في قلب العاصمة: المملكة تكشف استعداداتها لدورة ألعاب التضامن الإسلامي

في أجواء تعكس روح الوحدة والتضامن بين الدول الإسلامية، انطلقت اليوم الأحد في العاصمة السعودية الرياض أعمال ندوة رؤساء البعثات الخاصة بالدورة السادسة من ألعاب التضامن الإسلامي "الرياض 2025"، المقررة إقامتها في نوفمبر المقبل، وذلك بحضور ممثلي اللجان الأولمبية الوطنية للدول الأعضاء في الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، وقد احتضن فندق هيلتون الرياض فعاليات اليوم الأول من هذه الندوة التي تأتي في إطار الاستعدادات المكثفة لتنظيم حدث رياضي نوعي على مستوى المنطقة الإسلامية.
واستُهلت الندوة بجلسة ترحيبية أعقبها انعقاد الجلسة العامة، التي شهدت حضور أضواء العريفي، مساعد وزير الرياضة للشؤون الرياضية وعضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، وقد ألقت العريفي كلمة رسمية نيابة عن صاحب السمو الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، رئيس اللجنة العليا المنظمة للدورة، عبّرت فيها عن فخر المملكة باستضافة هذه الدورة بعد عشرين عامًا من النسخة الأولى، مؤكدة أن "الرياض 2025" تمثل تتويجًا للمكانة المتقدمة التي وصلت إليها الرياضة السعودية، والنجاحات التي حققتها على المستويين الإقليمي والدولي.
إقرأ ايضاً:المملكة تستقبل 500 حاج من غزة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفينتراجع أسعار الذهب عالميًا وسط تعافي الدولار
وأشارت العريفي في كلمتها إلى أن هذه الدورة تشكل محطة محورية لتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية، كونها تجسد مفاهيم الوحدة والتضامن من خلال الرياضة، وتترجم في الوقت ذاته مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي جعلت من الرياضة أداة فاعلة للتواصل بين الشعوب، والتنمية الاجتماعية، وتمكين المجتمعات، وأضافت أن المملكة ملتزمة بتوفير كافة التسهيلات لإنجاح هذه الدورة، مؤكدة السعي نحو خلق بيئة تنافسية تعكس الوجه الحضاري للرياضة الإسلامية وتعزز روح الأخوة بين الشعوب.
وقدمت اللجنة المنظمة العليا عرضًا تفصيليًا للمشاركين، تناول مستجدات الاستعدادات لاستضافة الحدث، والخطط التشغيلية المعتمدة لضمان سير الدورة بسلاسة وكفاءة، وتضمّنت المحاور التي تم استعراضها: خدمات اللجان الأولمبية، تجهيزات المرافق الرياضية، قرية الرياضيين، إجراءات الاعتماد، إضافة إلى الجوانب الطبية ومكافحة المنشطات، وبيّن مسؤولو اللجنة أن البنية التحتية في المملكة تتمتع بجاهزية عالية، وأن هناك تكاملًا واضحًا بين مختلف الجهات الحكومية لتنظيم دورة استثنائية بمستوى دولي يليق بمكانة الحدث.
وقد شكّل اليوم الأول من الندوة فرصة حقيقية لرؤساء البعثات والمشاركين للاطلاع الميداني على استعدادات المملكة، حيث نُظّمت جولات ميدانية شملت عددًا من المنشآت الرياضية وقرية الرياضيين، والمرافق التدريبية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، في مشهد عكس حجم العمل المتكامل الذي يتم تنفيذه على الأرض، كما زار المشاركون مشروع "جمب سعودي" وموقع سباقات الهجن، حيث أتيح لهم التعرف على التفاصيل الميدانية وتقييم الجاهزية بشكل مباشر.
وتهدف هذه الجولات إلى تعزيز مستوى الشفافية والتواصل بين اللجنة المنظمة والوفود المشاركة، وضمان وجود تنسيق مبكر وواضح حول مختلف المتطلبات التنظيمية والفنية، وسيُستكمل برنامج الندوة يوم غدٍ الإثنين بجولة ثانية تشمل باقي المواقع الرياضية ومرافق المسابقات، بالإضافة إلى سلسلة عروض تقديمية ستُعرض خلالها خطط الإقامة، والتنقل، والتجهيزات الفنية، ضمن جهود مستمرة لتعزيز التنسيق وتبادل الرؤى مع ممثلي اللجان الأولمبية الوطنية.
وتُعد دورة ألعاب التضامن الإسلامي "الرياض 2025" واحدة من أبرز الفعاليات الرياضية متعددة الألعاب في العالم الإسلامي، وتحظى بمشاركة واسعة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتشكّل هذه الدورة فرصة لإبراز قدرات المملكة التنظيمية، وتعزيز حضورها الدولي كوجهة رائدة في استضافة الأحداث الكبرى، في ظل الطموحات التي ترسمها رؤية 2030 نحو مستقبل رياضي متقدم ومتكامل.