ميتا الحثيثة لتقليل بصمتها الكربونية وتوفير طاقة نظيفة ومستدامة تدعم البنية التحتية المتنامية لمراكز بياناتها، والتي باتت تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي، أحد أبرز العوامل المتسببة في ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء.

المحطة النووية المعنية بالاتفاق تُعرف باسم "Clinton Clean Energy Center"، وكانت قد واجهت خطر الإغلاق منذ عام 2017 نتيجة خسائر مالية متراكمة، بحسب ما أكدته شركة "كونستليشن"، ورغم عدم الإفصاح عن الجوانب المالية للصفقة، فإن الاتفاق يحمل دلالات واضحة على التزام ميتا بتحقيق انتقال فعلي نحو مصادر طاقة خالية من الكربون، في ظل توجه عالمي متسارع لاعتماد بدائل نظيفة وموثوقة للطاقة التقليدية.


إقرأ ايضاً:لا تفرّط في حقك! إليك طريقة احتساب أجر العمل في عيد الأضحى وفق النظام السعوديتحذير طبي للحجاج: النمر ينبه من إصابة جلدية شائعة خلال موسم الحج

تُعد هذه أول صفقة طاقة نووية تُبرمها ميتا في تاريخها، وهو ما يُعطي إشارات قوية إلى تبنّيها نهجًا جديدًا يشبه ما تنفذه شركات تقنية أخرى مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل، التي دخلت خلال الأعوام الأخيرة في شراكات ومبادرات تستهدف دعم مشاريع الطاقة النووية المتقدمة، وتهدف تلك الخطوات إلى توفير طاقة كهربائية مستدامة تلبي متطلبات البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي، التي باتت تستهلك كميات هائلة من الطاقة.

ووفقًا لما ورد في البيان الرسمي الصادر عن الطرفين، فإن الاتفاقية ستُسهم في تحديث محطة "كلينتون" وزيادة قدرتها الإنتاجية بنحو 30 ميجاواط، ما سيرفع إجمالي طاقتها إلى 1,121 ميجاواط، هذه القدرة تكفي لتغذية ما يُقارب 800 ألف منزل بالكهرباء، ما يعكس حجم التأثير الإيجابي المنتظر من هذه الخطوة سواء على صعيد الاستدامة البيئية أو تعزيز قدرات البنية التحتية الرقمية المتقدمة.

ويُلاحظ أن ميتا لم تكتفِ بهذه الخطوة، إذ أكدت أنها تدرس حاليًا أكثر من 50 مشروعًا مقترحًا في مجال الطاقة النووية داخل الولايات المتحدة، تسعى من خلالها إلى إضافة طاقة إنتاجية تتراوح بين 1,000 و4,000 ميجاواط، وذلك في أفق بداية ثلاثينيات القرن الحالي، وقد دخلت الشركة في مفاوضات نهائية بشأن عدد من هذه المشاريع، مما يشير إلى جدية عالية في تحويل هذه الرؤية إلى واقع عملي يُعزز استراتيجيتها للطاقة المستدامة.

ويأتي هذا التحرك ضمن موجة أوسع تقودها شركات التكنولوجيا العملاقة، التي باتت تدرك حجم المسؤولية البيئية الملقاة على عاتقها نتيجة التوسع في أنظمة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، فمع ارتفاع استهلاك الطاقة بسبب العمليات المعقدة التي تجريها هذه الأنظمة، لم تعد مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح وحدها كافية لسد الحاجة المتزايدة، وهو ما فتح الباب أمام عودة الاهتمام بالطاقة النووية كمصدر آمن وفعال وأقل تلويثًا للبيئة.

في السياق نفسه، يُذكر أن شركة مايكروسوفت كانت قد أعلنت العام الماضي عن اتفاق لإعادة تشغيل مفاعل "ثري مايل آيلاند" الشهير، فيما تواصل جوجل وأمازون استثماراتهما في تطوير مفاعلات الجيل الجديد، وهي تقنيات نووية تُعِدّها العديد من الأوساط بأنها مستقبل الطاقة النظيفة والآمنة، ولعل دخول ميتا إلى هذا المضمار يعزز هذا التوجه، ويؤكد أن الطاقة النووية ستلعب دورًا محوريًا في مستقبل القطاع التكنولوجي.

رغم هذه التحركات الطموحة، فإن تقارير الاستدامة الأخيرة أشارت إلى أن ميتا لم تتمكن بعد من كبح ارتفاع بصمتها الكربونية، التي ازدادت بشكل ملحوظ منذ عام 2019، ويُعزى ذلك في الغالب إلى توسعها في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يتطلب طاقة متزايدة لتشغيل مراكز البيانات الضخمة، مع ذلك، تظل الشركة متمسكة بهدفها المعلن: الوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2030، وهي غاية لا تبدو بعيدة المنال في ظل تحركاتها الأخيرة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook