ساعة ذهبية تنقذ حياة حاج.. "مشبك صمام" ومنظم قلب في وقت قياسي
أسهم التدخل الطبي السريع والفوري، الذي نفذه فريق الرعاية الصحية العاجلة في مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، في إنقاذ حياة حاج يمني بعد تعرضه لتوقفات متكررة في القلب كادت أن تودي بحياته، في قصة إنسانية تعكس الجاهزية العالية والتطور الكبير في الخدمات الطبية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، الحاج، الذي كان يؤدي مناسكه، شعر بأعراض حادة ومفاجئة دفعت المحيطين به إلى طلب المساعدة العاجلة، ليتم على الفور تفعيل منظومة "الرعاية الصحية العاجلة" التابعة لنموذج الرعاية الصحية السعودي، ونقله إلى المستشفى خلال ما يُعرف طبيًا بـ"الساعة الذهبية"، وهي الدقائق الحاسمة التي تفصل بين الحياة والموت في حالات السكتة القلبية.
وفي مركز القلب المتخصص بالمدينة الطبية، باشرت الفرق الطبية عملها فور وصول الحاج، وتم تحديد سبب التوقف المتكرر للقلب، ليتضح وجود خلل في الصمام التاجي وضعف في كهرباء القلب، مما استدعى تدخلاً متعدد المسارات لإنقاذ حياته، وفي إنجاز طبي لافت، أجرى الفريق الطبي تدخلاً عبر القسطرة القلبية لإصلاح الصمام التاجي باستخدام تقنية "مشبك الصمام" (Mitral Clip)، وهي تقنية متقدمة تُستخدم لإعادة وظيفة الصمام إلى وضعها الطبيعي دون الحاجة إلى عملية قلب مفتوح، ما يختصر وقت التعافي ويقلل المخاطر بشكل كبير، خاصة في ظل الحالة الصحية الحرجة للمريض.
إقرأ ايضاً:مفاجئة في الأوساط الرياضية: رئيس اشهر نادي سعودي يعلن استقالته بعد موسم تاريخيموعد صلاة عيد الأضحى 2025 في السعودية لجميع المناطق
ولم يتوقف الإنجاز عند هذا الحد، حيث تبيّن للفريق الطبي أن الحاج يعاني من اضطراب حاد في انتظام ضربات القلب، مما تطلب زراعة جهاز منظم لضربات القلب بشكل فوري، في خطوة أنقذت حياته وأعادت الاستقرار إلى وظائفه الحيوية، وتُعد هذه الأجهزة الدقيقة من أعمدة الطب الحديث في التعامل مع اضطرابات القلب، حيث تقوم بمراقبة القلب بشكل لحظي وتقديم صدمات كهربائية خفيفة عند الحاجة لضمان انتظام النبضات.
وأشار تجمع مكة المكرمة الصحي إلى أن الحاج اليمني يخضع حاليًا لمتابعة دقيقة ضمن منظومة طبية متكاملة، تشمل مراقبة حالته عبر تقنيات "الساعة الذكية" التي تتيح للفريق الطبي الاطلاع على بياناته الحيوية في الوقت الفعلي، مما يعزز فرص التدخل المبكر في حال حدوث أي طارئ، وتمثل هذه التقنية نقلة نوعية في متابعة المرضى، خصوصًا في موسم الحج الذي يشهد كثافة بشرية وظروفًا صحية خاصة.
وأكد الفريق الطبي أن حالة الحاج مستقرة حاليًا، وأنه في طريقه للتعافي الكامل، ومن المتوقع أن يتمكن من مواصلة أداء مناسكه خلال الأيام المقبلة دون مضاعفات، ويأتي هذا الإنجاز ليعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة السعودية، ممثلة في التجمعات الصحية، لتوفير أقصى درجات الرعاية الصحية لحجاج بيت الله الحرام، باستخدام أحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات طبية وتشخيصية وعلاجية.
وتُعد هذه الحادثة نموذجًا يُحتذى في إدارة الحالات الطارئة ضمن منظومة الرعاية الصحية الحديثة التي تنتهجها المملكة، حيث تُركز على سرعة الوصول إلى المريض، وتوفير التشخيص والعلاج المناسب في أقل وقت ممكن، مع توظيف الإمكانات التقنية والبشرية بأعلى كفاءة ممكنة، كما تؤكد جاهزية المنشآت الصحية في مكة المكرمة لاستقبال ومعالجة الحالات الحرجة خلال موسم الحج، بما في ذلك التخصصات الدقيقة مثل أمراض القلب.
وتعمل الجهات الصحية المختصة على رفع كفاءة كوادرها باستمرار وتدريبهم على سيناريوهات متعددة للحالات الطارئة، في سبيل تحقيق أعلى معدلات النجاح في إنقاذ الأرواح، خصوصًا في بيئة تتطلب استعدادًا دائمًا، كالتي تشهدها مكة المكرمة في موسم الحج، وتُعزز هذه الجهود موقع المملكة كوجهة عالمية للرعاية الصحية في موسم الحج، وتؤكد ريادتها في تقديم الخدمات الإنسانية والطبية على حد سواء.
إن نجاح هذا التدخل الطبي يعكس فلسفة التحول في القطاع الصحي بالمملكة، الذي لم يعد يقتصر على تقديم العلاج، بل يمتد ليشمل التنبؤ بالمخاطر، والتدخل السريع، والمتابعة الدقيقة عبر التكنولوجيا، مما يجعل من النظام الصحي السعودي واحدًا من أكثر الأنظمة تقدمًا في المنطقة.