تحذير طبي عاجل كبار السن ومرضى القلب والسكري في مرمى ضربة الشمس

مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتجدد التحذيرات من مخاطر التعرض لضربة الشمس، وفي هذا الإطار، أطلق الدكتور خالد النمر استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، تحذيراً شديداً لعدة فئات تعتبر الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة الخطيرة، وتأتي هذه التحذيرات في إطار الجهود المستمرة لزيادة الوعي الصحي وحماية المجتمع من المخاطر المرتبطة بالظروف الجوية القاسية.
وقال الدكتور النمر، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، في رسالة واضحة ومباشرة موجهة للجمهور، إن "هذه الفئات انتبهوا عليهم في الصيف من ضربة الشمس"، وحدد النمر هذه الفئات المعرضة للخطر بشكل دقيق، مشيراً إلى أنهم يشملون "الأشخاص فوق سن الخمسين"، حيث تكون قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته أقل فعالية مع التقدم في العمر، مما يجعلهم أكثر عرضة للإجهاد الحراري وضربة الشمس، هذه الفئة تحتاج إلى رعاية خاصة واهتمام أكبر خلال فترات الحر الشديد.
إقرأ ايضاً:ستيفانو بيولي يقترب من الرحيل عن النصر.. وجهة إيطالية جديدة تنتظرهالمدينة المنورة تجهز 941 جامعًا ومصلى لاستقبال عيد الأضحى
كما تضمنت قائمة الفئات المعرضة للخطر "مريض القلب والسكري"، فمرضى القلب لديهم قدرة محدودة على تحمل الإجهاد الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالتهم الصحية أو حدوث مضاعفات خطيرة، أما مرضى السكري، فقد تتأثر قدرتهم على تنظيم السوائل في الجسم، مما يجعلهم أكثر عرضة للجفاف وضربة الشمس، وبالتالي، يجب على هؤلاء المرضى اتخاذ احتياطات مضاعفة وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة.
وشدد الدكتور النمر أيضاً على خطر ضربة الشمس على "من يستخدم أدوية تمنع التعرق"، وخص بالذكر "الأدوية النفسية والخاصة بالبروستاتا"، هذه الأدوية قد تؤثر على قدرة الجسم الطبيعية على تبريد نفسه عن طريق التعرق، مما يعرض مستخدميها لخطر أكبر للإصابة بضربة الشمس، كما حذر من "من يستخدم مدرات البول"، حيث تزيد هذه الأدوية من إدرار البول، مما قد يؤدي إلى فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل والأملاح الضرورية، مما يرفع من خطر الإصابة بالجفاف والإعياء الحراري.
وفي سياق النصائح الوقائية، نصح الدكتور النمر بضرورة "تجنب المشي هذه الأيام تحت ضوء الشمس خاصة من 11 صباحاً وحتى الـ 5 عصراً"، هذه الفترة من اليوم تشهد ذروة ارتفاع درجات الحرارة وشدة أشعة الشمس، مما يجعلها الأكثر خطورة للتعرض للإجهاد الحراري وضربة الشمس، وتجنب الأنشطة الخارجية خلال هذه الساعات الحارة هو إجراء وقائي أساسي لضمان السلامة.
وأوضح النمر أن "نسبة الوفيات مع ضربة الشمس قد تصل إلى 20%"، وهذا الرقم يعكس مدى خطورة هذه الحالة الطبية، فليست مجرد إعياء بسيط، بل هي حالة طارئة تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً، فإذا لم يتم علاجها بسرعة وفعالية، قد تؤدي إلى تلف في الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والكلى والقلب، وقد تكون مميتة في بعض الحالات، مما يستدعي أخذ التحذيرات على محمل الجد والالتزام بالإرشادات الوقائية.
تشمل الإرشادات العامة للوقاية من ضربة الشمس شرب كميات كافية من الماء والسوائل بانتظام، حتى لو لم يشعر الشخص بالعطش، وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة وذات ألوان فاتحة تعكس أشعة الشمس، واستخدام القبعات والنظارات الشمسية، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السكر بكميات كبيرة لأنها قد تزيد من الجفاف، كما يُنصح بالبقاء في الأماكن المكيفة أو الظليلة قدر الإمكان، خاصة خلال ساعات الذروة، والامتناع عن ممارسة الرياضة الشاقة في الأماكن المفتوحة تحت أشعة الشمس المباشرة.
إن الوعي بهذه المخاطر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، لا سيما بالنسبة للفئات الأكثر عرضة، هو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة والسلامة خلال فصل الصيف، فالوقاية خير من العلاج، والالتزام بالإرشادات البسيطة يمكن أن ينقذ الأرواح ويجنب العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة المرتبطة بالإجهاد الحراري وضربة الشمس.