1300 عينة يوميًا.. مختبرات مكة تضمن سلامة الغذاء لحجاج بيت الله

في إطار حرصها على توفير بيئة صحية وآمنة لضيوف الرحمن خلال موسم الحج، كثّفت أمانة العاصمة المقدسة جهودها الرقابية لضمان سلامة الأغذية والمياه عبر منظومة مختبرات متقدمة تعمل وفق أعلى المعايير الفنية.
ويأتي ذلك ضمن التزام الأمانة الراسخ بتطبيق معايير الصحة العامة، وتحقيق أعلى مستويات السلامة الغذائية في واحدة من أكبر مواسم التجمعات البشرية على مستوى العالم.
إقرأ ايضاً:واتساب تواكب تيليغرام وسيغنال بإطلاق نظام أسماء المستخدمين قريبًا على iOSالسعودية تطلق لائحة جديدة تُغيّر قواعد الاستثمار الخليجي وتعزز تدفق الاستثمارات الأجنبية
وقد أعلنت الأمانة تشغيل خمس مختبرات متخصصة، من بينها مختبر مركزي رئيسي وأربعة مختبرات متنقلة موزعة في مواقع حيوية تشهد كثافة سكانية عالية خلال موسم الحج.
وتصل الطاقة التحليلية لهذه المختبرات إلى أكثر من 1300 عينة يوميًا، مما يسهم في تسريع وتيرة الفحص والاستجابة الفورية لأي حالات تلوث محتملة، وتعزيز قدرة الفرق الميدانية على اتخاذ قرارات عاجلة وفعالة في حال رصد أي خلل في سلامة الأغذية أو المياه.
ويمثل مختبر سلامة الغذاء المركزي حجر الزاوية في هذه المنظومة المتقدمة، حيث يستقبل ويحلل عينات الأغذية والمياه القادمة من مصادر متعددة تشمل الأسواق، المطاعم، مراكز الإعاشة، وأماكن التحضير، وذلك للتأكد من مطابقتها لاشتراطات الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة.
ويجري ذلك ضمن منظومة علمية دقيقة تهدف إلى ضمان صلاحية المواد الغذائية للاستهلاك الآدمي، وتعزيز ثقة الحجاج في جودة الغذاء المقدم لهم خلال أدائهم للمناسك.
وقد طوّرت الأمانة نظامًا إلكترونيًا متكاملًا لإدارة عمليات الفحص والتحليل، بحيث يتم ربط النظام برخص المنشآت الغذائية مباشرة، ويُسجّل كل عينة رقمًا خاصًا لضمان سريتها منذ لحظة الإدخال وحتى صدور النتائج.
ويعمل هذا النظام دون تدخل بشري في خطوات المعالجة، ما يضمن دقة النتائج وسرعتها، ويمنع أي احتمالية للتلاعب أو الخطأ البشري في إصدار التقارير الفنية.
ويتميّز النظام كذلك بقدرته على إصدار تقارير فورية وشاملة توضح عدد العينات غير المطابقة، وتحدّد أنواع الملوثات المنتشرة، بالإضافة إلى حصر الأصناف الغذائية الأكثر عرضة للتلوث.
وتُعد هذه الميزة بالغة الأهمية في توجيه الفرق الرقابية ميدانيًا نحو المواقع أو المنتجات ذات الخطورة المحتملة، مما يقلل من زمن الاستجابة، ويرفع كفاءة أداء فرق الرقابة في التعامل الفوري مع المخالفات.
ولا تقتصر جهود الأمانة على الجانب التقني والتحليلي فقط، بل تمتد إلى الرقابة الميدانية المباشرة التي تُنفّذ على مدار الساعة من خلال فرق متخصصة مدربة، تعمل بنظام الورديات لضمان التغطية الشاملة لجميع المواقع التي تقدم أو تتعامل مع الأغذية والمياه.
وتشمل الرقابة جميع الأسواق المركزية، المطاعم، المتاجر، متعهدي الإعاشة، ومواقع التحضير الميدانية، ويتم خلالها سحب عينات عشوائية وتحليلها بشكل فوري في المختبرات المتنقلة، مع اتخاذ إجراءات مباشرة تجاه أي منتج غير صالح للاستهلاك، بما في ذلك مصادرته وإتلافه وفق اللوائح المعتمدة.
ويأتي هذا الجهد المتكامل ضمن استعدادات أمانة العاصمة المقدسة لموسم الحج، في ظل ما يمثله من تحدٍ كبير على الصعيدين الصحي والخدمي، نظرًا للأعداد الضخمة من الحجاج وتنوّع مصادر الأغذية والمياه المستخدمة.
وتسعى الأمانة من خلال منظومة المختبرات هذه إلى بناء منظومة وقائية ذكية تعزّز من سلامة الغذاء، وتضع صحة الحجاج على رأس أولوياتها، كما تعكس التزامًا فعليًا بمعايير الجودة العالمية والشفافية في العمل البلدي.
إنّ دمج الرقابة الذكية بالتدخل السريع وتحليل البيانات اللحظي، يمثل تحولًا نوعيًا في آليات الحفاظ على الصحة العامة، ويبرهن على أن العمل البلدي أصبح أكثر تطورًا واحترافية في إدارة المواسم الكبرى.
وبينما يتفرغ الحجاج لأداء مناسكهم بطمأنينة، تعمل فرق الأمانة بصمت وجهد خلف الكواليس، لتوفير غذاء آمن ومياه نقية، ضمن بيئة صحية تتسم بالجاهزية الكاملة والاستجابة السريعة لكل طارئ.