محادثات صوتية بلا رنين،،، واتساب تقدم تجربة تواصل جديدة
في خطوة جديدة تعكس سعيها المستمر لتطوير أدوات التواصل، أعلنت "واتساب"، المنصة العالمية الشهيرة والتابعة لشركة "ميتا"، عن إطلاق ميزة مبتكرة تحمل اسم "الدردشة الصوتية" (Audio Hangouts)، وتتيح هذه الخاصية لمستخدمي المجموعات بدء محادثات صوتية دون الحاجة إلى الاتصال الصوتي التقليدي، ما يمنح تجربة أكثر مرونة وهدوءاً بعيداً عن الرنين أو الإشعارات المفاجئة، ويجعل من التواصل الجماعي عبر التطبيق تجربة أكثر سلاسة وانسيابية.
الميزة الجديدة تُعد تحولاً في الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد داخل مجموعات الدردشة، فعلى عكس المكالمات الجماعية المعتادة التي تتطلب قبولاً فورياً وتصدر إشعاراً مزعجاً للمشاركين، تتيح "الدردشة الصوتية" بدء محادثة تظهر بهدوء ضمن واجهة المحادثة، ويمكن لأي عضو في المجموعة الانضمام إليها أو مغادرتها في أي وقت، دون أن يشعر بالضغط أو الحاجة إلى الرد الفوري، هذه التجربة تشبه إلى حد بعيد الأحاديث الجانبية أو النقاشات المتقطعة التي تدور بشكل طبيعي بين الأصدقاء أو الزملاء.
إقرأ ايضاً:قصر وحيد يثير فضول سكان جدة بعد أعمال الإزالة الواسعة "لغز قصر الهنداوية"نتائج مبهرة لعقار جديد ضد سرطان الثدي قد يغير نموذج العلاج الحالي
ولتشغيل هذه الميزة، لا يحتاج المستخدمون سوى إلى التمرير لأسفل في محادثة المجموعة ثم السحب للأعلى لبضع ثوانٍ، وهو ما يفعّل جلسة صوتية مفتوحة دون إطلاق تنبيه صوتي، وتبقى المحادثة نشطة داخل المجموعة، مع عرض واضح لأسماء الأعضاء المشاركين، مما يتيح للجميع معرفة من المتصل ومن يمكنه الانضمام.
وتم تصميم "الدردشة الصوتية" لتناسب مختلف أنواع المجموعات، سواء الصغيرة أو الكبيرة، إذ يمكن استخدامها في مجموعات يصل عدد أعضائها إلى 1024 شخصاً، وهذا يفتح المجال أمام استخدامات متعددة؛ من ترتيب اللقاءات والأنشطة اليومية، إلى متابعة أحداث مباشرة أو إدارة نقاشات غير رسمية بين فرق العمل أو الأصدقاء، دون الحاجة إلى جدولة مسبقة أو انتظار ردود فورية من المشاركين.
ولم تغفل "واتساب" الجانب الأمني عند تطوير هذه الميزة، إذ أكدت أن الدردشات الصوتية مشفّرة بالكامل من الطرف إلى الطرف (End-to-End Encryption)، تماماً كما هو الحال مع باقي خدمات التطبيق، وهذا يعني أن المحادثات الصوتية تظل آمنة وخاصة، ولا يمكن لأي جهة، بما في ذلك واتساب نفسها، الوصول إلى محتواها، مما يعزز ثقة المستخدمين في أمان استخدام هذه الأداة الجديدة.
الميزة بدأت بالوصول فعلياً للمستخدمين في شهر مايو من عام 2025، وهي متاحة على أحدث إصدارات التطبيق لكل من نظامي أندرويد وiOS، وتؤكد الشركة أن التحديث سيصل تدريجياً إلى جميع المستخدمين في مختلف أنحاء العالم خلال الأسابيع المقبلة، بما يضمن تجربة سلسة ومرحلية دون أي انقطاعات أو مشاكل فنية.
ويشير إطلاق هذه الميزة إلى تحول في فلسفة واتساب تجاه الاتصالات الجماعية، فبعدما كانت المكالمات الصوتية تُعتبر الخيار الرسمي والوحيد، باتت الدردشات الصوتية توفر نموذجاً أكثر واقعية، يتيح للمستخدم التفاعل كما لو كان يجلس مع الآخرين في مكان واحد، يتحدث حين يشاء وينسحب متى أراد، دون أي التزام زمني أو مكاني، وهو ما يجعل التواصل الرقمي أكثر إنسانية وطبيعية.
ويبدو أن "واتساب" تسعى من خلال هذه الميزة إلى تلبية تطلعات قاعدة مستخدميها الواسعة الذين يرغبون في أدوات تواصل غير مزعجة وسريعة، لا سيما في ظل الوتيرة المتسارعة للحياة اليومية، فسواء في السياقات الشخصية أو المهنية، تمثل "الدردشة الصوتية" إضافة ذكية لمنظومة التواصل داخل التطبيق، بما يعكس تطوراً حقيقياً في فهم طبيعة المستخدم واحتياجاته اليومية من حيث الخصوصية، والسلاسة، والمرونة في الاستخدام.