جوجل تدخل سباق الاتصالات اللاسلكية من باب الفضاء

اتصال فضائي
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

في خطوة مرتقبة تعكس طموح جوجل لتعزيز موقعها في سوق الهواتف الذكية، تستعد الشركة للكشف عن سلسلة هواتفها الجديدة Pixel 10، والتي من المنتظر أن تقدم مجموعة من الابتكارات التقنية المثيرة، ووفقًا لتسريبات حديثة نشرها موقع Android Authority، فإن السلسلة المرتقبة ستضم أربعة طرازات متنوعة، تشمل Pixel 10، وPixel 10 Pro، وPixel 10 Pro XL، بالإضافة إلى هاتف جديد قابل للطي يحمل اسم Pixel 10 Pro Fold، هذه التشكيلة تعكس تنوعًا في الفئات والمزايا، مما يشير إلى توجه جوجل لتوسيع قاعدة مستخدميها، وتقديم أجهزة تلبي احتياجات شرائح متعددة من المستخدمين.

لكن الجديد حقًا لا يكمن فقط في تعدد الطرازات، بل في التقنيات التي ستأتي بها هذه الهواتف، وعلى رأسها ميزة دعم الاتصال بالأقمار الصناعية، وهي الخطوة التي قد تُحدث تحولًا جوهريًا في طريقة تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم في المناطق التي تفتقر إلى تغطية شبكة الجيل الخامس، وتستند هذه الميزة إلى استخدام مودم حديث يحمل اسم T900، من تطوير شركة MediaTek، والذي سيكون مدمجًا مع معالج Tensor G5 المنتظر أن يتم تصنيعه لأول مرة بواسطة شركة TSMC التايوانية، بعد أن كانت سامسونج تتولى هذه المهمة في الإصدارات السابقة.


إقرأ ايضاً:جاهزية تامة في نجران: أكثر من 170 جامعا ومصلى تستقبل صلاة عيد الأضحىقرار حاسم في السعودية للتحكم في سعر بيع الأضاحي "لا للاستغلال"

ويبدو أن جوجل تراهن على هذا التعاون الجديد مع MediaTek وTSMC لتقديم أداء أكثر استقرارًا وكفاءة في استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى فتح الباب أمام تقنيات اتصال أكثر تطورًا، خصوصًا في ظل سعيها لمنافسة كبرى شركات الهواتف مثل آبل وسامسونج، ومن خلال تحليل حديث لشفرة برمجية خاصة بنظام التشغيل، تم رصد إشارات إلى دعم ميزتين جديدتين هما Adaptive Connectivity Services وSatellite Gateway، واللتان تؤكدان النية الحقيقية وراء دعم الهواتف للاتصال بالشبكات غير الأرضية، أو ما يُعرف بتقنية Non-Terrestrial Networks (NTN).

هذه الإضافة لا تُعد مجرد تحسين تقني، بل تمثل نقلة نوعية في فلسفة تصميم الهواتف الذكية، حيث كانت تقنيات الاتصال بالأقمار الصناعية حكرًا على الأجهزة المتخصصة مثل هواتف الطوارئ أو أجهزة الاتصال العسكري، أما اليوم فهي تتجه لتكون جزءًا من تجربة المستخدم اليومية، ما سيُتيح للمستخدمين إمكانية البقاء على اتصال حتى في البيئات المعزولة مثل الصحارى والجبال أو أثناء الكوارث الطبيعية، حين تتوقف الشبكات الأرضية عن العمل.

ويُلاحظ أن هذا التطور يأتي في توقيت تتسابق فيه الشركات الكبرى لدمج تقنيات الأقمار الصناعية في أجهزتها، وقد كانت آبل من أولى الشركات التي قدمت هذه الخدمة جزئيًا في بعض طرازات iPhone 14 وما بعدها، إلا أن ما تسعى إليه جوجل يبدو أكثر طموحًا، حيث تهدف إلى دمج الاتصال الفضائي بطريقة أوسع وأشمل، دون الحاجة إلى ملحقات خارجية أو اشتراكات معقدة، وهو ما قد يغيّر قواعد اللعبة في سوق الهواتف الذكية خلال السنوات المقبلة.

من جهة أخرى، فإن الاعتماد على شركة TSMC في تصنيع معالجات Tensor G5 يعكس توجهًا استراتيجيًا من جوجل لتحسين جودة التصنيع والأداء الحراري للرقاقات، بعد الانتقادات التي واجهتها بعض إصدارات Pixel السابقة بسبب مشكلات في الأداء والسخونة، التعاون مع TSMC، والتي تُعد واحدة من أبرز شركات تصنيع الشرائح عالميًا، قد يعزز من موثوقية سلسلة Pixel 10، ويُضيف بعدًا جديدًا لموثوقية الهاتف واستدامته التقنية.

ومع تجميع هذه العناصر التقنية المتقدمة في هاتف واحد، يبدو أن جوجل تضع أعينها بجدية على التحدي القادم في السوق، والمتمثل في سلسلة iPhone 16 و17 من آبل، والتي من المتوقع أن تستمر في دفع حدود الابتكار، خصوصًا في مجال الاتصال اللاسلكي والتكامل مع بيئة خدماتها المغلقة، إلا أن جوجل قد تنجح في كسب جمهور جديد من المستخدمين الباحثين عن تجربة أندرويد متكاملة، مدعومة بتقنيات الجيل الجديد من الاتصال والتصميم.

السباق نحو هاتف ذكي متصل دومًا، حتى في أصعب الظروف، لم يعد مجرد رفاهية أو استعراض تقني، بل بات ضرورة واقعية في عالم يعتمد أكثر من أي وقت مضى على البيانات والتواصل الفوري، وإن كانت سلسلة Pixel 10 ستحمل فعلًا هذه المزايا، فإننا أمام بداية فصل جديد من المنافسة الذكية، حيث يصبح الهاتف أداة إنقاذ قبل أن يكون وسيلة ترفيه أو تواصل فقط.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook