تجربة حج بلا عناء.. الذكاء الاصطناعي يختصر انتظار الحجاج عند المنافذ

تُسخر المملكة العربية السعودية جهودها التقنية لخدمة ضيوف الرحمن، مؤكدةً التزامها بتوفير أقصى درجات الراحة والتيسير للحجاج القادمين من شتى بقاع الأرض، وفي هذا السياق، كشفت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" عن دورها المحوري في استخدام أحدث تقنيات العصر، لا سيما الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، لتبسيط إجراءات الدخول عبر المنافذ المختلفة، في خطوة تعكس رؤية المملكة الطموحة لتعزيز تجربة الحج وجعلها أكثر سلاسة وكفاءة.
أكد فواز خبراني، مسؤول التشغيل والصيانة في "سدايا"، أن الهيئة تعمل بلا كلل على مدار العام، وتكثف جهودها خلال موسم الحج لضمان تقديم خدمات متميزة للحجاج، وأوضح خبراني، في تصريحات خاصة لقناة "الإخبارية السعودية"، أن الهدف الأساسي هو تسخير الإمكانات الهائلة التي توفرها تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي لتذليل أي عقبات قد تواجه الحجاج عند وصولهم إلى المملكة، مما يعكس حرص القيادة السعودية على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
إقرأ ايضاً:ستيفانو بيولي يقترب من الرحيل عن النصر.. وجهة إيطالية جديدة تنتظرهالمدينة المنورة تجهز 941 جامعًا ومصلى لاستقبال عيد الأضحى
تتعاون "سدايا" بشكل وثيق مع الجهات الحكومية المعنية بشؤون الحج، لتجهيز البنية التحتية التقنية للمنافذ البرية والجوية والبحرية، يهدف هذا التعاون إلى تحقيق أقصى درجات التنسيق بين مختلف الجهات، لضمان تكامل الأنظمة والحلول الرقمية، وبالتالي تسريع الإجراءات الجمركية والجوازات وغيرها من المتطلبات اللوجستية التي تسبق دخول الحجاج إلى الأراضي المقدسة، هذا التضافر في الجهود يضمن أن تكون كل مرحلة من مراحل الدخول مُحكمة ومُيسرة قدر الإمكان.
ولم تتوقف جهود الهيئة عند المنافذ الجوية والبحرية، بل امتدت لتشمل المنافذ البرية الستة الواقعة في المنطقة الشرقية، والتي تشهد تدفقًا كبيرًا للحجاج القادمين براً، فقد عملت "سدايا" على دعم صالات الجوازات وصالات الحج في هذه المنافذ بحلول رقمية متقدمة وتقنيات حديثة، تساهم بشكل مباشر في تسريع حركة الحجاج وتقليل أوقات الانتظار، الأمر الذي يعزز من كودة الإجراءات ويضمن انسيابية حركة المسافرين.
إن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه العمليات ليس مجرد إضافة تقنية، بل هو تحول نوعي يهدف إلى تحليل البيانات بسرعة فائقة لاتخاذ قرارات دقيقة ومُسبقة، مما يساهم في اكتشاف أي مشكلات محتملة قبل حدوثها والتعامل معها بفعالية، هذا النهج الاستباقي يعزز من قدرة المنافذ على استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج بكفاءة عالية، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمن والسلامة، وهما من أهم الأولويات التي تضعها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن.
تُعد هذه الجهود جزءًا لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحقيق التحول الرقمي الشامل في جميع القطاعات، ومن بينها قطاع الحج والعمرة الذي يحظى بأهمية بالغة، إن توظيف أحدث التقنيات لخدمة الحجاج يعكس التزام المملكة الراسخ بتقديم تجربة حج ميسرة ومريحة وآمنة، تليق بمكانة الحرمين الشريفين وقدسية الشعيرة، وتتماشى مع التطلعات العالمية في مجال الخدمات الرقمية المتقدمة.
إن التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في خدمة الحج يعكس أيضًا التزام المملكة بالابتكار والتطوير المستمر، وسعيها الدائم للاستفادة من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لخدمة الإنسانية، هذا التوجه لا يقتصر فقط على تسهيل الإجراءات اللوجستية، بل يمتد ليشمل تعزيز التجربة الروحانية للحجاج، من خلال توفير بيئة مريحة وآمنة تمكنهم من أداء مناسكهم بخشوع وطمأنينة.
مع اقتراب موسم الحج، تتجلى هذه الاستعدادات التقنية المتطورة كدليل على الجاهزية التامة للمملكة لاستقبال ضيوف الرحمن، وتقديم كل ما من شأنه أن يجعل رحلتهم الإيمانية ذكرى لا تُنسى، فبفضل "سدايا" وتقنياتها المتقدمة، أصبح دخول الحجاج إلى المملكة عملية أكثر سلاسة وفعالية، مما يساهم في تخفيف الضغط على المنافذ وضمان تجربة وصول مريحة ومبشرة بقدوم موسم حج ناجح وميسر.