المملكة تستقبل 500 حاج من غزة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين

في لفتة إنسانية تعكس عمق التزام المملكة العربية السعودية بخدمة الإسلام والمسلمين، استقبلت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد اليوم الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين لأداء فريضة الحج، وهذه الدفعة تضم 500 حاج وحاجة من قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد الحجاج الفلسطينيين المستضافين ضمن هذا البرنامج إلى 1000 حاج حتى الآن، وتأتي هذه الاستضافة تنفيذاً للتوجيهات الكريمة الصادرة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وهي تجسد أسمى معاني العطاء والتضامن مع الأشقاء الفلسطينيين، في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
ويُعد برنامج خادم الحرمين الشريفين لاستضافة الحجاج والمعتمرين مبادرة فريدة من نوعها، تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد سنوياً، ويهدف إلى توفير الفرصة لشريحة واسعة من المسلمين من مختلف دول العالم لأداء فريضة الحج والعمرة، في أجواء من الطمأنينة واليسر، وتتجلى العناية الفائقة التي توليها المملكة لضيوف الرحمن في الخدمات المتكاملة التي تقدمها الوزارة، والتي تبدأ منذ لحظة وصولهم إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وتستمر حتى وصولهم إلى مقر استضافتهم الفاخر بمكة المكرمة.
إقرأ ايضاً:700 عامل و24 آلية: جهود بلدية جبارة تضمن نظافة منشأة الجمرات على مدار الساعة"لولو" تفتتح فروعا تجارية في المشاعر المقدسة لخدمة 1.3 مليون حاج
فمنذ لحظة هبوط الطائرات التي تقل حجاج غزة، كان في استقبالهم فريق عمل متكامل من منسوبي وزارة الشؤون الإسلامية، الذين يرتدون أزياء موحدة، ويحملون لوحات ترحيبية، ويعملون على تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة، يشمل الاستقبال تسهيل إجراءات الدخول، وتقديم المشروبات والوجبات الخفيفة، وتوزيع الهدايا التذكارية، مما يضفي جواً من البفرح والسرور على قلوب الحجاج الذين قطعوا مسافات طويلة، وتحملوا مشقات السفر، ولا سيما أولئك القادمين من مناطق النزاع.
وبعد إنهاء إجراءات المطار، يتم نقل الحجاج مباشرة إلى حافلات حديثة ومريحة، مجهزة بأحدث وسائل الراحة، والتي تتجه بهم نحو مكة المكرمة، حيث مقر إقامتهم الذي أُعد خصيصاً لهم، وتتولى الوزارة مسؤولية تأمين الإقامة الفندقية الراقية، وتقديم الوجبات الغذائية الفاخرة التي تلبي مختلف الأذواق، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية اللازمة من خلال فرق طبية متخصصة ترافق الحجاج على مدار الساعة، لضمان سلامتهم وراحتهم خلال فترة إقامتهم في الديار المقدسة.
كما يشمل البرنامج الجوانب اللوجستية والروحية، حيث توفر الوزارة مرشدين دينيين يرافقون الحجاج، ويقدمون لهم التوجيهات والإرشادات اللازمة لأداء المناسك بطريقة صحيحة وميسرة، مما يضمن لهم تجربة حج روحانية متكاملة، بعيداً عن أي متاعب تنظيمية أو لوجستية، وتأتي هذه الخدمات في إطار حرص المملكة على أن تكون رحلة الحج تجربة إيمانية خالصة، تتيح للحجاج التركيز على عبادتهم دون أي قلق بشأن احتياجاتهم اليومية.
وتعكس هذه المبادرة الإنسانية السخية حجم التضامن السعودي مع الشعب الفلسطيني، وتأكيداً على أن المملكة العربية السعودية تضع القضية الفلسطينية في صلب اهتماماتها، وأنها لا تدخر جهداً في دعم الأشقاء في غزة، وتوفير كافة السبل لتخفيف معاناتهم، ففي ظل الظروف الراهنة، تُعد هذه الفرصة لأداء فريضة الحج بمثابة بصيص أمل ونور يضيء حياة هؤلاء الحجاج، ويمنحهم فرصة للتقرب إلى الله، والدعاء لأوطانهم وشعوبهم.
إن نجاح وزارة الشؤون الإسلامية في استقبال وتنظيم هذه الدفعات المتتالية من ضيوف خادم الحرمين الشريفين، يُبرز الكفاءة العالية للمنظومة اللوجستية والتنظيمية للمملكة في إدارة الحشود البشرية الهائلة، وتقديم الخدمات المتكاملة بأعلى معايير الجودة، وهو ما يُعد نموذجاً عالمياً يُحتذى به في إدارة مواسم الحج والعمرة، ويُؤكد على ريادة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما الكرام.