تعاون استراتيجي بين جمعية هدية الحاج والمركز الوطني للمسؤولية لتعزيز تجربة ضيوف الرحمن
وقّعت جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية اليوم مذكرة تفاهم مع المركز الوطني للمسؤولية والدراسات، في خطوة تعكس التزام الطرفين بتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن خلال موسم الحج والعمرة.
وتأتي هذه الاتفاقية في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تحسين جودة التجربة الإيمانية للحجاج والمعتمرين والزوار، عبر تنفيذ برامج ومبادرات نوعية تستهدف تعزيز الخدمة وتفعيل دور التطوع في خدمة ضيوف بيت الله الحرام.
إقرأ ايضاً:دموع على منبر عرفات: خطيب يوم عرفة يدعو لفلسطين ويُبكي الحجاج في مشهد مؤثرمنح دراسية سعودية للطلاب السوريين: فرصة أكاديمية نوعية لبناء مستقبل واعد
ويُعد هذا التعاون تجسيداً عملياً لتوجهات رؤية المملكة 2030 التي تضع خدمة ضيوف الرحمن ضمن أولوياتها الاستراتيجية، مؤكدًا أهمية التكامل بين الجهات الحكومية والأهلية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في هذا المجال.
وتضمنت مذكرة التفاهم التي وقعتها الجمعية والمركز الوطني مجالات عمل متعددة، منها تنفيذ برامج وأنشطة تطوعية متخصصة تستهدف العاملين والمتطوعين في خدمة ضيوف الرحمن، إلى جانب تقديم خدمات إرشادية واستشارية تهدف إلى تحسين مستوى التفاعل مع الحجاج والمعتمرين.
كما تشمل الاتفاقية تنظيم برامج تدريبية ومهنية تعزز من قدرات الكوادر التطوعية والعاملة، مما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتطوير مهارات التعامل مع زوار الحرمين الشريفين.
وبالإضافة إلى ذلك، يتولى الطرفان تبني برامج توعوية ومبادرات مجتمعية تسهم في رفع مستوى الوعي الديني والثقافي بين أفراد المجتمع المكي، بما ينعكس إيجابًا على البيئة الروحية والمجتمعية المحيطة بالحج والعمرة.
وعبّر المهندس تركي الحتيرشي، الرئيس التنفيذي لجمعية هدية الحاج والمعتمر، عن فخره بهذه الشراكة الاستراتيجية مع المركز الوطني للمسؤولية والدراسات، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وقال الحتيرشي: "نحن نؤمن بأن العمل المشترك وتكامل الجهود هو السبيل الأنجح لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، خصوصًا في برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي يهدف إلى الارتقاء بجودة الخدمات الإيمانية واللوجستية خلال مواسم الحج والعمرة".
وأضاف أن التعاون بين الجمعية والمركز الوطني سوف يفتح آفاقًا جديدة لتنفيذ مبادرات نوعية تحقق أثرًا إيجابيًا على تجربة الحجاج والمعتمرين والزوار، كما يسهم في بناء مجتمع تطوعي فاعل وملتزم بقيم خدمة الإنسان وتعزيز القيم الإسلامية الوسطية.
ويرى المتخصصون في مجال خدمة ضيوف الرحمن أن هذه الاتفاقية تمثل نموذجًا متقدمًا للتكامل المؤسسي الذي يهدف إلى تنسيق الجهود وتعظيم الموارد لخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين سنويًا.
فقد أصبحت الجودة والكفاءة في تقديم الخدمات عنصراً محورياً ينعكس بشكل مباشر على مدى رضا الضيوف وتجربتهم الروحية والمعنوية أثناء أداء مناسكهم.
ويسلط التعاون بين جمعية هدية الحاج والمركز الوطني الضوء على أهمية تطوير الكوادر البشرية وتعزيز البرامج التدريبية التي تساهم في رفع مستوى الاحترافية لدى المتطوعين والموظفين، وهو ما يحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع، خصوصًا في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها قطاع الحج والعمرة بسبب الأعداد الكبيرة للحجاج والزوار.
وتنعكس هذه المبادرة على الصعيد المجتمعي والاقتصادي كذلك، حيث تسهم في تنشيط العمل التطوعي وتنظيمه بشكل مؤسسي يخدم جميع الفئات المشاركة في موسم الحج والعمرة.
كما تدعم جهود التوعية المجتمعية التي تنمي القيم الإنسانية والتعاون المجتمعي في مكة المكرمة والمناطق المحيطة بها، مما يزيد من الأثر الإيجابي لهذه البرامج على المجتمع المحلي.
وفي سياق متصل، تبرز أهمية تبادل الدراسات والبحوث العلمية بين الطرفين لتعزيز المعرفة والخبرات المتعلقة بخدمة ضيوف الرحمن، مما يعزز من جودة القرارات والسياسات المتبعة في هذا المجال الحيوي، ويواكب أحدث التطورات والتحديات التي تواجهها القطاعات الخدمية المعنية بالحج والعمرة.
وتؤكد جمعية هدية الحاج والمعتمر من خلال هذه الشراكة على رسالتها الوطنية في خدمة الحجاج والمعتمرين، مستفيدة من التوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة التي تولي خدمة ضيوف الرحمن جل اهتمامها.
ويُنتظر أن تسهم هذه المذكرة في إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تعزز التجربة الروحية وتيسر أداء المناسك، إضافة إلى دعم التنمية المجتمعية في مكة المكرمة.
ويُعد هذا التعاون مثالاً حيًا على قدرة المؤسسات السعودية في الجمع بين العمل الخيري والتنموي والبحثي، لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة المملكة كقبلة روحية للمسلمين من مختلف أنحاء العالم.